بقلم دعاء
المحتويات
ورايا كنت هتلاقينى قاعدة بره مع سلمى لوحدنا وهما جوى مواجهتنيش ليه باللى بتسمعه عني وحتى لو كنت اتأكدت انى مش محترمة أيه اللى يديك الحق انك تعمل فيا كده انت أيه الفرق بينك وبين وليد وسلمى انتوا التلاتة أحقر من بعض
ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر
على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحلة بلا عودة
ألتفتت إليه من بين دموعها وهى تهتف پغضب
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29
أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة أعتدلت على فراشها وضمت ساقاها إليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته
أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها وماليش أى عذر ولو عندى عذر هيبقى أقبح من ذنبى بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم وليد نفسه حس باللى جوايا
على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
الفصل الثلاثون
نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال
ازاى تعمل كده ازاى
تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد
هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول
أستغفر
الله العظيم يارب كل
ما احلها تتعقد
ثم نظر إلى يوسف وتابع
وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة
نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه
صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا
الحمد لله ربنا ألهمنى الحل
ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده
أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا
أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم
طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما
مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم
أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت
اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول
أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير ما ترجعيلى فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت
سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها
طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال
اللى عاوز يقول حاجة يقولها أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف إلى الأرض فى ألم فقد فهم ما ترمى إليه فتابع حسين حديثه إليها
تفتكرى إيهاب هيسكت لما يعرف ان أخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم أنت يابنتى كده هتقوملنا حريقة فى البيت
صاحت وهى تستند إلى أقرب مقعد أمامها وهى تقول
كفاية ضغط عليا يا عمى أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوزه ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق ارجعله أبدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا أياها وقال بهدوء
ومين قال انك هترجعيله أنا مقلتش كده
قالت وهى تلتفت إليه
أومال حضرتك بتقولى كده ليه
ربت على كتفها وقال بحنان
بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
حل أيه
قال حسين بهدوء
شرع
ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة فى بيت جوزها لحد فترة العدة ما تخلص
وقف يوسف قائلا
يابابا طب ماهي هي
منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضة الكل هيسأل ليه
ألتفت إليه والده قائلا
ومين قالك انك هتعيش معانا تحت انت هتعيش فى بيتك برضة معاها لحد فترة العدة ما تخلص
نظرت له مريم بذهول وهتفت
وانت يا عمى ترضى كده لفرحة
أومأ برأسه قائلا
أيوا ارضاه علشان ده شرع ربنا مش حاجة جايبها من عندى
تدخل يوسف مستفهما
ازاى يابابا
جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا
الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين يعنى تقعد بلبس البيت عادى وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون جماع عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى لأن ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم
صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لأول مرة لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من قبل أردف حسين قائلا
علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل حل هيمنع الخلافات وفى نفس الوقت هيريحك لأنه هيفضل مطلقك زى ما انت عايزة ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل أيه بس يكون عدى وقت مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
تنحنح يوسف بحرج وقال بتردد وهو يتحاشى النظر إليهما
بس يا بابا أنا مدخلتش بيها يبقى مالهاش عدة أصلا
أشاحت بوجهها بعيدا بينما قال حسين بنفاذ صبر
فى حاجة اسمها عدة احترازية ودى بتطبق على الحالات اللى زى حالتكوا كدة لما بيحصل فرح
ويتقفل عليهم باب واحد والناس كلها بتبقى عارفة انها دخلة لما بيحصل طلاق بعدها حتى لو مدخلش بيها بيطبق عليها العدة الاحترازية اللى بقولكم عليها دى
قالت مريم فى شرود
بس يا عمى انا طلبت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد يبقى انا كده عملت ايه
أومأ برأسه متفهما وقال
انا فاهمك يا مريم بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا وإذا
كان فى أيدك تنفذيه وإذا كان فى أيدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل يبقى ليه متجيش على نفسك شوية وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حرة خلاص
تدخل يوسف بشكل حاسم قائلا
متقلقيش يا مريم أنت فكل الأحوال مش هتشوفينى تانى أنا وعدتك انى اخدلك حقك من اللى ظلمك وأولهم انا وأنا هوفى بوعدى ليكى والنهاردة مش بكره
تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعة كبيرة وهو ينوى الوفاء بوعده
وفى الصباح وأثناء متابعته لأعماله فى انهماك شديد جاء أتصال داخلى من مديرة مكتبه الذى أجابها دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى بين يديه فقالت
فى واحد
متابعة القراءة