سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

لها الرعشة بجسدها كلما رأتها 
أوقعت بين يده أخطأت عندما أتت إلى هنا لتأخذ نصيب ابنتها وتضمن مستقبلها ستتحمل نتيجة خطأها وعدم الاستماع إلى زوجها يونس هل كان عليها أن تتسول ولا تأتي إلى هنا! إلى جزيرة العامري
انتشلت نفسها منه وعادت للخلف بقوة تنظر إليه بعيون يملأها الحقد تجاهه والندم لأنها أتت إلى هنا تخاف أن تكون هذه بدايتها 
استدارت تعطيه ظهرها لقد صدمت منه ابتلعت كلماته
پخوف شديد لقد كان يونس معه كامل الحق يجب الإبتعاد عنه يجب أن تكون على بعد كافي من هذا الشخص ولكن كيف فهي أتت إلى هنا بمحض إرادتها 
تنفست بعمق واستدارت إليه مرة أخرى
تنظر بجدية وحاولت ألا تظهر له خۏفها كي لا تكون فريسة سهلة الصيد وقالت بثقة وتأكيد
للمرة المليون هقول أنا جايه علشان أخد حقي أنا وبنتي وأمشي جواز مرفوض نهائي وياريت تنجز في حوار الميراث ده علشان نمشي
نظر إليها بابتسامة شامتة بها وبما حدث لها من تلبك وتوتر يظهر بوضوح على ملامحها وحديثها على الرغم من أنها تحاول أن تخفيه ولكن ليس هو من يخفى عليه أمرا 
وضع يده في جيبه مرة أخرى وسار بهدوء إلى الخارج وبلا مبالاة متناهية وقال بنبرة هادئة
معاكي فرصة تفكري وهاخد منك الرد قريب يا غزال
خرج من الغرفة بمنتهى العجنهية والتكبر وهو يسير بخطوات ثابتة بطيئة
واثقا في كل ما يفعله يظهر إليها الشماتة بعد أن وجدها عادت للخلف خطوة متزعزة قوتها وفار ڠضبها إلى جوارها على الأرضية 
يا له من حاكم لا مثيل له في هذه البلاد وقريبا سيعلن الأفراح ويأخذ ما أراد وينال من نظر إليه واشتهاه وكل هذا بسبب والدته 
بقيت تنظر إليه بذهول كيف يمكنه أن يكون هكذا كيف يمكنه أن يهددها بهذه الطريقة لأنها رفضت هذه الزيجة رفضت حديثة ما الذي ينتظره لما لم يتحدث عن الميراث ماذا أن رفضت مرة أخرى
جلست على المقعد خلفها وبقيت تنظر في الفراغ وعقلها السلبي يأتي بها من هنا إلى هناك ويتحدث معها في أمور سلبية للغاية ولكن كان على حق كل ما أملاه عليها سيحدث لها أن رفضت الزواج منه 
ما هذا الظلم الذي تمر به هنا وهناك أين العدل! ما هذة الحياة الظالمة! أتت لتأخذ مالها يرفض ذلك ويطلب الزواج منها!! يطمع في حقها! أم يطمع بها
ولكن على أي حال لن تتراجع عن ما أرادته ولن تعود إلى دبي إلا ومعها حقها وإن رفض ستقوم برفع دعوى قضائية ضده ولن توافق على أي زواج في هذا المكان المشؤوم الغير معروف له اسم حتى أنه لا يوجد على خريطة الدولة 
تنهدت بصوت مسموع وهي تحمل همومها داخل قلبها لتقف على قدميها تتقدم إلى الخارج بعد أن أخذت منه أكبر صدمة بحياتها فهي الآن لا تعلم ما الذي يجب عليها التفكير به وهو شخص غريب لا تستطيع أن تحدد نتيجة أي ردة فعل منها 
بعد أن قال الحارس ل طاهر أن بضاعتهم قد أصبحت على الجزيرة في مكانها المعروف أتت الشرطة ولم تجد شيء كان يعلم هو أين نقلهم جبل ولكن لم يكن من المفترض البوح بذلك إلى طاهر وإلا يكون كشف أمره وكما أراد هو حدث أنه يمسك الاثنين بيده واحدا من هنا والآخر من الناحية الأخرى 
كان يتحدث عبر الهاتف مع طاهر الذي صاح بانفعال
بقولك ايه هو أنا أهبل قدامك علشان تضحك عليا
انفعل الآخر مثله وصاح بصوت عالي وهو يبتعد إلى خلف القصر
لأ مش أهبل يا طاهر وأنا عمري ما ضحكت عليك
استرد طاهر بتهكم وسخرية وهو يقلل منه لأنه لم يأتي إليه بالنفع أبدا
وعمرك بردو ما نفعتني يا حيلتها
أشار بيده بعصبية منفعلا وهو يجيب على حديثه الساخر منه
