رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
بها
كانت كاميرات الموجودين جميعا موجهة عليهم مما أربكها
همس بجانب أذنها
متتوتريش كل اللي هتعمليه انك هتحطي ايدك حوالين رقبتي وبس وملكيش دعوة بالباقي.
كانت خائڤة فهي ليست من نوع الفتيات التي كانت تشاهد تلك الرقصات وتعرفها جيدا ففعلت مثلما طلب منها وهي خجلة للغاية
اما هو احتضن خصرها بتملك واسند جبهته بجبهتها واستنشق أنفاسها الساخنة من تحت نقابها وبدأ يتحرك بها برقة تليق بذاك الآدم ثم عبر عن ما بداخله بكلمات جعلتها هائمة ذائبة تجرب شعورا لم تفقهه ولم يعلمه جس دها من قبل شعور الاحتياج بأنها في أح ضان رجل
عارفة ياحبيبي أنا واثق إن هيبقى بيني وبينك في يوم من الأيام حب كبيير اكبر ماخيالك يتصوروا حاسس كمان ان ربنا اللي يقدر حبي ليكي بانك ما تبعديش عني ولا لحظه ارجوك يا مكه اركني كل حاجه على جنب وما تفكريش في اللي حصل ولا اللي فات وخلينا نفتح صفحة جديدة من غير اي ماضي ونشوف هنعيش ازاي مع بعض واعتبري يا ستي في اول جوازنا فترة خطوبة انك تعرفيني كويس وتطمني وبعدها انا واثق ان ربنا هيخليك تقربي مني وهيخليك تطمني في قربي وان انا عمري ما هضرك ابدا .
كانت عيناها تنظر ارضا من شدة خجلها ولكن نبرته اللحوحة لها وكما انه جذبها من وجهها ان تنظر اليه فاستقرت عيناها في عيناه وهي تمرر لسانها على شفتيها اسفل نقابها مرددها بهمس
اللي عايزه ربنا هو اللي هيكون سواء كان هكمل او هبعد ولو هكمل اكيد مش هعاند قدر ربنا بس في حاجات هنتكلم فيها كتير قوي بس اليوم ده يعدي وقتها هنحط النقط على الحروف وانت هتعرف اني عايزه ايه كويس ولو انت بتحبني فعلا وعايز مكة وعايز السكن والسکينة والمودة والرحمة هتلاقيهم كلهم عندي بس اقبالهم انا عايزه راحة نفسية معاك في اللي هعيشه وعمري ما هرتاح نفسيا طول ما انت المغني ادم المنسي .
تنهده بتعب وأسى مما ذكرته الآن ثم سألها سؤاله الحائر والمتعب لقلبه وقلبها
طب قبل اي حاجه وقبل ما نشوف ونفكر هنعمل ايه عايزه اسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة بتحبيني يا مكة ولا انت لسه حاسة ان انت مجبرة
لم تريد ان تنطق تلك الكلمة من فاهها الا وهي تشعر بأنه رجلها الكامل في نظرها دون اي عثرات في طريقهما ولا اش واك تنغص حياتهما ثم اجابته
ممكن مجاوبش
على السؤال دي دلوك خليها تطلع من قلبي مش من لساني ومش وقتها ومش قادرة اتعامل بنفاق وياريت ما تفهمش كلامي ان انب ما عنديش احساس او بتعامل معاك من فوق يعلم ربنا ان اني عمري ما كنت بتعامل مع البشر من العالي ابدا لكن انت مش اي حد يا ادم احنا بقينا خلاص لبعض وقدرنا بقى واحد وزي ما قلت لك قبل اكده ههرب منك ليك
.
اقتنع بأسبابها ثم تحدث بنبرة مرهقة
هتفضلي تفري من الحب لحد امتى هتفضلي تعاندي قلبك اللي عايز يشق ضلوعك دلوقتي ويسمعني بنفسه الكلمه اللي
نفسي اسمعها
هسيبك براحتك لحد لما ما تقدريش تقاومي لأن أنا واثق ان إنت مش هتقدري يا مكة مش هتقدري .
أعلن المنظم عن الحفل انتهاء رقصتهما فعلى حين غرة رفعها ادم ارضا ودار بها في المكان بأكمله كما يفعل اي عريس بعروسه يوم زفافهم تحت تصفيق المدعوين وصفيرهم بالفرحة لذاك الثنائي المختلف ثم أنزلها أرضا وقبلها من جبهتها ولم يستطيع ان يتعامل ببرود في تلك اللحظه فهمس لها برقه اذابتها
بحبك يا اغلى شيء في عمري بحبك يا كل عمري ربنا يبارك لي فيك ويخليك ليا وما يحرمنيش منك ابدا .
