رواية مكتملة بقلم نرمين محمود-1

موقع أيام نيوز


تخرج من بين ذراعيه..
_ طب اعمل ايه طيب م انت وشك الابيض المحمر ده مغري جدا الصراحة..ومناخيرك ديه بتغريني وهي حمرا كده وفشيت غلي منك فيها ..طب ايه..
زهرة باستغراب...

_ طب ايه ايه..عاوز ايه انت دلوقتي...
مال عليها ببطء حتي تسطحت علي الارض وهو يشرف عليها ويهتف بصوت تشتعل به الرغبة...
_ عاوزك اكيد..
رفعت اصبعها أمام وجهه تحذره..
_ احترم نفسك يا ساڤل..وابعد عني كده..

_ تعالي اوريكي السڤالة بجد بقي ...
وبذلك انطوت صفحة خلافاتهم ربما للحظات أو ...للأبد....
بقصر النوساني الصغير...
كان ناصر يبحث عن ابنتيه بعد انتهاء الحفل لا يعلم الي اين ذهبوا...تمارا أخبرته أنها ستقضي الليلة معه ولن تذهب لبيتها ...وزهرة منذ اخر خلاف بينها وبين زوجها وهي تجلس معه بالمنزل...
ذهب ناصر الي زمزم قائلا بلهفة...
_ زمزم...اخواتك فين ..
ابتسمت زمزم علي لهفته عليهم بسعادة وهتفت تطمئنه...
_ اخواتي مشيوا...كل واحدة راحت مع جوزها اسبوع ولا اسبوعين دلع كده...
ثم علقت يدها بيده قائلة بمرح...
_ مبقاش فاضل الا انا وانت يا ناصر ف القصر الكبير بتاعك ده...ايه رأيك تاخدلنا اسبوع دلع كده زي بتاعهم...
طوال فترة حديثها كان ينظر لها غير مصدقا لنفسه..زمزم نفسها ..ابنته الصغري أمامه تتحدث معه بهذه الأريحية ..يأس من مسامحتها له..
قربها ناصر منه وقبل وجنتها بحب شديد قائلا...
_ عيوني يا حببتي...اللي تأمر بيه اميرتي هيكون تحت رجليها...
احتضنته زمزم مرة أخري بقوة ...فرحة بصلاح علاقتها مع والدها..فرحة بوجود سند لها بهذه الحياه...ما حدث لها بالماضي لا يمكنها نسيانه لكنها ستحاول التعايش معه...
عمها لم يكن يقصد شيئا سوي اصلاح حياتها مع ابنه...كان يريده أن يقع بعشقها ...لكن شاء القدر وتحركت مشاعرها ناحية ياسر وفعل هو المثل...
والدها أخطأ بتركهم وتزويجهم بالاجبار لكنه كان يريد الاطمئنان عليهم حتي لو كانت الطريقة خاطئة لكن نيته بتوفير الراحه لهم موجودة وهى من تسيطر علي قراراته بشأن حياتهم...
وقاص ووالدته..كلاهما يكرهانها منذ دخولها الي المنزل ودون سبب...لذلك تجد صعوبة شديدة في التماس العذر لهم...
الفصل التاسع والعشرين...
بعد مرور أربعة أشهر ...
تقف العائلة جميعا امام غرفة العمليات للاطمئنان على صحة زهرة ...حان موعد ولادتها ...كان يقف ناير أمام باب الغرفة كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد الاطمئنان عليها ...
بعد مرور نصف ساعة...خرجت الممرضة من الغرفة وهي تحمل الطفل بين يديها...
_ طمنيني هي عاملة ايه..كويسة..
قالها ناير بصوت ملهوف ..فردت عليه الممرضة..
_ البيبي كويس الحمد لله..
_ انا مسألتش عليه...هي هي اهم حاجه..كويسة..
_ أيوة يا استاذ هي كويسة جدا وصحتها تمام كمان ...كلها دقايق وتتنقل اوضتها وتقدر تشوفها...جابتلك بنوتة زي القمر ما شاء الله..
مطت والدته شفتيها وهتفت بسخرية...
_ بت...المحروسة معرفتش تجيب واد..واد من صلبك يشيل اسمك..راحة تجيب بت....بنات اخر زمن..
الټفت ناير الي والدته بملامح متجهمة قائلا بضيق...
_ ماما لو سمحتي بلاش الكلام ده...واد زي بت..ده من صلبي وده من صلبي بردوا..ثم إن موضوع الولد والبنت ده مني انا هي ملهاش علاقة اصلا...
أدارت والدته رأسها للجهة الأخري..فيما عادت الابتسامة تشق طريقها إلى ثغر ناير فقد أخبره صديقه بالصباح أنهم وجدوا چثة ذلك الرجل المدعو ب شهمي العابدين مقتولا بمنزلة والتقرير المبدئي للطب الشرعي يقول انها جرعة مخډرات زائدة..كان علي وشك أن يبشرها بذلك الخبر لكن الم المخاض فاجأه...
بالغرفة التي انتقلت إليها زهرة...كان والدها اول من اقترب منها ويقبلها بجبينها قائلا...
_ حمد الله على سلامتك يا قلب بابا..
_ الله يسلمك يا حبيبي..
حولت بصرها الي شقيقتها الكبرى وبطنها المنتفخ أمامها قائلة...
_ انت ازاي عملتيها مرتين ومكملة وبتعمليها التالتة!!!...ده انا بعد اللي شوفته ده مش هعملها تاني هو العيل ده وبس...
ضحك عابد وهو يربت علي بطن زوجته قائلا...
_ اسد يلا فيه ايه...مراتي مش جبانة زيك..
مصمصت والدته بشفتيها قائلة...
_ قال العيل ده وبس قال...ده انت جبتي بت يا حببتي...هتعمليها تاني طبعا حتي لو مش عاوزة ...انا معنديش الا هو ده وعاوزة عياله يملوا عليا البيت..
عم السكون في الغرفة الا من صوت تنفسهم الذي يعكس شعورهم الان...
ابتسم ناصر ببرود قائلا بهدوء تام...
_ والله يا ام ناير الموضوع ده ميخصناش ف حاجة ..هما الاتنين اهم اللي بيكونوا حياتهم..شايفين انهم عاوزين اطفال تاني ف احنا مش هنقدر نمنعهم...ولو مش عاوزين ف احنا مش هنخليهم يخلفوا ڠصب...احنا ملناش إلا أن احنا نبارك لهم ونحمد ربنا علي سلامتهم...لانهم ف النهاية واد أو بت ف هما حته من ابنك وبنتي...
قطع ذلك الجو المشحون بالتوتر دخول قدري وزوجته وابنته ووقاص...
تقدمت السيدة نجاة من زهرة ومالت تقبلها قائلة...
_ حمد الله علي سلامتك يا حببتي ..
_ الله يسلمك يا طنط..
فعلت سيلين كما فعلت والدتها وعادت تقف بجوار زمزم تقص عليها ما حدث بينها وبين خطيبها عندما خرجا بالبارحة...
تقدمت نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة ...كانت مړتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها...
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان
 

تم نسخ الرابط