براثن اليزيد بقلم ندي حسن
المحتويات
بعشق زرقة البحر لم يكن يقع بغرام خضرة الأرض.. لم يكن يفعل كل ذلك وكان بقى يزيد الراجحي الذي يحمل القسۏة والغرور داخل طياته كان بقى نفسه الذي يحمل العنجهيه والمراوغة داخله وبقيت هي مروة طوبار الملاك الذي لا يوجد مثله في نقائه وبراءته..
زفر بضيق وهو يمسح على وجهه بعد أن اعتدل في جلسته يتكئ بمرفقيه على قدميه ينحني على نفسه للإمام وهو يفكر كيف سيجعلها تعود عن ما في رأسها وتكون زوجته دون أي ضغط من أي أحد تكون زوجته وكأنها المرة الأولى الذي يريدها بها تكون
تقدمت منه ميار سريعا عندما وجدته أمامها ثم سألته بلهفة واهتمام
يزيد مروة حصلها ايه
واستمع إلى سؤال والدها هو الآخر من بعدها ولم يعطيه حق الإجابة يقول
بنتي فين يا يزيد
ابتلع ما بحلقه ثم تحدث بهدوء واحترام وهو يشير إلى باب غرفتها
ممكن تهدوا هي جوا هنا ومحصلهاش
أجابت ميار بسرعة وخوف يحتل نبرتها
بس مروة حامل
دا الظاهر إن أنا الوحيد اللي مكنتش عارف.. على العموم هما بخير
نظرت إليه ميار باستغراب شديد هل لم تقول له شقيقتها عن حملها بعد إذا هو علم فقط عندما سقطت من على الدرج!.. أنها غبية..
ولجت إلى الغرفة هي ووالدها لترى شقيقتها التي عندما رأتهم يدلفون إليها تجمعت الدموع بمقلتيها وأصبحت تبكي بشدة!..
نظرت إليه وهي تزداد في البكاء عينيها معلقة على عينيه متشبسه بوالدها وكأنه هو الذي تحتضنه وتخفي نفسها داخله ولكن هيهات فهو من تهرب من براثنه..
أتى تامر أيضا بعد صف سيارته الذي أتى بها عمه وابنته جلس على الأريكة بالغرفة وهو لا يريد التدخل فقط لأجل ميار..
سألها والدها باستغراب وجدية وهو يريد أن يعلم ما الذي أصابها في يوم وليلة
مالك يا مروة يا حبيبتي.. ايه اللي حصل لكل ده
انتظرت ميار لتستمتع الإجابة منها على سؤال والدها ولكن ظلت فترة صامتة لم تتحدث ومازالت نظراتها متعلقة به ثم فجأة ابتعدت عن والدها نظرت له ثم هتفت بحزن ونظرة ضائعة
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إلى شقيقتها ولم يفهم ما الذي يحدث بعد فتحدث مرة أخرى
ماشي يا حبيبتي اللي أنت عايزاه نعمله بس يعني يزيد بيقول إنك كويسه ومحصلش حاجه عايزة ترجعي القاهرة ليه
لن يكون هناك دموع مرة أخرى ولن يكون هناك ضعف هو من خان وهو من باع هو من كڈب وهو من راوغ هو الذي جعلها تشعر بالخذلان والقهر.. عليه هو أن يشعر بكل هذا وليست هي!.. ولكن هل تستطيع أن تؤذيه بهذا الشكل..
أجابت والدها بخفوت
علشان مش هقعد هنا تاني أبدا
نظر كل من ميار ووالدها إلىيزيد حتى يتحدث يمحي هذا اللغز فلم يكن منه ردا سوى أنه أخرج سېجارة ووضعها بين أسنانه دون اشعالها فهو ود لو ضغط على أحد بأسنانه ليخرج كل الضغط عليه..
تحدثت مروة مرة أخرى بجمود وقد عز عليها أن تفعل ذلك ولكنه لم يترك لها خيارا آخر بعد ما فعله
أنا ويزيد هنطلق
وقفت ميار سريعا من جوارها تهتف بذهول وصدمة ألقتها عليها شقيقتها
ايه
مش هيحصل يا مروة قولتلك مليون مرة مش هيحصل
عاندته وهي تهتف بحدة شديدة وصوت عالي تشير بيدها ناحيته بهمجية
هطلقني يا يزيد ولو حكمت هخلعك
تقدم منها ليمسك يدها فدفعته بحدة وقد كان الجميع مذهولا مما يحدث بينهم!.. أمسك يزيد بيدها الاثنين بحدة ليبقى وجهها أمامه مباشرة ولا يفصل بينهم سوى أنفاسهم تحدث يزيد بضعف ورجاء وهو يضغط على يدها
أرجوكي كفاية لحد هنا قولتلك أعملي اللي أنت عايزاه.. مش هنرجع هنا تاني.. المكان اللي تحبيه هنروحه... خدي الوقت اللي أنت عايزاه علشان تكوني معايا لكن بلاش البعد ده يا مروة بلاش.. لو مش علشاني علشان ابنك
ظنت أن عينيها جفت الدموع منها ولكن بكلماته هذه جعل الشلال يفتح أبوابه مرة أخرى نظرة عينيه الراجية
أنا عايزة أرجع معاكم دلوقتي
أومأ إليها والدها فنظر لها يزيد بخيبة أمل وحزن ثم ترك يدها وذهب خارج الغرفة دون أن ينظر إليها مرة أخرى..
ليس هناك أحد يفهم أي شيء مما يحدث نظرت
متابعة القراءة