رواية رائعة بقلم زينب نور

موقع أيام نيوز


ازاي مش زيك بتنشفي ريقى على أما تسمعي الكلام 
لترد عليها تالين وهي تضحك بشقاوه
بس يا ممتي عليا هتاخد فكره وحشه عني كده 
قسمت وهي تربت على كتف عليا بحنان 
أطلعي ياعليا مع تالين فوق هتوريكي اوضتك ارتاحي شويه وغيري هدومك يكون الغدا جهز 
لتصعد عليا بصحبة تالين لغرفتها وهي تستمع لحديث والدة سليم معه

على فكره چومانه هي وأخوها ووالدتها هيتغدوا معانا النهارده 
ليعقد سليم حاجبيه وهو يقول
انتي شايفه يا ماما إن الوقت مناسب للدعوه دي !
أنا عندي شغل متعطل بقاله إسبوع ومعنديش وقت للمجاملات الاجتماعيه دي 
لتقول والدته وهي تحاول اقناعه
ميصحش يابني بلاش تحرجني معاهم اتغدا معانا وبعدين روح الشركه زي ما انت عاوز و أهو تكون إرتحت شويه 
سليم وهو يتنهد بقلة صبر
خلاص يا ماما زي ما انتي عاوزه أنا هاخد حمام و أغير هدومي يكونوا وصلوا 
ليترك والدته ويصعد لغرفته
لتتوجه قسمت هانم للمطبخ لتوجيه الخدم بتجهيز
الطعام للضيوف القادمين 
صعدت عليا برفقة تالين الى الغرفه المخصصة لها
لتجدها غرفه واسعه مفروشه بفرش راقي يغلب عليه اللون الوردي وتزينه لماسات راقيه من اللون الذهبي
لتبتسم تالين وهي تقوم بفتح باب الشرفه المطل على حمام السباحه الكبير الذي يتوسط حديقة الفيلا
نيه رأيك في الأوضه لو مش عجباكي في أوض كتير ممكن تختاري منهم اللي يعجبك 
لتجد عليا صامته وهي تقريبا لا تستمع لها ولا تنظر لجمال الغرفه المتواجدين بها
لتهزها تالين وهي تقول 
هيهيي انتي سرحانه في إيه !
لتنتبه عليا لحديث تالين معها 
معلش أصل أنا تعبانه شويه من السفر 
لتقول تالين بمرح 
ولا يهمك يا قمر خدي حمام ونامي شويه و ارتاحي لسه حوالي ساعتين على ميعاد الغدا أسيبك علشان ترتاحي بقي 
لتسألها عليا سريعا وهي تحاول أن لا تظهر اهتمامها
هي مين چومانه اللي ماما قسمت كانت بتكلم سليم عنها 
لترد تالين بسخريه وهي تمسك بطرف ثوبها وتنحني بطريقه مسرحيه
دي الليدي چومانه المرشحه المثاليه للزواج من سليم بيه المنشاوي 
ليشحب وجه عليا وتترنح وهي تشعر بالدوار وأسوء مخاوفها يتحقق أمامها سريعآ
لتسندها تالين سريعا وهي تجلسها على السرير 
مالك يا عليا في ايه أنا لبخت و لا إيه 
ليختنق صوتها بالشعور بالندم وهي تقول
مش عارفه أنا قلت كده إزاي ونسيت حكاية إنك مرات سليم دي بس هو قال إن الموضوع صوري وإنكم متفقين على كده ولا هو مش صوري و لا إيه 
لترد عليا وهي تحاول إستعادة سيطرتها على نفسها
لاء هو فعلا صوري زي ما قال بس أنا تعبانه من السفر و من تعب الاسبوع اللي فات هنام شويه وهبقى كويسه 
لتنظر لها تالين بشك وعدم تصديق لتقول
تعبانه من السفر!! طيب هاسيبك ترتاحي وتنامي شويه قبل الغدا لتغادر وتغلق باب الغرفه خلفها 
لترتمي عليا على السرير وهي تبكي وتشعر بيأس شديد يغلف قلبها 
بعد مرور ساعتين تقريبا
مشطت عليا شعرها في جديله طويله جذابه وإرتدت ثوب بسيط رمادي اللون و الذي رغم بساطته ألا إنه لم يقلل من جمالها الرائع لتسمع طرقات على باب غرفتها 
لتفتح باب الغرفه سريعا وهي تتخيل أن من بالباب هي تالين لتتفاجئ بسليم يقف بالباب 
ليقول لها سليم باقتضاب
ممكن نتكلم قبل ماتنزلي للغدا
عليا بتوتر 
اه طبعا اتفضل 
لتشير له بدخول الغرفه 
ليدخل الغرفه بثقه وهو يواجهها
طبعا أنا مش هعيد عليكي الكلام اللي إتفقنا عليه مش عاوز اي غلط أو لخبطه في الكلام 
لتتعمد عليا عدم الفهم لتقول ببرائه مزيفه وهي ترتدي قرط صغير في أذنيها
كلام ايه أنا مش فاهمه هو احنا اتفقنا على حاجه !!