انتهي البارت
البارت الرابع والعشرون
انتهى حفل زفاف مكة وآدم على خير دون أي عقبات وودعت والدتها وأخواتها بدم وع انهمرت على وجنتيها بغزارة من أل م ف راقهم ثم انطلقا العروسين إلى السيارة ذاهبين إلى جزر المالديف حيث أن آدم يشعر بالارتياح في تلك البلدة وكما أنها مكان بعيد تماما عن مصر وعن الضوضاء الموجودة فيها
بعد مرور عدة ساعات قضوها أدم ومكة في السفر وصلا أخيرا إلى ذاك المكان المنعزل قليلا عن الأناس نظرا لظروفها الخاصة كي تستمع بالجو وتكن على حريتها في الملبس والطعام وكل شئ
ما إن دلفت ذاك الشاليه حتى وضعت يدها على قلبها تهدأ من نبضاته فهي وهو في مكان وحدهم منعزل عن العالم وحتما ستكون رحلتهم صعبة فهما عاشقان هائمان اجتمعا ضد الظروف والزمان ولقاهم كأي زوجين طبيعيين من المحال بالنسبة لمكة
أما هو ظل ينظر إليها ووجدها مشتتة وخ ائفة وعيناها زائغتين وهي تنظر إلى المكان برهبة
فاقترب منها وحاول جذب انتباهها وبدأ بالحديث معها كي تجعلها تهدأ من توترها ذاك
حمد لله على السلامة نورتي بيتك .
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت بنبرة منخفضة
الله يسلمك
ثم نظرت إلى المكان وسألته
هو الشالية ده بتاعك
اقترب خطوة واحدة واجابها بموافقة وهو يومئ رأسه للأمام
أه يا ستي بتاعي ها ايه رأيك في ذوقه وفي جوه وفي المكان عموما
نظرت حولها تتفحص المكان من جميع أبعاده الجانبية ثم قالت بإشادة
المكان جميييل وذوقه راقي ومريح للعين والنظر بس هو ليه منحرف شوي عن الناس
مشايفاش ولا مخلوق حوالينا اهنه غير الجاردات
ثم استرسلت وهي تتسائل بړعب
هو انت خاط فني يا آدم
اقترب منها الآن خطوات ووقف مقابلها ثم أشار الي حراسه الواقفين في المكان أن يغادروه فنفذوا الأوامر في لمح البصر
ثم فك رباط نقابها تحت رفضها التام ولكنه طمئنها
منخافيش يابنتي محدش هنا خالص والحراس مشيوا أما بالنسبة لحوار الخ طف هو في حد بيخ طف مراته مش هتفكي بقى ولا جو الاكت ئاب هيفضل مسيطر عليكي .
تنهدت بإرهاق فهي تشعر بالت عب للغاية من السفر بعد الفرح مباشرة وهي مازالت بفستان زفافها ثم نطقت بإره اق
معلش اني تعبانة شوي بس دخلني ووريني أوضتي عايزة اغير الفستان دي حاسة إنه هم دني وعايزة اصلي وانام وبعدها نتكلم .
رفع حاجبه باستنكار وردد
أوضتك ! هو إنت هتنامي في اوضة غير اللي أنا هنام فيها ! ده مستحيل ولا يمكن يحصل مكان نومي هو مكان نومك .
استدعت الهدوء كي تستطيع الإفلات من تشبسه بالرأي فى ذاك الموضوع بالتحديد فهي ليست على استعداد الآن للخن اق ولا الن زاع ثم أجابته وهي تصطنع الض يق منه وعيناها تنظر أرضا ولم تنظر لعيناه كي تشعره بض يقها
هو شرعا لايجوز وربنا ماأمرناش باكده بس دي لما يكون جواز طبيعي مش غص بانية وبعدين انت وعدتني انك مهتغصبنيش على حاجة واصل وان كل شي بالرضا .
انش ق قلبه حزنا على كلمة الغ صب التى قالتها الآن وأصبح متيقن أنه دخل معها مع ركة خاسرة فرغم حبها الذي تقين منه إلا أن نظرة التشبس والتصميم التى رآها في عينيها الآن ماهي إلا انف لاق لقلبه
فسألها بأسى ظهر بينا على معالمه
يعني جوازك مني دلوقتي غص ب يامكة ووجودك معايا هنا والفستان اللي انتي لابساه عايزة تعرفيني وتأكدي لي إنهم وهم وان كلها فترة ما بينا هتتقضى وكل واحد يروح لحاله
تنهدت بنفس الأسى ومشاعرها الآن متخبطة ما بين حزنها عليه وحزنها على حالها
ثم أجابته برفق فهي شعرت بانفط ار روحه
لو سمحت يا آدم متاخدش كلامي دلوك وتفسره على كيفك انت عارف كويس مشاعري بقت ايه ناحيتك بس اني عندي مبادئ في ديني وتديني لايمكن أتنازل عنيها
ثم أشارت على هيئتها وأكملت بنبرة مرهقة
ارجوك اني دلوك تعبانة ومحتاجة أرتاح وبجد هلكانة نوم ومش قادرة أقف على رجلي وحاسة إني هقع من طولي دلوك .
