رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 

الناس بتفتحي في القديم وبتنبشي في الۏجع بيدك ليه ومتعبة حالك وتعباني وياكي اني لا هتجوز ولا هتنيل هو أني كنت عارف اتهني معاكي بعيشة علشان اتجوز غيرك

نفضت يداه بحدة من على قدمها قم هدرت به

قصدك تقول ايه يا سلطان اني ست نكدية وهاجرة ومتتعاشرش ! اوزن كلامك معايا ياسلطان يا إما والله ما اقعد لك فيها وأفوتك لحالك اهنه وأروح بيت ابوي .

اغتاظ منها وتحمحم لينظف حنجرته وتسائل بنبرة حادة

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم هو إنت غاوية نكد النهاردة ولا ايه يازينب قسما عظما لو طلع من بقك الكلام دي تاني يازينب لاهيوبقى مرار طافح على راسك دارك متهمليهاش واصل وانت حرة .

ردت بإقتضاب وهي تقوم من مكانها وجذبت جلبابها وانتوت الخروج من الغرفة مما جعله يشت عل ڠضبا من حركاتها الصبيانية التي لم يعهدها عليها من قبل

طب ادي الدنيا كلاتها ههملها لك طالما أني حرة بقى .

اعترض طريقها وجذب الجلباب من يدها ورماه

ثم اقترب من وجهها ليزيح خصلة فوق عينيها يتلمس وجنتها نزولا إلي فكها ثم صعد إلي شفتيها يتلمس كل منهما بإبهامه

بس السېجارة دي متكلفة جامد ياسلطان عدلت لي مزاجي العكر على الآخر وخلتني في عالم تاني .

نظر إليها وجدها تبتلع لعابها فابتسم بإنتشاء لهيئتها وبدأ بتناول سيجارته هو الآخر بتلذذ وهو يردد بمشاغبة

انت هتعملي زي القطط تاكلي وتنكري ياأم عمران ومطلعة سبب روقة مزاجك في السېجارة ولا كانك لسه مش واخدة جرعة حنان دوبل تكيف أعكرها مزاج .

ضحكت بدلال اثاره هو الآخر ثم هتفت من بين أنفاسها الممتلئة بالدخان

لا قول انت بقى انك اتدلعت دلع على يد زينب ودقت حبة حنان مدقتهمش من زمان .

اخذ منها السېجارة وهو يضعها في فمه قائلا بانتشاء مصاحب للدعابة وهو ينفسها هو الآخر

والله زمان قافشة في السجارة وبتشربيها ومنستيش يازينب الأيام الحلوة .

زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة

هو انت بتاخدها من يدي ليه ماټ ۏلع واحدة غيرها ياهادم اللذات انت .

ضيق نظرة عينيه ثم رمقها باستنكار

بس يازينب واعقلي لا تاخدي على اكده عاد وبعدين مزاجك منقدرش على ظبط زواياه بعد اكده.

ضحكت بشدة على طريقته وكلامه لها وظلا على وضعهم هكذا وسلطان يشعر كأنه ملك زمانه ومكانه في قلب زينب

ثم أعجبتني تلك المقولة التي تليق بهم

إن لم تحافظ على من تحب فلا تبحث عنه مرة آخرى

فمن يشتري ربيع قلبك لا تعطيه خريف إهتمامك

تمسك باليد التي لا تغادرك بالروح التي لا تفكر أن تستبدلك

بالقلب الذي لا يستغنى ولا يمل منك

من يؤمن بوجودك

من يعطيك قيمتك و يعزز من قدرك

من يخلق ألف سببا للحديث معك

من يغزل خيوط الود من أجلك .

في منزل آدم المنسي بالقاهرة فقد كانت الحياة بينه وبين مكة تسير بنمط هادئ نوعا ما نظرا لأنه توقف عن آداء مهنته فهو لم يحدد الطريق الذي يمشي عليه إلى الآن

كانت تجلس هند شقيقته بجانبه وهي تسأله عن حاله مع مكة كي تطمئن عليه

ها ياحبيبي انت ومكة عاملين ايه مع بعض طمني عليكم

رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر عشقا لتلك المكة تحدث شارحا

إحنا الحمد لله كويسين جدا ومكة انسانة جميلة قوووي وبجد انا عايش معاها في نقاء نفسي وهدوء وحاجة كدة متتوصفش من جمالها الروحي

واسترسل وهو يمدح فيها أمام أخته

متتصوريش اني مرتاح معاها جدا مختلفة عن العالم اللي حواليا خالص حياتنا شبه الناس العادية خالية من الضوضاء والكاميرات والحاجات المزعجة اللي انت عارفاها في عالمنا دي .