ليقول سليم بتحذير وهو يقترب منها ببطء
بقى مش فاكره احنا إتفقنا على ايه
لتشعر عليا بالخۏف ولكنها لاتظهر ذلك لترد بتحدي وقد تسلط عليها شيطان الغيره لتقول وهي تتراجع للخلف 
لاء مش فاكره 
ليبتسم سليم فجأه بخبث وهو ينظر إليها ويقول 
عندك حق أنا كمان مش فاكر اني اتفقت معاكي على حاجه 
لتصرخ عليا وقد إنهمرت الدموع على وجهها وهي تحاول الابتعاد عن يديه 
بس بس أنا فاكره فاكره الاتفاق كله 
ليرفع سليم حاجبه
متأكده 
لتهز عليا رأسها سريعا علامة علي الموافقه وهي لاتستطيع كبح دموعها التي أغرقت وجهها
بس أنا فاكره والله فاكره الاتفاق كله 
لتنتبه قسمت هانم لوجود عليا 
لتقف قسمت هانم وهي تمد يدها لعليا تناديها للدخول و هي تبتسم 
تعالي يا حبيبتي إدخلي مكسوفه
ليه 
لتدخل عليا الغرفه تحت نظرات چومانه و والدتها التقييميه لها 
لتقول قسمت ببشاشه
سلمي ياحبيبتي على دولت هانم محفوظ ودي بقى تبقى صحبة عمري
لتتقدم عليا وتمد يدها للسلام عليها لتسلم دولت عليها ببرود وعدم إهتمام
لتنتقل قسمت هانم للتعريف بچومانه
ودي بقى جومانه النويري بنت دولت هانم وزي بنتي بالظبط ومتربيه مع سليم وده يعتبر بيتها التاني و انا اللي مربيها لدرجة إن لها أوضه هنا لما بتزهق من دولت وتحكماتها بتقعد فيها وكمان بتشتغل مع سليم في شركاته يعني سيدة أعمال صغيره 
لتنقل عليا يدها وتمدها للسلام على جومانه التي مدت يدها ببرود وتكبر وهي تنظر لعليا وما ترتديه من ملابس غير أنيقه بسخريه
لتجلس عليا بجوار قسمت هانم وهي تشعر بالارتجاف داخلها 
لتربت قسمت على كتف عليا متابعه وهي تشير لعليا 
والقمر دي بقى تبقى عليا بنت عم سليم وتالين وجايه تقضي اخر سنه من جامعتها معانا 
لتقوم تالين بمقاطعة حديث والدتها هي تنظر في ساعة يدها
بعد إذنكم ياجماعه انا هكلم سيف دلوقتي ومش هلحق أتغدى معاكم
لتقول چومانه بسخريه
هو لسه مخلصش الدكتوراه أنا مش عارفه قاټل نفسه في الدراسه ليه وفي الاخر هيتعين بملاليم
لتقول تالين بسخريه
مش كل الناس همها الفلوس وبس عن إذنكم 
لتغادر الغرفه بكبرياء
ليدخل سليم الغرفه وهو الجالسه بحزن وتوتر تتابع حديثه مع چومانه
لتقوم چومانه بالجلوس على ذراع مقعد سليم
لتقول بدلال وهي تدعي الحزن وتقوم باحتضان زراعه 
إخص عليك يا عني أنا موحشتكش كده أنا زعلانه منك
ليقوم سليم بالتربيت على يدها بهدوء وهو يقول 
أكيد واحشتيني ياستي ولا تزعلي
في هذه الاثناء
