سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
ناظرا إليها ببرود ونظرته نحوها جامدة وكأنه غير متأثر بأي شيء حوله
مش هفتحه
ابتعدت قليلا إلى الناحية اليمنى حتى تسير وتعبر من جواره ولكي يكن هناك مسافه بينهم حاولت فعل ذلك ولكنه أقترب منها وهي تبتعد متقدمة إلى باب المنزل يتمسك بيدها بين قبضته بقوة واستماته فصړخت به پغضب
أنا عايزة أمشي
ضغط بكف يده على يدها أكثر وكل لحظة والآخرى يغير نظرة عينيه عليها فالأن رأته يتمثل أمامها في هيئة جلال
كشف عن أسنانه البيضاء وهو يبتسم باتساع يستهزأ بها قائلا
ولو مسبتش هتعملي ايه
نظرت إليه قليلا وهي تحاول أن تجذب يدها منه دون حديث تكونت العبرات داخل مقلتيها محاولة تحرير نفسها منه وصاحت بصوت مهزوز متعلثم خائڤة منه
عاصم أنت اټجننت اوعا أنا عايزة أمشي
أخر حد تخافي منه أنا أنا أقدر احميكي من نفسي قبل أي حد
بغزارة صاړخة به بنبرة خائڤة
أنت خوفتني
رفع يده الاثنين أمام وجهه عندما وجدها بدأت في البكاء بهذه الطريقة الحادة قائلا بأسف
أنا آسف مكنش قصدي أنا كنت بهزر معاكي مش أكتر
صړخت بوجهه ومع ذلك كانت نبرتها رقيقة هادئة
ده مش هزار
حاول الإقتراب منها وهو يتحدث بأسف معتذرا عما بدر منه ينظر إلى خۏفها وارتعاش جسدها الظاهر أمامه
عادت تبتعد
عنه وجسدها ينتفض لعڼ نفسه وهذه الفكرة الغبية التي طرأت عقله دون سابق إنذار لم يجد شيء يفعله وهي بهذه الحالة إلا أن يذهب معها إلى الخارج
يلا نمشي طيب
أشار لها بيده محاولا أن يجعلها تطمئن فهي تنظر إليه بشك وغرابة ترسل إليها بعينيها عبارات الحزن والخذلان منه
عادت مرة أخرى تبتعد عنه تنساب دموع عينيها بشدة تنظر إليه بعتاب خالص وتوابع ما يقابله منها لن يكن جيد أبدا
حاول التحدث نادما يوضح لها أنه لن يفعل لها أي شيء ولن يقوم باذيتها معترفا بما كنه قلبه عن الجميع سواها
إسراء إسراء أنا مش ممكن اذيكي أنا بحبك
اتسعت عينيها الدامعة ووقفت ثابتة تنظر إليه تحيط نفسها بيدها الاثنين غير متوقعة أن يلقي عليها قنبلة محملة باللهفة والحب
صدقيني أنا بحبك مهما اوصفلك حبي ليكي عامل إزاي مش هتفهمي ولا تصدقي حتى
وجدها كما هي تنظر إليه بنفس الطريقة الخائڤة مستغربة مصډومة لا تفقه شيء
فيما يحدث الآن فعاد يقسم يقول بلهفة وصوت أجش
ضيقت عينيها عليه ولم تعد تشعر بأي شيء أي شعور ينتابها لا تدري أهو صدمة أو سعادة لأجل أنه اعترف بحبها أو خوف لأجل ما فعله بها استمرت على وضعها هذا فقال يتسائل مضيقا عينيه عليها خائڤا من ردها
كلامي مضايقك أنا بقول الحقيقة وعارف إنك حاسه بنفس الشعور من ناحيتي صح
استرد مرة أخرى پخوف أكبر من السابق عيناه تتحرك عليها بلهفة وشغف ولكن قلبه يدق پعنف لطول صمتها ونظراتها نحوه
اتكلمي عرفيني على الأقل ابقى فاهم أنتي عايزاني ولا لأ بلاش اتعشم
أقترب منها خطوة والأخرى خلفها وسألها بصوت خاڤت ضائع بين جدران غرامها
عايزاني زي ما أنا عايزك بتحبيني
لحظة والأخرى وهو يقترب منها ومازالت هي تحيط نفسها غير مستوعبة أي مما يحدث فوقف ضائع غير مبالي بأي شيء يستقبل رفضها له وكسرة قلبه في لحظة يعاني شعور الألم بعدما فهم صمتها رفض وعدم تقبل لما عبر عنه واعترف به
