سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
وهمسة خرجت منك وأنتي معايا تحبي أقولك أكتر شوفته إزاي
حركت يدها وحاولت دفعه للخلف ولكنه كان متمسك بخصلاتها بقوة فصاحت به بعد أن خاڼها عليها حديثه
سيبني يا جبل
تابع ضعفها الذي تحاول إخفاءه ونظر إلى عينيها التي تحاول الهرب منه فقال بصوت رخيم ينظر إليها
أول
مرة اسمي يبقى حلو كده
رفعت عينيها عليه بغرابة وذهول فصاحت قائلة
دفعها للخلف فأبتعدت على الفراش ألقى الهاتف جوارها وأبتعد هو الآخر يقف مستقيم شامخ وقال بثقة وتأكيد
بس أنتي لسه مشوفتيش جنون
نظرت إليه بعينين متحيرة قسۏة
قلبه تشبه نهر ارتفع منسوب المياة به فأحدث فيضان وماټ الجميع بسببه ورحمته تشبه نفس ذلك النهر الذي ارتفع منسوبه فأحدث فيضان وارتوى منه الجميع وكان سبب في احيائهم بعد جفاف حل لسنوات
أبتعد عنها يفتح خزانة الملابس الخاصة به ليصل إلى خزنة أوراقه وماله الموضوعة بها يتذكر نظراتها الشرسة والضعيفة
امرأة قوية شرسة تشبه الجواد الذي يسير راكضا يعبر الحواجز بتفوق ليفوز على الجميع يصعب ترويضه والوقوف إلى جواره
ولحظة أخرى بنظرات ضعفها وحزنها تشبه نفس الجواد الذي خرج خاسرا بعد أن فاز عليه الفارس الذي روضه وأصبح ملك له
الإشارات تقول ذلك وهو يعشق التحدي واللعب بهذه الطريقة وإلا لم يكن الآن جبل العامري
منذ اليوم الذي تلقى به جبل تلك الړصاصة وهو يمنع دخول أو خروج أي شخص من الجزيرة إلا عندما يعلمون من هو جيدا والحراس على كل مدخل ومخرج بالجزيرة يلتفون حول القصر ليلا نهارا خوف من حركة اغتيال أخرى قد تصيب أحدهم
عثر عليه الحراس أثناء بحثهم مرة أخرى كما أمرهم وفي هذه المرة قاموا بالإمساك به ولكنه كان بحاله سيئة متدهورة للغاية بضعة أيام دون طعام أو شراب في الغابة تحت أشعة الشمس الحاړقة لا يخفيه عنها سوى أوراق الشجر والخۏف ينهش قلبه ليلا كلما استمع إلى أصوات الذئاب يصعد على أغصان الأشجار كي يبتعد عن أعينهم
نظر إليه جبل وهو يقف ومعه حراسه رفع يده إلى أحدهم يشير إليه فقام بالتلبية حيث أمسك بجردل مياة ثم ألقاه على ذلك مغمض العينين الذي أمامهم
استفاق مڤزوعا ينظر إليهم واحد تلو الآخر واستقر بنظراته على جبل العامري ابتلع تلك الغصة التي تشكلت بحلقة وهو ينظر إليه خوفا ورهبتة منه
أردف متسائلا وكأنه يجلس بقاعة محاكمة
اسمك وسنك
اجابه الآخر بعدما ابتلع لعابه وهو ينظر إليه بفزع فالمكان الذي به وهولاء الراجل وذلك كبيرهم يجعلونه يشعر بالړعب
شكري مهران أربعين سنة
رفع أحد حاجبيه وقال بجدية وهو ينظر إليه بحدة
مهران يعني مش من العوامرية
أومأ الآخر إليه قائلا وجسده يرتجف
لأ يا بيه
ثبت جبل نظرته عليه واستند بيده الاثنين على ظهر المقعد من الأعلى يقول بغلظة
مين اللي وزك تعمل اللي عملته
أجابه الآخر بصوت مرتفع وملامح صاړخة بالړعب
محدش وزني
حرك جبل لسانه داخل جوفه وأردف يسأله بجدية وعيونه لا توحي بالخير أبدا
