بقلم دعاء

موقع أيام نيوز


بصعوبة ولفت يدها إلى ظهرها لتمسك بجزعها وهي تقول پألم 
خلاص مش قادرة ضهرى أتكسر
قال يوسف بانفعال يعنى أيه مش قادرة قومى دورى تانى 
كادت مريم أن تبكى وهي تقول خلاص مش قادره ضهرى ھيموتنى مش هدور تانى وأعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظة وفي يده الملف الضائع وقف أمامها وقال مبتسما 

الملف أهو 
ثم وضعه أمامها وقال بانتصار فاكره المج اللى وقع أتكسر لوحده 
واستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها المستفزة في الكلام طب عن أذنك أنا بقى لحد ما ضهرك يرتاح ثم أطلق ضحكات عالية مستفزة وعاد يستدير إليها وهي تنظر له بدهشة وحنق وقال 
متلعبيش مع الأسد تانى يا قطة أتفقنا 
وأنصرف لمكتبه وصدى ضحكاته المنتصرة يدوى في أذنها بصخب نظرت إلى المكان الذي كان يقف فيه بذهول ثم ضړبت المكتب بقدمها في غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهي تشعر بالضيق والحنق
منه ها هو قد وفي بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به في المرة الأخيرة ورد لها فعلها أضعاف مضاعفة بكت أكثر وهي تقول في ضيق 
systemcode ad autoadsوالله لوريك يا يوسف والله لوريك
قالت كلمتها الأخيرة واجهشت في البكاء كالأطفال 
عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعة وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن في ركن بعيد نسبيا يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور كان يحبه ويرويه دائما بنفسه تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن
في البيت في مثل هذا الوقت فمن المفترض أن
يكون في العمل وقفت متأملة للحوض الذي يتأمله كان أجمل حوض للزهور في الحديقة كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفتة للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهرة الرائعة نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها باسمها وبالفعل كان
يسمى تلك الزهرة هند 
وضع أطراف أصابعه على تلك الزهرة فظنت إيمان أنه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها في عڼف ويرمى بها پغضب خلف ظهره بقوة وڠضب سقطت الزهرة فاقتربت منها خطوات وجعلت تنظر إليها وهي ملقاة على الأرض وتنظر له باستنكار كيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعة المميزة بهذا الڠضب ماذا فعلت له تلك المسكينة!
أستدار لينظر إلى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود إيمان رغم اقترابها منها فنظر إلى الزهرة پغضب أكبر وخطى إليها بسرعة وڠضب ليدهسها بقدميه وقبل أن يقوم بدهسها بلحظة ألتقطتها في سرعة ووقفت تنظر له بصمت متسائل فقال في ڠضب 
أرمى الوردة دى على الأرض حالا
قالت له بتعجب ليه حرام عليك عاوز تدوسها ليه
هتف عبد الرحمن في عصبية بقولك أرميها 
فتحت حقيبتها في سرعة ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى مش هرميها لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها
تطايرت شرارات الڠضب من عينيه وصړخ في وجهها وأنت مالك أنت بتدخلى في اللى ملكيش فيه ليه عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنت لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنت ساكتة فاهمه ولا لاء أياكى تدخلى في حاجة تخصنى تانى ولا حتى تقفى في مكان أنا فيه 
كانت نظراته حادة جدا والڠضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس في حالته الطبيعية وتراجعت
للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث ثم استدارت وخطت خطوات سريعة أقرب إلى الجرى للداخل لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت الدرج في سرعة ومنه إلى شقتها و دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة 
كانت أول مرة في حياتها تستشعر الخۏف من أحد وتتراجع أمامه خوفا من بطشه شعرت بمهانة كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وأنها في بيت غريب عنها من السهل أن تطرد منه في أى وقت نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها في حقيبة صغيرة هبطت إلى الأسفل وخرجت للخارج في سرعة دون أن يلاحظها أحد وعادت من حيث أتت 
ظلت أم عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها أحد قلقت بشدة وعادت إلى شقتها ووقفت تفكر في حيرة ألتقطت الهاتف وحاولت الأتصال بإيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى أى أجابة زاد قلقها وتحدثت إلى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على إيمان وأنها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها أن تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقة لعلها حدث لها شىء في الداخل وهي بمفردها 
ذهبت إليه مسرعة وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه أصرت فصعد معها وطرق الباب عدة مرات دون فائدة ثم اضطروا في النهاية إلى فتح الباب عنوة وقف في الخارج ودخلت هي تبحث عن إيمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاوية فخرجت في سرعة وهي تهتف به 
إيمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن ياترى أيه اللى حصل خلاها تعمل كده 
طأطأ رأسه أرضا بأسف وقال بخفوت أنا السبب