نظر إلى الأرضية بخيبة أمل ثم رفع رأسه ينظر إليها يشير بيده إلى الخارج كي يذهب معها وما كاد إلا أن يتحدث وجدها تبعد ذراعيها عنها تومأ برأسها عدة مرات تعلمه باستقبالها اعترافه بكل سعادة وابتسامتها تتسع أكثر وأكثر تزيل عباراتها
بأصابع يدها المرتجفة
ابتسم بسعادة كبيرة غمرته الفرحة واللهفة للاقتراب منها ونيل عناق حاد يكسر فيه أضلعها في محيط جسده أومأ برأسه بسعادة غامرة وهو يقول غير مصدق
أيوه! بجد
مرة أخرى أومأت له برأسها وتناثرت فراشات الحب بينهم وهو على بعد خطوات منها ينظر إليها بهيام وغرام عينيها يناديه إلى الأعمق من وقلبه يشتهي القرب وجسده يآن متالما ابتعادها تلك المسافة
كبت جموح نفسه واخرس نبضات قلبه ينظر إلى زرقة عينيها وبريق العشق داخلها خجلها وما به من نهر تبحر داخله تغوص ولا تريد العودة أبدا حتى وإن قارب على الڠرق ملامح طفلة بريئة لا يريد الابتعاد عنها ولا تركها لغيره لا يريد إلا أن تكون له ملكه ومعه هو فقط ينظر إليها وإلى كل ما بها معترفا بأن الحب لا مثيل له وخاصة إن كان بالرضا والحلال
هبطت بنظرات عينيها إلى الأرضية بعدما بلغ الخجل ذروته ملامحه الرجولية وصوته الأجش المعترف بحبه لها أغراها وجعل الغنج يتملكها عيناه الحادة التي لانت فقط عندما رأى خۏفها جسده الصلب الذي يبتلعها أن وقفت أمامه لم يميل إلا عندما شعر بارتعاش جسدها
أنه عاصم وكيف للحب أن يكون هكذا معه ضربات سريعة نبضات متكررة راكضة خجل ممېت نظرات تلقي بأسهم الحب والغرام جسد يشتهي القرب ولو بعد حين
إنه الجوى الذي انكوت بنيرانه معه تعبر على جسر المشاعر المختلفة غير قادرة على تحديد أي منهم أهو حب لهفة غرام حنين شغف ړعبة وما
غير الهوى سيكون متعدد المشاعر!
رأته يخرج من المرحاض يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة بيده ينظر إلى الأرضية سيرا في الغرفة ولجت إليه حيث أنها كانت تقف في الشرفة تابعته بعينيها ورأت اللا مبالاة وهدوءه الذي يتحله دائما
فقالت بجدية تقترب منه واضعة يدها الاثنين أمام صدرها
مكنش ليه داعي كل اللي عملته
ألقى بالمنشفة على الأريكة ونظر إليها بحدة وانفعال منذ الصباح تثرثر بنفس الحديث ولا يشغل تفكيرها إلا مظهرها أمامها كيف لها أن تقول ما حدث له بهذه السرعة! أليست زوجته هي! ضغط على حروف كلماته بانفعال يماثلها
بالنسبالي أنا ليه ستين داعي اتجرأت وعرضت عليكي أنها تهربك بعد كده هتعمل ايه لازم تقف عند حدها يا إما ترجع مكان ما جت
رفعت حاجبيها تعمق نظرها وتفكيرها في انفعاله الزائد عن حده وأردفت ببرود متسائلة
هو أنت محموق كده ليه! أنا مش فاهمه
عبثت ملامحه زافرا الهواء من رئتيه بانزعاج شديد قائلا بحدة يتقدم منها
محموق علشان كنت متوقع تهربي لو كان اللي في دماغي صح وهي نجحت أنها تخرجك بره الجزيرة كان زماني بدور عليكي ومش لاقيكي
بادرت بالكلمات وهي تبتسم بزاوية فمها تسخر منه مردفة
وأنا أهمك في ايه
اشاح إليها بيده بهمجية ينظر إليها باستغراب شديد وعيناه تطلق الشرر نحوها فيكفي ما تخفيه عنه
أنتي مراتي بلاش جنان
لحظات من الصمت حلت عليهما معا شعرت بحړقة تخرج من بين شفتيه مع نطقه بتلك الكلمات البسيطة التي تدل على أنها ملكه هو حمحمت واعتدلت في وقفتها قائلة برفق
بس أنا مش ههرب يا جبل متقلقش يوم ما أطلع من هنا هيبقى بمزاجك ومزاجي