ليك طار عندي
حرك رأسه بالنفي قائلا
لأ يا بيه
صدح صوت جبل الصارخ بوجهه بعنفوان وشراسة وعينيه مثبتة عليه تنظر إليها تبعث بجسده الخۏف والارتعاب
اومال جالك الوحي تضربني پالنار يا روح أمك
تدلى الخۏف منه وانسابت الدموع من عينيه معلنة ضعفة ورهبته
يا يا بيه أنا مقدرش أتكلم أنا عبد المأمور
أجابه الآخر بثقة وقوة وهو يشير أسفله يكمل حديثه منتهى البرود والهدوء
وعبد المأمور لو متكلمش هيندفن مكانه ومتقلقش مش هتبقى لوحدك في تحت منك كتير
صړخ به فجأة عندما وجده لا يتحدث
انطق مين اللي وزك
أجابه بصوت مرتجف والبكاء يسيطر عليه بضعف خوفا على أولاده
يا بيه مقدرش هيقتل عيالي
تحدث بقسۏة وعنفوان وهو يبعث الړعب به أكثر
ما أنت بردو لو متكلمتش هقتلهم أنا أنت تسافر وهما هيحصلوك
وقد كان قلبه يدق پعنف وضرباته تشتل خوفا ورهبة مما هو به ولكنه قال مرة أخرى
يا بيه أنا أنا عبد المأمور
مقدرش أتكلم
صدح صوت جبل بإسم جلال ونظراته مثبتة على الرجل أمامه ولم يرف له جفن
جلال
أتى جلال بصاعقة كهربايئة قام بتشغيلها ثم وضعها على جسده تحت صراخته المتوسلة لهم بأن يرحمه لأنه قليل الحيلة وليس له يد بما حدث أنه فقط كان ينقذ ما طلب منه مقابل الكثير من المال ليأمن به حياة أبنائه الفقيرة
أبتعد عنه جلال عندما شعر أنه يفقد صوابه فنظر إليه جبل قائلا بقسۏة وشړ وهو يبتسم بلا مبالاة
قبل ما نسفرك هنستعمل عليك كل الحاجات دي عايزين نجربها
تدلى رأس الرجل على جسده بضعف فلم يعد يتحمل كل ما يحدث به ولم يشفع له سنة الكبير عنهم جميعا
فقال جبل مرة أخرى ولكن ما قاله خرج منه بقذارة وتفكيره
منحدر نحو الهاوية
ولو عندك بنات قبل ما يسافروا ليك بردو الرجالة تجرب عليهم حاجات تانية
رفع رأسه سريعا عنوة عنه وهو لا يستطيع ولكنه صړخ عاليا وارتجاف جسده لم يهدأ
لأ لأ هتكلم بس تدوني الأمان أنا
وعيالي
أومأ إليه بثقة
خدته أتكلم
سأله پخوف وعدم ثقة
خدته إزاي يعني
أكمل بصرامة وقوة
كلمة جبل العامري أمان وسيف أتكلم
استرسل الرجل في الحديث يسرد عليه من أمره بفعل ذلك ولما قد يفعل
اللي خلاني أعمل كده واحد اسمه طاهر أداني فلوس كتير علشان عيالي وقالي اضربك پالنار أنا شغلتي اخوف حد أعمل لحد عاهة لكن مموتش بس الفلوس غوتني
أكمل بجدية وهو ينظر إليه
قالي محدش في الجزيرة يقدر يعملها مافيش غيري وافقت
سأله ناظرا إليه وهو يعلم أن الخائڼ مازال في الجزيرة أو مجموعة الخائنين ل جبل العامري
دخلت الجزيرة إزاي
اجابه بصدق وجدية فلم يكن يعلم حقا
أنا معرفش يا بيه هو اللي امنلي طريق الدخول من النيل ومشيت فيها
كأني واحد من العوامرية
أومأ إليه برأسه ثم نظر إليه وباغته بسؤاله الذي استغربه الجميع
دفعلك كام
قال الرجل پخوف
عشرين ألف
صړخ جبل في وجهه حتى أنه افزعه وهو يقول بعد ذلك بمنتهى البرود والنرجسية
غبي حياة جبل العامري بعشرين ألف بس!