أماء برأسه للأمام وهو الآن علم أنه انتقل من مرحلة الجري ورائها إلى مرحلة الجرى الأكثر عن ذي قبل مع الفارق فالأول كان حاله به رأفة أما الآن فقد رآها اقترب منها اشتم رائحتها احتضنها بين يداه رأى ضعفها في قوتها في آن واحد وهي تتنفس أنفاسه قبلها قبلة عاشق
ثم نظر إليها نظرة عميقة وعاتبتها عيناه
أيتها الأبية ماكل من ذاق الصبابة مغرما وأنا مغرما عاشقا ولن أستكين
مهما زاد عنادك وعلى كبرياؤك
فذاك القلب وتلك الدقات لن تصمت
وبالله على قلبك سأستعين
وفي هواكي قلبي أعلنها وعشقي للأعمى ظاهرا وبحق خالق السماوات أنا قدرك اللعېن
أما هي من نظرة عينينه القاتمة باللون الأحمر رأت توعده لها وعلمت أنها ستسلم لفروض عشقه وأنه لن يتركها إلا وهي بين يداه أنثاه الكاملة وبكل رغبتها
ثم أشار إليها بصمت دون كلام أن تدلف إلى المنزل فهو مكون من طابق واحد فقط منزل مصمم على الطراز الكلاسيكي ومنعزلا عن العالم تحيطه الخضرة من كل مكان وأمامه بحيرة صممها آدم خصيصا لمتعته باللون الأزرق الفاتح كانت أجواء المنزل تشع بالهدوء والرقي والجمال الذي يبعث في النفس الراحة من الجلوس في حديقته وأمام بحيرته فقط كما أن المنزل مجهز من جميع الأدوات المنزلية الكلاسيكية العصرية التي تجعلنا نشعر بأجواء الزمن الجميل ولكنها تناسب العصر الآن ورائحة المنزل تشبه رائحة الجنة ونظافته وترتيبه تبعث في النفس الهدوء
لقد خصصه آدم وعدل فيه اشياء كثيرة كي تناسب حبيبته فهو يعلم أنها رقيقة وتحبذ تلك الأشياء من خلال منشوراتها على السوشيال ميديا
أما هي دلفت إلى المكان وانبهرت به وردد لسانها
بسم الله ماشاء الله المكان اللهم بارك جميييييل قووووي ومريح للأعصاب
ثم نظرت إليه وسألته
ياترى دي ذوقك واختيارك ولا مهندسين ديكور يافنان
رق قلبه وفرح بشدة لسعادتها البادية على وجهها ورغم حزنه من كلمتها وأيضا من قرار نومها بعيدا عنه إلا أنه مجرد أن رأى بسمتها فرح بشدة ثم أجابها بعيناي تلتمعان بالعشق
ده ذوقك إنتي يامكة حبيت أعمل لك كل حاجة بتحبيها .
اتسعت مقلتيها بذهول من إجابته ثم سألته
وانت عرفت كيف اني هحب الأجواء داي
زين ثغره ابتسامة هادئة ولكنها جذابة أعطته مظهرا ملائكيا أثرها في تلك اللحظة
اللي بيحب حد بيعرف عنه كل حاجة كنت متابع صفحتك وكنتي دايما بتنزلي قرآن للشيخ مشاري راشد العفاسي على بحر أو على جزيرة وشايك المفضل اللي بالنعناع عرفت بقى انك بتحبي الأجواء دي وعرفت كمان إنك مبتحبيش الشتا علشان كدة عملت لك ركن دافي هنا كده .
وأشار بيده إلى تلك المدفأة الموقدة پالنار ولكن الذي أثرها وجعل قلبها يرق له ماوجدته في ذاك الركن فقد وجدت فيه راديو على الطراز الكلاسيكي أيضا موديل السبعينات وبجانبة باجورا وعلبة كبريت وبرادا من موديلات السبعينات أيضا والراديو على محطة القرآن الكريم ومصحفا على مقعده ومصلاه ومسبحة وأريكة مغطاة بالقماش الأبيض من نوع الكتان
جلست على الأريكة واحتضنت ذاك المصحف بين احشائها وقبلته بحب فهو أثمن هداياها في ذاك المكان
ثم تفوهت من فمها بتلقائية دون أن تلقى بالا لكلامها وهي تنظر له نظرتها الآسرة لقلبه المسكين أكثر من ذي قبل
انت جميييل قوووي يا ....