دخل سمير الغرفه واتجه نحو عليا ليجلس بجانبها وهو يميل عليها ويتكلم بصوت خفيض 
مش هتقوليلي إسمك إيه 
لتجيبه عليا وهي تحاول الابتعاد عنه ليقاطعها
استني متقوليش قمر أكيد إسمك قمر أو جميله وأكيد إنتي قريبة طنط قسمت صح
لتبتسم عليا مجامله وهي تقول 
لاء مش صح أنا إسمي عليا وأبقى بنت عم سليم وتالين
ليقاطع سليم حديثهم پحده 
مش نقوم نتغدا ونخلي التعارف والكلام الفارغ ده لبعدين المفروض نروح الشركه ورانا شغل كتير متأخر 
ليقوم من مقعده وهو يقول
إتفضلوا يا جماعه الغدا جاهز
لتقول جومانه بخبث وهي تنظر لعليا
جرى ايه يا سليم ما تسيبهم يتعرفوا مش يمكن يبقو صحاب أو أكتر من الصحاب 
ليرد سليم بعبوس 
بلاش كلام فارغ عليا جايه تكمل دراستها مش عشان تصاحب والكلام الفارغ ده
لتشعر عليا بالاحراج من حديث سليم عنها بهذه الطريقه الجافه أمامهم ليخرج الجميع من الغرفه
ويتجهوا لغرفة الطعام
ليجلسوا حول مائدة الطعام ليوجه سمير حديثه لعليا وهو يأكل
أنتي في سنه كام وبتدرسي إيه
لتجيب عليا بهدوء
أنا بدرس تجاره إنجلش وهبقى في سنه رابعه إن شاء الله
ليهتف سمير بسرور
بجد يبقى إنتي تخلصي السنه اللي فضلالك وتيجي تشتغلي معانا وليكي عليا اني أدربك وأفهمك كل حاجه 
ليرد سليم ببرود وهو ينظر لعليا بطريقه موحيه
وفر على نفسك تعب تدريبها عليا هتخلص الجامعه وهترجع البلد علي طول يعني وجودها في القاهره مؤقت 
لتشعر عليا أنها على وشك البكاء من تلميحاته المستمره بوجودها المؤقت في حياته
لترد عليا على سمير بابتسامه رقيقه
وهي تتجاهل سليم تماما
هو سليم ابن عمي عنده حق انا فعلا هرجع البلد بعد الامتحانات علطول بس ده ميمنعش إنك ممكن تدربني أنا مطلوب مني إني أتدرب عملي على المحاسبه وتقفيل الميزانيات وكنت هدور على شركه تقبل تدرب طالبه بس بعد كلامك لو انت جاد في عرضك تدريبي فأنا موافقه 
لتنهي حديثها وهي تنظر لسليم بتحدي
لينظرسليم لعليا نظره سامه قاتله وهو يقول
وأنا كصاحب الشركه اللي بيشتغل فيها المدرب العظيم و اللي المفروض تتدربي فيها برفض شركتي مش لتدريب الطلبه والمبتدئين 
لتقول دولت هانم وهي تنظر لعليا باستعلاء 
عندك حق ياسليم الشركات الكبيره إلي زي شركاتك المفروض ميشتغلش فيها إلا المؤهلين على أعلى مستوى 
لتعترض قسمت هانم 
ليه بس كده ياسليم يعني بنت عمك تروح تدرب عند الغريب وشركاتك موجوده 
لتوجه عليا حديثها لسمير وهي تقول بتحدي وقد شعرت بأهانة كرامتها من رفض سليم 