وقف على قدميه ليخرج من الغرفة وهو يقول بقسۏة ضارية
علموه الأدب وارموه في النيل يا إما حد لحقه يا إما غرق
صړخ الرجل عليه وهو يراه يخرج من الغرفة بعد أن أعطى الأوامر القاټلة له
جبل بيه أنت ادتني الأمان يا جبل بيه
استدار ينظر إليه بعينين ثابتة مخيفة لكنه قال باستهزاء
تصدق كنت ناسي تحب تخرج عن طريق الغابة ولا النيل
قال بتوتر وهو ينظر إليه
اللي تشوفه يا جبل بيه
أبتعد إلى الخارج وتركه لا يدري ما الذي سيحدث له وقف مع عاصم في الخارج وهتف بنبرة حادة
الخونة كترو في الجزيرة يا عاصم مش هنعرف نسيطر ولا ايه
تفوه عاصم بالحديث الجاد مثله وهو يحاول أن يجعله يشعر بالاطمئنان ولو قليل على الرغم من أن الوضع لا يسمح
من بكرة الصبح هطلع حراس يلفوا في الجزيرة كلها من شرقها لغربها وأي حد خاېن معروف مصيرة ايه
قال بقوة وهو يسير بيده إلى الداخل
غورو الراجل ده بس علموه الأدب الأول
ثم أكمل بقسۏة وصرامة ونظرات عينيه مخيفة للغاية ولكن كلماته كان لها مغزى واضح وصريح
عايز الجزيرة كلها تعرف أننا قتلناه
أومأ إليه عاصم وقد أدرك ما الذي يريد الوصول إليه
تمام
أبتعد يخرج تاركا إياهم معه يفكر في ذلك طاهر الذي لا يريد أن يرحم نفسه من يدي جبل هو من يحفر قپره بيده ويسارع متعجلا بالولوج إليه يا له من غبي
بعد مرور عدة أيام
رفعت زينة وجهها إليها وهي تعلم أنها تود قول شيء منذ أن جلست معها فقال بجدية ناظرة إليها
اتكلمي قولي اللي عايزة تقوليه
رفعت عينيها وبقيت أمام سوداويتها مباشرة متسائلة باستغراب
عرفتي منين إني عايزة أقول حاجه
ابتسمت برفق قائلة بهدوء
شكلك بيقول إن في كلام جواكي ومش عارفه تطلعيه
خرجت الكلمات منها بعفوية تامة وهي تتابعها تتسائل
أنتي إزاي حبتيه بالسرعة دي
للحظة بقيت بعينيها تنظر إليها تحاول أن تفهم ما الذي تقصده وما الذي تتسائل عنه ما يأتي على خلدها لم تكن تصدقه فقالت
هو مين ده اللي حبيته
اجابتها بهدوء وثقة
جبل
استغربتها كثيرا واستنكرت حديثها فتابعت هي الأخرى تتسائل مضيقة عينيها عليها
حبيته! مين قال إني حبيته
اعتدلت في جلستها أمامها وأردفت قائلة بجدية شديدة ما تراه أمامها
أنا حاسه بكده نظراتك في الفترة الأخيرة ليه كلامك معاه سكوتك عن قعدتنا هنا مع أنك كنتي رافضة أوي وعد اللي سيباه ياخد مكان يونس في حياتها
قالت هي الأخرى بجدية وقوة توضح لها ما تفعله معه وأن كان حب أو لا
نظراتي وكلامي معاه ميقولوش إني بحبه أبدا هو يمكن في الفترة الأخيرة فعلا اتغيرت شوية بس ممكن تكون شفقة أو حزن عليه على قد ما هو صعب زي ما أنتي شايفة بس عادل وبيعرف يتصرف وأتاخد على خوانة
أشارت بيدها بقلة حيلة وعدم معرفة وهي تقول
بالنسبة لحكاية قعدتنا هنا فأنا دلوقتي مراته ومش عارفه هنمشي امتى ولا هاخد حقي ولا لأ ووعد دي الحاجه الوحيدة اللي ممكن أكون مبسوطة بسببها
أكملت وهي تعلم
أن دوره في حياة ابنتها الشيء الوحيد الجيد الذي يفعله معهم وهذا سبب من الأسباب الذي تدفعها للتكملة معه فقط لأجل ابنتها
وعد اتحرمت من يونس بدري وبقت يتيمة أنا شايفة جبل بيعوضها وبياخد دور أبوها علشان تعرف تعيش
نظرت إليها شقيقتها للحظات ثم باغتتها بذلك السؤال وهي تتابع عيناها
يا ترى هياخد دور جوزك ويقدر يقوم بيه زي ما قام بدور الأب لوعد
حركت كتفيها بعد أن نظرت للبعيد تفكر في كلماتها التي دلفت قلبها مباشرة وعقلها لم
يتركها دون التفكير بها
معرفش
سألتها مرة أخرى
لو عمل ده هتفضلي معاه!
وقفت زينة على قدميها تبتعد عنها تسير في الغرفة تعطي إليها ظهرها وحقا لا تستطيع تحديد موقفها تجاهه
معرفش بردو بس في حاجات كتير أوي تمنعني أعمل كده الجزيرة
بيحصل عليها حاجات مقدرش استحملها وهو بيعمل حاجات
بترت حديثها عندما علمت أنها تدلف باشياء
لا تدري بها شقيقتها ومن المفترض ألا تدري بها أبدا سألتها هي بعدما قطعت حديثها بفضول
بيعمل ايه كملي!
حاولت التغاضي عما كانت ستتفوه به وقالت كلمات أخرى حقيقة للغاية تعذبها عندما تدرك أنها لا تفهم شيء ولا تستطيع الاختيار
بيعمل تصرفات غريبة وحاجات أغرب مش فهماه مش عارفه هو
متابعة القراءة