وأنا أعملك ايه جبل عرف أن الحكومة شادة عليه نقل البضاعة كلها ومنعرفش فين
تحدث الآخر بغيظ وانزعاج متسائلا بعصبية لأنه يعلم أنه ېكذب عليه
أهبل أنا ياض نقلهم إزاي وانتوا متعرفوش هو انتوا مش حرس عنده
ولا ايه
أتى بأخره بسبب حديثه الغير مقبول بالنسبة إليه فصاح بنفاذ صبر وقوة
بقولك ايه أنت يا طاهر أنا هكدب عليك ليه أنا لو مش عايز اشتغل معاك مش هتضربني على أيدي هو زي ما بقولك كده جبل نقل البضاعة من غير الحراس اعرفلك أنا منين هو نقلها فين
تحرك طاهر في الغرفة بعصبية وهو يصيح
وأنت لزمتك ايه ما تسأل أعرف دور وراه
تهكم الآخر عليه وتشدق قائلا
وأروح في شربة مايه علشانك أنت عارف جبل مبيرحمش
ابتسم وهو يتحرك قائلا بخبث ومكر ظهر في صوته
بس هيجي عندك ويرحم ولا أنت قليل عنده
احتدت نبرة الآخر بضراوة وهو يقول
طاهر بلاش تصطاد في المايه العكره
تحدث طاهر بحدة عندما نفذ صبره وهتف قائلا
ولا أنا عايز أخبار أعرف استفيد منها فاهم
لما يجد المستجد أبقى أقولك
أردف يرد بمكر
بس أنا سمعت جديد
ضيق عينيه وتسائل باستنكار
ايه وكلت غيري ولا ايه
قال بهدوء وجدية وهو يلعب بالكلمات ليزعجه
لأ أنا الجديد جه لحد عندي من غير ما اوكل حد اللي أنا وكلته خيخه
أردف مجيبا پاختناق وانزعاج منه ومن كثرة حديثه
طاهر الزمها
تسائل بجدية مضيقا عينيه ينتظر استماع الإجابة
مرات أخوه اللي ماټ موجودة في الجزيرة
اومأ وهو يحرك الهاتف إلى الأذن الأخرى قائلا بجدية
وبنته ومعاها أختها صاروخ أرض جو
سأله بفتور
أختها ولا هي
أجاب الآخر بضيق
أختها يا أبو مخ ضلم أختها
تسائل مرة أخرى بجدية أكثر يريد
معرفة الأمور الذي تحدث عندهم بدقة
ودول عايزين ايه ولا جايين ليه مش غريبة أنهم موجودين في الجزيرة
أجابه هو الآخر بفتور مثله ونبرة لا مبالية بحديثه
جايين زيارة علشان الحجه وجيدة تشوف البت الصغيرة وماشين
اومأ برأسه
اه قولتلي
كده
تابع بجدية شديدة يؤكد عليه أنه ينتظر منه المعلومات الكافية التي تبرد ناره من ناحية جبل
هستنى مكالمة منك تقولي فيها على الجديد الشديد اللي ينفعني بصحيح مش لعب عيال
رد الآخر بجدية
ماشي أعرفه وأقولك
ثم أغلق الهاتف دون حتى أن يستمع إلى باقي حديثه فقد مل منه وشعر بفوران الډماء في عروقه بسبب كثرة حديثه وإلحاحه عليه كل فترة صغيرة فقد طفح الكيل منه ومن طلباته التي لا تنتهي بخصوص الاڼتقام من جبل عن طريق أي خطأ يقع به لأن ذلك الأبلة لا يستطيع في أي شيء ليصيبه لأنه غبي ولا يستطيع التفكير والتدبير كما يفعل الآخر فقط يريد
أخذ مكانه في البلد ولا يفكر في عواقب ذلك عليه بعد أن يناله 
سارت إسراء راكضة خلف وعد في حديقة المنزل الكبيرة والمكان الوحيد للخروج إليه من هذا القصر الكئيب فقد ملو الجلوس به وهم لم يكونوا معتادين على مثل هذه الجلسة 
مش هسيبك همسكك يا عفريته
وقفت الطفلة على بعد منها وأخرجت لسانها بدلال وهي تقول برقة صاړخة
مش هتعرفي
ركضت ناحيتها سريعا بغيظ
طيب أنا هوريكي يا سوسه
استدارت وعد لكي تركض في الحديقة مبتعدة عنها ولكنها وجدت جسد صلب يقف أمامها لم تدري بوجوده إلا عندما صدمت رأسها بعمود من أعمدته 
حيث أنها عندما الټفت لتذهب راكضة كان قدمية خلفها مباشرة فاصطدمت به 
انحنى قليلا ورفعها على ذراعه ناظرا إليها بتمعن وجدية فاستمع إلى صوتها الرقيق وهي تسأله
أنت مين! نزلني
تابعها بابتسامة واسعة على شفتيه الغليظة ثم أردف بصوت حنون
أنا عاصم كنت صاحب بابا يونس
نظرت إليه بعينيها مدققة به ثم قالت ببراءة أطفال