لاحظت ماتفوهت به فتراجعت عن كلماتها ولكنه شعر وكأنه ملك زمانه في تلك اللحظة من مجرد كلمات بسيطة قالتها حتى ولو لم تكملها فهو حقا يعشقها ومن يعشق ينسى ويغفر فهذه قوانين العشق ليس بها رأفة أو رحمة بقلوب العاشقين
ثم جلس بجانبها على الأريكة وطلب منها بلهفة وعيناه على ذاك الباجور
طب بقول لك ايه ممكن تعملي لنا كوبايتين شاي بالنعناع هنا على السخان ده نفسي اشربه من ايديكي قووي
ضحكت بشدة على نعته لذاك الباجور بالسخان ثم هدأت من ضحكاتها التى جعلت قلبه يخفق بع نف من رقتها الساحرة فحقا ضحكاتها أنغام وورود كما غناها العندليب الاسمر
سخان ايه بس ! داي اسمه باجور بيتحط فيه جاز وبنشد الفتلة بتاعته اكده وبعدين نول عه بالكبريت
ثم صفقت بيدها بعدما نجحت في تشغيل ذاك الباجور وبدأت في صنع الشاي حسائها المفضل لديها وبعد عدة دقائق قامت بسكبه في الإناء الزجاجي التقليدي ثم ناولته إياه برفق فأخذه منها ولكن على حين غرة جذب يداها وقبلها قبلة شغوفة من باطنها جعلت داخلها يهتز ووجهها كأنه صبغ باللون الأحمر من شدة خجلها
ظل محتضنا إحدى يداها ومشاعر جسده تطالبه أن يسحبها داخل ضلوعه ولكنها مازالت عاصية لك قلبي
لاحظ توترها فترك يدها برفق كما جذبها ثم شكرها بامتنان وهو يحتسي الشاي
بجد أول مرة أدوق شاي بالطعامة دي تسلم ايدك ياحبيبتي .
ابتسمت له وهي تضع عيناها في ذاك الكوب من خجلها البين على معالمها
ثم بدأت بتناوله هي الأخرى وهي تحتضن ذاك الكوب بين يداها كي يشعرها بالدفئ ظلا صامتين فهو كفاه اليوم احتسائه الشاي من صنع يدها وتقبيلها والجلوس بجانبها ورائحتها المسک تعبئ صدره فهو كان يحلم فقط برؤياها والآن جبر بالجلوس معها في منزل وحدهم وبعد أن انتهوا أوصلها إلى الغرفة الخاصة بها وانتقاها بعناية أدخل الحقائب الخاصة بها في الغرفة ثم تحدث
تصبحي على جنة من الرحمن ياحبيبتي .
ابتسمت له وبادلته مساه
وانت من أهلها .
بادلها نفس الابتسامة ثم أرسل إليها قبلة في الهواء وهو يغمز لها بإحدى عيناه فنظرت ارضا من خجلها اما هو ذهب إلى غرفته وترك لها مساحة من الحرية وهو يثق في عدالة السماء أنه سينصف في ليلة وضحاها .
أما في منزل سلطان المهدي يجلس سلطان
في الاسطبل وأمامه الشيشة يسحب منها الأنفاس بتكيف دلف إليه عمران وألقى السلام فأجابه سلطان بترحاب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعالى اقعد ياولدي عامل ايه ومرتك كيفها
جلس عمران بجانبه وتحدث بنبرة عاتبة يغلبها الضيق
إحنا بخير الحمدلله يابوي بس ليا عتاب عنديك
تحمحم سلطان بحرج منه فهو يعلم أنه أخطأ ولكن اصطنع عدم الفهم
خير ياعمران ماكلياتكم موراكمش غير العتاب لسلطان دلوك وبالنسبة لكم سلطان بقى وحش وميتعاشرش .
التوى ثغره بحسرة من طريقة بدئ والده في الحديث ولكنه صمم على عتابه
انت يابوي اتغيرت ويانا كلياتنا ليه اكده ياحاج سلطان عمرك كله معميلتش فينا اكده عاد
استنكر سلطان كلام ولده ثم تحدث بنبرة حادة خشنة
هو أني كنت عميلت ايه لدي كلياته ياسي عمران ياللي قاعد تحاسب بوك وواقف له على الواحدة
وأكمل وهو ينفث دخانه بغ ضب
ولا هو العيل منيكم لما يتجوز ويبقى له مرة يتحول على أهله .
نفى عمران