طيب أنا عندي حل ممكن تفضي نفسك كل يوم ساعه وتيجي تدربني هنا دا بعد إذن حضرتك يا ماما قسمت طبعا 
لتقول قسمت وهي تراقب تعبيرات إبنها الغاضبه
طبعا يا بنتي البيت بيتك سمير يشرف في اي وقت 
ليسارع سمير بالموافقه 
طبعا موافق جدا شوفي انتي عاوزة تبتدي إمتى وانا جاهز 
لتقول جمانه بخبث 
الظاهر سمير متحمس أوي لعليا أقصد لتدريب عليا 
ليرمي سليم الملعقه على الطبق پعنف
يعني ايه هنسيب شغلنا وهنتفرغ لتدريب الست عليا اللي أخرها
ترجع البلد تربي بط 
ليخيم الصمت على المكان بعد إڼفجار سليم الغير متوقع
لتغادر عليا غرفة الطعام في صمت وتتوجه لغرفتها
ليقول سمير بلوم
ليه كده يا سليم هي يعني كانت قالت ايه علشان تحرجها كده 
لينفجر سليم به وقد جن جنونه
ايه صعبانه عليك أوي لسه متعرف عليها من خمس دقايق وعامل فيها حامي الحمى ووواقف تدافع عنها 
ليرد سمير بدهشه 
مالك في ايه أنا عمري ما شوفتك بالشكل ده 
ليقول سليم وقد فرغ صبره
أنا رايح الشركه عاوز تيجي تعالى مش عاوز خليك قاعد جنبها يلا يا چومانه
لتتبعه چومانه وهي تركض لملاحقة خطواته السريعه
لينظر سمير لوالدته ثم لقسمت هانم بدهشه وهو يقول
أنا مش فاهم حاجه هو في ايه
لترد قسمت وهي تشعر بالدهشه من تصرفات سليم الغير مفهومه 
ولا أنا فاهمه حاجه المهم روح انت لشغلك يابني وانا هطلع أطيب خاطر عليا 
ليقول سمير باستكانه
حاضر يا طنط يلا يا ماما أوصلك
في طريقي
لتقوم دولت بتوديع قسمت والخروج مع ولدها
لتنظر قسمت للاعلى وهي تقول
وبعدين معاك يا سليم عاوز إيه من الغلبانه دي 
لتتوجه للغرفة عليا لتطيبب خاطرها 
برضه مش هصالحها أنا أساسآ مغلطتش فيها هي اللي بتدلع دلع بايخ قال عاوزه تتدرب و تخلي سمير يدربها فاضي أنا للدلع والكلام الفاضي ده 
ليتذكر مكالمة والدته التلفونيه التي تعاتبه فيها على معاملته السيئه لبنت عمه ليتذكر صوت والدته الغاضب وهي تقول 
حرام عليك يا سليم البنت مبطلتش عياط من ساعة اللي حصل وكانت عاوزه ترجع البلد تاني لولا اني أنا و اختك فضلنا نهدي فيها لحد ما قدرنا نهديها لازم لما ترجع تعتذر لها ميصحش كده دي مهما كان بنت عمك ومسئوله منك 
ليقوم هو بأنهاء المكالمه مع والدته وهو يرفض فكرة الاعتذار نهائيا ليحدث نفسه بسخريه 
قال أعتذر لها قال هو ده اللي كان ناقص 
لينهض من السرير بعد أن جفاه النوم و يقرر احتساء فنجان من القهوه
والعمل بغرفة مكتبه بالمنزل
ليرتدي سروال أسود مريح وتيشرت منزلي رمادي
ويخرج من غرفته ليقف أمام غرفة عليا ينظر
 

تم نسخ الرابط