بجد بس أنا عمري ما شوفتك
سألها مضيقا ما بين حاجبيه يركز عينيه عليها
وأنتي شوفتي صحاب بابا قبل كده
أومأت إليه بالإيجاب وهتفت قائلة بهدوء وهي تستند بيدها اليمنى على كتفه
آه عمو حمزة بس اللي صاحب بابا وكان بيجيلنا على طول
أكمل يوضح لها سبب عدم معرفتها به وعدم ذهابه إليهم
أنا كمان صاحبه بس أنا عايش هنا فمكنتش بجيلكم علشان كده
ضيقت عينيها بشكل طفولي وهي تضغط على شفتيها ثم قالت له بتسائل ظريف
أنت عاصم اللي خليت إسراء ټعيط
رفع بصره إلى إسراء التي كانت على بعد خطوات بسيطة منهم تستمع إلى حديثهم سويا تنظر إليه بخجل بعد أن استمعت إلى كلمات ابنة شقيقتها الأخيرة فأبتعدت بعينيها عنهم سألها بجدية
مين قالك كده
أجابته ببساطة
أنا سمعت ماما وإسراء وهما بيتكلموا
نظر إلى إسراء مرة أخرى وعاد إلى الطفلة على يده قائلا بعتاب
طب ومش كده عيب ولا ايه
حركت يدها في الهواء قائلة
أنا مكنتش بسمع بقصدي أنا كنت داخله الاوضه وهما بيتكلموا
مرة أخرى يعود ليفعل نفس الحركة بعينيه ينظر إليها إلى أنها تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها بسبب الخجل الذي أصابها من نظراته التي لا تفهم لها معنى سأل الفتاة بخبث ومكر
وسمعتي ايه
رفعت عينيها عليه بخجل
مش هينفع أقولك
ليه
تفوهت قائلة بأدب واحترام
علشان ماينفعش أقول لحد حاجه سمعتها أو شوفتها ماما علمتني كده
ابتسم ناظرا إليها وحرك رأسه باستغراب ثم أضاف بنبرة حنونة ناعمة يتوارى داخلها الخبث
شاطرة 
طيب ممكن نبقى صحاب أنا حتى ممكن ألعب معاكم
ابتسمت بسعادة ونظرت إليه غير مصدقة أنه من الممكن أن يقوم باللعب معهم ليحيي اللعب فهم الاثنين فقط لا يتسلون
بجد
آه بجد بس تسامحيني علشان خليت إسراء ټعيط أنا كنت غلطان
حركت يدها عليه وقالت بابتسامة
سامحتك
هنبقى صحاب
اومأت برأسها تؤكد حديثه مطالبة ببدأ الإتفاق من الآن
آه نبقى صحاب ونلعب مع بعض دلوقتي
أقترب خطوات معدودة وهو يحمل وعد على ذراعه وتوجه ناحية إسراء ليقف أمامها مباشرة عينيه تحاكي عيناها بضراوة لهفة وشوق ناحيتها لا يدري ما سببه وكأنه يود أخذها في الحال 
سألها بمكر وعيناه تتابعها بدقة
مش موافقة ولا ايه
تمتمت بالكلمات بخفوت وخجل شديد وهي تخفض عينيها الزرقاء عنه
على ايه
ابتسم وهو يحاول النظر إلى عينيها بعد أن اخفتهم عنه قائلا
نبقى صحاب
استدارت تعطيه ظهرها بعد أن شعرت بأن عيناه تأكل وجهها وتنظر إليه وكأنها تخترق ملامحها
ما وعد وافقت
رد عليها بجدية يسألها وهو يتحرك مع حركتها ليبقى ناظرا إلى وجهها
طب وأنتي
سألته بتوتر وغباء وهي تضيع مع كلماته ما بين الأولى والثانية
أنا ايه
وقف أمامها مرة أخرى وأقترب للغاية منها ناظرا إليها بحرارة
موافقة
أومأت برأسها سريعا بسبب حدة توترها في وقفته أمامها بهذه الطريقة وعيونه عليها لا 
موافقة
قالتها على أمل أن يتركهم ويرحل ليعود إلى مكانه الذي أتى منه ولكنه بقي واقفا معهم يتحدث وهو يضايقها بعينيه وسؤاله بعد أن فهم كيف تتكون شخصيتها الغبية الساذجة 
كانت فرح شقيقة جبل في شرفة غرفتها داخل القصر والتي تطل على الحديقة تنظر إليهم بعيون سوداء أكلتها الغيرة ونهشت ما بداخلها لتجعلها بكل هذا السواد المرسوم بها 
تطلعت
عليهم بقلب ېحترق ونيران داخلها لا تنطفئ بسبب ذلك الأبلة الذي يسير ينظر إلى كل النساء متناسيا وجودها بحياته 
متناسيا أنها شقيقة
جبل العامري وابنة هذا القصر وكبير هذه الجزيرة بكل من عليها من نساء ورج ال وحتى
حيوانات 
لن تجعله يطول في نسيانه لها ولن
تم نسخ الرابط