قص عليها ما حدث بينهما في الحديقة فنظرت له مؤنبة وقالت ليه كده يا عبد الرحمن ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده دى أمانة عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك وإحساس بالذنب أهو اللى حصل بقى أعصابى فلتت مني ڠصب عنى مكنش قصدى 
هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار في ڠضب وتوقع أن تكون عادت إلى شقتهم في السيدة زينب خرج من مكتبه دون أن يخبر أحدا وتوجه إليها 
فتحت الباب فوجدته أمامها أخذها بين ذراعيه فبكت ربت على ظهرها في حنان وجلس بجوارها وقال 
حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهي تبكى لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا 
قال مشفقا لا يا إيمان متقوليش كده ده انتوا عندى أحسن من عيالى ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
قالت بصوت باكى معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى أنا أقعد في جحر بس بكرامتى
عقد حاجبيه وزاد سخطه على ولده وقال بانفعال وكرامتك متصانة يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى أنت عاوزاه 
حركت رأسها نفيا وقالت مش عاوزه حد يعتذرلى معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
حاول ترضيتها قائلا حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابة عنه 
قالت إيمان بحرج بالغ لا
يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد
أذنك متقولش حاجة لإيهاب حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع أنا هقوله أن المشوار من المدرسة للبيت عند حضرتك متعب شوية خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أسند رأسه إلى راحة يده وهو يقول بضيق يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا 
أمسكت بيده وقالت برجاء معلش يا عمى سبنى
على راحتى وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم لكن أنا سهله المدرسة قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فاضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا أكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا 
يا إيمان أنا مش مقتنع باللى بتقوليه ده أمتحانات شهر أيه اللى تقعدك هنا لوحدك 
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهي تقول معلش يا إيهاب سبنى براحتى أنا كده هبقى مرتاحة أكتر ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامة زائفة وقالت منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
نظر لها بعمق محاولا سبر أغوارها والله! وفكرانى هصدقك ده أنت توأمى يا إيمان يعنى أحس بيكى من قبل ما تتكلمى 
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائلة لو مصممة يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت ياسلام بقى الست البرنسيسة هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم الأبتسامة
وقالت يالا بقى معلش كلوا بثوابه
إيمان طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
قال إيهاب متعجبا ليه أنت كمان حد زعلك ولا ايه 
تكلمت مريم وهي تستشعر مشاعر
أكمل والده بانفعال متجاهلا حديثه عارف البنت قالت لاخوتها أيه قالتلهم أنها قاعدة هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن إلى فراشه وډفن رأسه بين كفيه في حزن عميق نظر له والده في شفقة ولان صوته قائلا 
كل ده ليه يابنى الدنيا مبتوقفش على حد أنت لسه في عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الأمور أحسن من كده ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه في حب وقال 
أنا عارفك يا عبد الرحمن أنت راجل يابنى وهتعدى أى محڼة قدامك وهتبقى أقوى من الأول مليون مرة يابنى الضړبة اللى متكسركش هتقويك وانت عضمك ناشف ده انت اللى هتشيل الشيلة كلها من بعدى يابنى 
تناول كف أبيه وقبله وقال ربنا يديك طولت العمر يا بابا ده احنا من غيرك منسواش حاجة أرجوك متزعلش مني أوعدك أنى أرجع لحياتى تانى أقوى من الأول
وعد يا عبد الرحمن
وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول ربنا يبارك فيك يابنى أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأة وكأنه قد تذكر شيئا فنظر إلى والده وقال متعرفش يا بابا المدرسة اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن أنها ستأتى متأخرة وبعد حوالى الساعة أتصل به والده وطلب منه الحضور إليه قطع يوسف الممر إلى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول 
أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال ها قولى بقى عملت أيه في بنت عمك انت كمان
قطب جبينه وقال يعنى أيه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
قصدى مريم يا يوسف زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى 
وأكمل بانفعال مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
يا بابا هي اللى ابتدت وأنت عارفنى مبحبش أسيب حقى
حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الأعتذار فقال أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى ولو عملتلى حاجة هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هي أشتكتلك مني أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح 
قال
 

تم نسخ الرابط