رواية كااااملة ورائعة

موقع أيام نيوز


وقف مكرم قبالة المكتب وتنحنح كي ينتبه لوجوده حدثه بهدوء حذر وهو يسأله
عمار بتعمل ايه هنا بدري كدة 
لبعض من الوقت وقفه مكرم لم يجد فيها ردة فعل منه قطب جبينه وهو يجهل حالته تلك فماذا به تنهد عمار بعمق ليرفع رأسه المدفونة بين ذراعيه وينظر له بأعين مجهدة حيث لم ينم للحظة صدم مكرم من هيئته المتعبة المرهقة وشعره الاشعث جلس على المقعد المقابل له وحدق به ليسأله بقلق سافر

ايه اللي حصل يا عمار انت تعبان 
نظر عمار له مطولا وتنهد بعدها ليرد مدعي عدم الإكتراث
مافيش أنا كويس تنحنح وسأله بجدية زائفة 
ايه اخبار البضاعة وصلت ولا لسة 
هنا ارتبك مكرم وهو ينظر له وظهر عليه ذلك فقد جاءت النقطة الحاسمة فقد ابلغه أحد العمال بذلك الخبر المشؤم قبل أن يأتي هنا نظر له مكرم ليرد بنبرة متذبذبة متلعثمة
البضاعة يعني لسة احنا هي 
تطلع عليه عمار بتعابير مقتطبة وادرك ان بالأمر شيئا ما مخفي هتف عمار بحدة جعلت مكرم بنتفض بړعب موضعه 
انطق فيه ايه البضاعة مالها 
ازدرد مكرم ريقة من شدة توتره فقد اختفت الكلمات من على لسانه من نظراته التي ظهر الڠضب فيها هدأ مكرم من ثورة ارتباكه ليرد بحذر شديد 
البضاعة اتسرقت 
نهض عمار من مكانه وهو يردد پغضب مدروس يستنكر حدوث ذلك فمن يتجرأ على فعلتها
انت بتقول ايه يعني ايه اتسرقت ومين اللي يعمل كدة 
ادرك مكرم ضيقه ونهض هو الآخر مبتلعا ريقه بتوتر رد بتردد
ما أنا كنت جاي علشان اشوفك موجود ولا لأ علشان اقولك 
انصت له عمار وعلامات الترقب بادية عليه يريد معرفة من هذا الذي تجرأ على فعل ذلك تردد مكرم في اخباره ولكن عليه بأن يعرف به رد مكرم بتوضيح 
اللي عمل كدة عيسى قبل كدة عملها ومرضتش اقولك بس هو زودها وعملها تاني وانتوا كنتوا فاكرين حد من عند فؤاد بس انا عرفت وهو هددني لو قولت هيقتلني 
ثم نظر له ليبتسم باستهزاء تهديده هذا بينما تجمد عمار لوهلة وهو محدقا به فقد زودها هذا الأحمق فهو يعلم عنه الكثير من سهراته مع الماجنات وتجرعه للخمور غير مراعيا لشعور اخته ألا وهي زوجته نظر له مكرم يريد معرفة إلام ينتوي معه فهو ابن عمهم ولكنه طائش إلى حد كبير كاره لما حوله تنهد عمار بهدوء مقلق وقال بنبرة غامضة 
يبقى لازم نتصرف معاه بسرعة ونخليه يبطل خالص اللي بيعمله ده ونريحه على الآخر 
خرجت تتجول في حديقة القصر لتتنفس بعض الهواء لتزيح به بعض الهموم الجاثية على صدرها جلست مارية على قاعدة رخامية بجوار احدى الأشجار الكبيرة حدقت امامها زائغة فيما ازمعت له هذا الصباح اقنعت نفسها بأن

هذا الصواب فلما التأخير تنهدت بهدوء مريب فها قد أتت اللحظة التي ستتخلص بها من كل ما تشعر به هذا عڈاب ولن تتحمل المزيد فوجودها هنا كفيل بالفتك بها من الداخل الزمت نفسها بالاستسلام لقدرها فلا مجال للهرب 
تقدم للداخل بسيارته وترجل منها بعدما صفها ثم تقدم ليولج الفيلا ولكنه رآها جالسة بمفردها وقف عيسى يتأملها لبعض الوقت وسرح في ملامح وجهها الذي أحبه قټله الأخير ببطء حين تزوج منها سعد حين قتل والدها وايقن وقتها بأنها لن تبقى له مهما حدث خالف الأخير توقعاته ليجبر اهلها بالزواج منه وهذا ما حدث لسيطرته التامة على من هم حوله وها هي ملكه الآن ولكن جزء كبير منه استنكر ارتضاءها بالحياة معه بتلك السهولة فهو قاټل والدها وبالتأكيد لن تتقبله ابتسم عيسى بمكر وبدأ بالتحرك ناحيتها وبدت خطواته بطيئة وهو يركز انظاره عليها ككل فكم كانت ناعمة بجسدها الممشوق وتنهد بحرارة
دلفت للشرفة تنتظر وصوله فكم كانت منزعجة لعدم رؤيتها له من بعد تهديده لها بأن تلتزم حدودها خشيت شيماء أن يتركها ولا داعي لوجودها بعد الآن بسبب تسرعها في كسب محبته لها لعنت تسرعها الأهوج فقد ضيعته بغباءها وربما الآن يبحث عن غيرها شهقت في نفسها پخوف لا تريد هذا وعليها ايجاد طريقة أخرى معه فليس بعد حياتها التي حرمت فيها من متاع الحياة وجاءت فرصتها كما رسمها القدر تصرفها عنها لعدم استغلالها بحنكة تنهدت شيماء وكادت أن تعاود الدخول للغرفة ولكن استوقفها هذا المشهد الودي بين هذين فمن نظرات الأخير نحوها ايقنت بأن هناك شيئا ما مجهول حول نظراته تلك توارت خلف العمود بالشرفة تتطلع عليهم بأعين ثاقبة مظلمة فالموقف اضحى مثير للريبة 
دنا عيسى منها فتنبهت مارية لوجود احد ما يخطو تجاهها وادارت رأسها نحوه رأت هذا الرجل المدعو عيسى ونظرت له بعدم اكتراث وادارت وجهها مرة أخرى فلا شأن لها به امتعض عيسى من عدم مبالاتها وتجهمت تعابيره تنهد بضيق وزيف ابتسامة يريد الحديث معها فربما يلقي عليها بعض الأحاديث ليسمم افكارها تجاهه وربما تتخلص منه
 

تم نسخ الرابط