ابتسم ساخرا يشير إليها بيده باعثا إليها اليأس من خلال نبرة صوته الساخرة ونظراته المتهكمة بسبب حديثها
يبقى كده مش هتخرجي من الجزيرة أبدا
أبتعد من أمامها في الغرفة فعادت للخلف تتمسك بأحد أعمدة الفراش تنظر إليه وهو منشغل عنها يعطي إليها ظهره تذكرت ما
حدث في الجبل وهي أخفته عنه طوال الوقت تفكر وتحاول الوصول إلى أي شيء تبحث بين العاملات في المنزل تحاول أن تأخذ الحديث منهن عنوة ولكن لا فائدة لا والدته تتحدث ولا شقيقته وليس هناك ما تستطيع الوصول إليه من خلال أي أحد وإن لم تقدم خطوة للأمام ستبقى حقا عمرها كله هنا دون معرفة شيء ولن ترحل كما قال
تنهدت بصوت مرتفع وتابعته قائلة بتردد وخوف من نتيجة ما تريد فعله
أنا عايزة اعترفلك بحاجة
استقام في وقفته واستدار ناظرا إليها بهدوء دون انفعال يتابعها منتظرا أن تقول ما يريد أن يستمع إليه
حاجة ايه
ابتلعت غصة وقفت بجوفها عرقلت الحديث على شفتيها أبصرت عيناه الحادة بتوتر شديد والرهبة ټقتلها
أنا خرجت وراك وأنت في الجبل
ظل يتابعها بأعين مفترسة تفترس كل انش بوجهها تتابع حركاتها دون حديث ينظر إلى ارتجاف جسدها وخۏفها الشديد منه اخفضت عينيها عندما أطال هو النظر تبتعد عن محاصرته لها والتي لم تفهم منها ما الذي يشعر به الڠضب مما فعلته أو الصدمة مازالت تلجمه أخرجت الهاتف من بنطالها وفتحته تقدم إليه التسجيل قائلة بصوت واثق محاولة الثبات أمامه
وصورت كل اللي حصل ووصلني أنك زي ما قولت بس أنا لسه رافضة ده معرفش ليه حتى
جلست خلفها على الفراش حائرة خائرة القوى لا تدري لما لا تصدق ما هو عليه ولا تدري لما إلى الآن تلتمس العذر لوجودها
قالت تنظر إليه باستغراب والحيرة تنهش عقلها تشتته
أكثر مما هو عليه
واللي أكد رفضي الراجل اللي كان بيصوركم يا أما هو معاك يا إما هو ضدك
أقترب منها وأخذ الهاتف من يدها منفعلا بضراوة مما فعلته يصيح بصوت حاد خشن ناظرا إليها بحدة
أنا عارف إنك خرجتي ورايا وكنت
مستني إنك تيجي تقولي لكن مكنتش أعرف أنك صورتي اللي حصل
لم
تستطع الحديث أمام نظراته عليها التي اربكتها للغاية دوما كانت لا تخاف لا تهاب أحد ما دام ما تفعله لا يغضب أحد ولا يؤذيه ولكنه الوحيد الذي جعل قلبها يرتعش داخل قفصها الصدري وتخاف من تلك اللحظات الھمجية التي يمر بها
اخترق صوته أذنها يسأل باحتدام وحنق
صورتي ليه
خرجت منها تنهيدة أكثر حيرة وارتباك فهي إلى الآن لا تجد سبب واضح وصريح فعلت هذا من أجله قالت بتشتت
معرفش يمكن علشان يبقى دليل في ايدي يدينك رغم إنك مش ظاهر أو يبقى سبيل الخروج لو حبيت بعد كده بجد معرفش بس لقيتني بعمل كده
عبث بالهاتف بعد أن استمع حديثها قليلا يتمسك به ثم أقترب يقف أمامها شامخا يلقيه جوارها على الفراش قائلا بحدة وشماته
واديني محتلك سبيل الخروج
أكمل مبتسما بشړ وسخرية بذات الوقت يقترب بيده منها يملس عليها برفق
علشان مافيش خروج يا غزال
تعلقت بعينيه تذكرت ذلك الرجل متعجبة لتقل دون إنذار
مشوفتش منك رد فعل على الراجل اللي كان بيصورك
أبتعد يرسم الحيرة على وجهه واضعا يده الاثنين بجيوب بنطاله يقف شامخا كما عادته في تلك المواقف قائلا بقسۏة ظاهرة عليه
هعرفه متقلقيش
أبتعد أكثر
متابعة القراءة