رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


رسالته عدة مرات حقا لقد أحبته لا بل عشقته 
ثم وجدت أصابع يديها تنقش تلك العبارة وهى في سماء هيامها به 
لما بتكلمنى أو بنقعد مع بعض ببقى مش عايزة الوقت يعدى ولا يمر بحس انى عايزة أبقى منتبهة معاك أوووي ومتشكرة جدا لوجودك في حياتى يامالك 
لم تصدق عيناه رسالتها ولم يصدق حدسه أن تلك الكلمات المنقوشة أمامه لتلك الريم التى عذبته بذات نفسها أكل ذاك الشعور بالاشتياق داخلى لها جراء تلك الكلمات البسيطة ! فماذا عن اعترافها بعشقها لي كيف يكون مذاقه لقلبي وعينى !

يا الله كم أنتى ماهرة فى أن تجعلين جسدي يتمرد عليا ويريدك بلهفة 
وسجل رسالته الأخرى بصوت مبحوح أثر دخوله عالمها الهائم
بحبك لاا بعشقك ونفسى تقوليها

لى بقى صريحة بجد هبقى ساعتها أسعد راجل في العالم ياعمرى قوليها ياريم وأنا أوعدك إنك مش هتندمى عليها طول عمرك.
لو كان أمامها لرأى الاحمرار يغزوا علامات وجهها كألوان الطيف وتلك المرة أيضا استمرت في سماع اعترافه كثيرا ومن شدة خجلها لم تقوى على الرد عليه ولكنه انتظر ردها وحينما تأخرت علم خجلها وكأنه يراها الآن أمامه 
وظل يردد مع حاله وهو يعيد قراءة سطورها المعدودة ولكن كانت بالنسبة له ألاف الترنيمات لعشقه 
مختلفة أنتى ياامرأة غير كل نساء العالم أجمع في عيناكى شراسة تخبئ ورائها احتياج وفي طلتك قوة تخبئ ورائها اشتياق وفي ك عزة تخبئ ورائها سكن يؤمن الأوطان أريد أن أقتحم حصونك ولكن وقت احتياجك واشتياقك لكي أعبر أوطانك بكل سلام .
وأفاق من تفكيره في تلك الصغيرة على صوت الراديو فمالك يعشق الإذاعة بشدة ولابد أن يشاركها يومه أفاق على كوكب الشرق تغنى أغنيته المفضلة والتى انتبه إليها بإنصات شديد ولأول مرة منذ ولادته يشعر بمعانى تلك الكلمات وكأنها تنشدها لأجله وكانت تلك الكلمات
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين خطوتين خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين إنت فين إنت فين
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين خطوتين خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين إنت فين إنت فين
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
عيون كانت بتحسدني على حبي
ودلوقتي پتبكي علي من غلبي
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
فين أشكي لك فين
عندي حاجات و كلام وحاجات
فين دمعك يا عين
بيريحني بكايا ساعات
بيريحني بكايا ساعات
بخاف عليك وبخاف تنساني
والشوق إليك على طول صحاني صحاني صحاني
غلبني الشوق وغلبني غلبني غلبني
وليل البعد دوبني دوبني دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني بعيد بعيد عنك .
البارت الرابع والعشرين 
تجلس سما في غرفتها وهى تمسك هاتفها تشاهد تلك الفيديوهات الخاصة بها وما وصلت إليه من مشاهدات 
فتلك المرة بالتحديد لم تنظر إلى نفسها بانبهار ولا بعيون لامعة بالفرحة بل كانت تنظر إلى نفسها باحتقار وكأنها كانت مغيبة حينها 
قررت فتح التعليقات لفيديو لها يحتوي على أعلى نسبة مشاهدة جالت بأعينها ويديها تسحب الشاشة لأعلى وهى تقرأ تعليقاتهم مابين داع لها بالهداية وما بين محتقرا لها وما بين من يسب والديها انجرحت بشدة لما آوت إليه وما وصلت له من مستوى متدني ولكن ماجعلها تشهق بشدة وهي تقرأ تعليقا ما إذ كان محتويا على 
يانهار أبيض على ده جمال لوز اللوز ده انت فورتيكة ياصغنن وعايز تتاكل أكل ماتيجى ياقمر ياجميل وأنا أبسط لك مزاجك على الأخر وهخليك طاير في السما فووووق .
كان ذاك التعليق بذاك الشكل الذي جعلها تضع يديها على فمها تكتم شهقاتها العالية واستمرت في التقليب في التعليقات ورأت مثله كثيرا مما جعلها تلقى بالهاتف عرض الحائط حتى وقع متهشما إلى قطع لاعدد لها 
وصوت بكائها ارتفع حتى وصل لوالديها فى الخارج انخلع قلبهما عليها فتحركا إليها فى نفس السرعة أوقفها إيهاب مرددا 
خليكي انتى ياراندا سبيني أنا وهى لوحدنا .
نظرت إليه بذهول وأردفت 
إزاي ده لازم أشوفها وأطمن عليها وأعرف سبب عياطها
 

تم نسخ الرابط