أشارت بكف يديها في وجهه وهي تكبر وتسمي عليه وداخلها سعيد وفرح لسعادة أخيها الوحيد والذي ربته على يدها فقد توفت والدتهم وهو طفل صغير وتولت هي جميع أموره مع أبيها

الله اكبر ماشاء الله يادومي هتحسد نفسك ولا ايه ياحبيبي ربنا يسعدك ويفرحك دايما انت وهي وتفرحوا اكتر لما تحمل في بيبي صغنون كده يملى حياتكم سعادة وهنا ياروحي.

ربت على ظهرها بحنو وهو يؤمن على كلامها

اللهم آمين يارب العالمين ربنا يسمع منك يارب ياحبيبة أخوكي

واسترسل حديثه بحالمية وهو يتصور نفسه أبا يوما من الأيام

ياه ياهند ده حلم جميل قووي أني أبقى أب ومن مكة .

وضعت كف يداها علي كف يدها الموضوعة فوق فخذها ثم ربتت عليها بحنو وأردفت قائلة

ياحبيبي متستعجلش هتبقى اجمل بابي وهي هتبقي اجمل مامي وربنا يبعد عنكم الشړ والعيون الۏحشة يارب .

واثناء اندماجهم في الحديث دخل عليهم راشد مدير اعماله وهو يردد بصوت غاضب

كويس ان انت هنا يا هند علشان تشوفي لي حل مع اخوكي علشان اللي بيحصل ده تهريج ولعب عيال وما ينفعش ابدا .

تنهدت وتحدثت باستجواد

وهي تشير إليه أن يجلس

طب قول السلام الأول يا راشد

تعالى اقعد كده ما تبقاش قفوش ودايما اعصابك مشدودة وروحك في مناخيرك كده .

جلس على الأريكة الموضوعة مقابلهما وهو يردد السلام ثم أكمل بنفس نظراته الغاضبة ولكن بحدة أقل عن ذي قبل مراعاة لوجود هند

مش لما الأستاذ يرجع بقى يتابع شغله ويشوف العقود اللي ملتزم بيها والناس اللي اتحملته كتير قوي واتحملت غيابه وبصراحة الغياب بتاعه بقى اوفر قوي زيادة عن اللزوم يا هند وانا كل شوية أبرر لهم بأي حاجة وهما علشان باقيين عليه وعلى شغله مش عايزين يتصرفوا تصرف يزعلوه لكن خلاص هم جابوا آخرهم وانا كمان خلصت مبرراتي وجيت بقى علشان اشوف صرفة معاه .

تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه وهو يسأله

يعني انت عايز ايه دلوقتي يا راشد !

أنا قلت لك أنا مش عايز اشتغل دلوقتي خالص وشوف الشروط الجزائية معاهم ايه وانا هدفعها لكن شغل لسه ما قررتش هكمل ازاي انا يعتبر في فترة نقاهة دلوقتي ومش حابب اني اشغل دماغي بالدوشة دي .

ضيقت هند عيناها ووجهت لها سؤال باستفسار

طب ليه يا ادم موقف شغل لحد دلوقتي أظن انت واخد أجازة جواز من بقى لك كتير قوي وكفايه كده .

هنا تحدث راشد وهو مصمم على ان يخرج الى العمل

سيبك دلوقتي من الحوار ده يا هند في حفلة شم النسيم المفروض ان هو كان متعاقد عليها من بقاله كذا شهر وخلاص فاضل اسبوعين على الحفلة وهو ما حضرش حاجة خالص

الأغاني جاهزة

وكل حاجه جاهزة وفريق العمل مستعد والمفروض يكون هو كمان مجهز نفسه للحفلة لكن هو في عالم موازي خالص .

كان ادم مجلس امامهم في عالم اخر وهو كيف يمهد لمكه عن رجوعه الى العمل والالتزام بتلك الحفله التي تعاقد عليها منذ اشهر طويله فهو ېخاف على هدوءهما الذي يعيش فيه معها الآن

اما هي كانت تقف في الأعلى وخرجت من غرفتها بالصدفة واستمعت الى الحديث بالكامل وبات قلبها يدق من موافقة آدم لخروجه لتلك الحفل وانتظرت

رده الذي سيبني في علاقتهما اما چروحا واما انتصارا آخر في حياة آدم و مكة .

انتهي البارت

البارت الثالث والثلاثون والأخير

ماذا بك ياامرأة ! فأنت لعمران بملايين النساء كلهم !

فعمران يهواك وروحه فداك وبعمره لن ينساك ويشتاق دوما أن يراك

خاطرة عمران المهدي

بقلمي فاطيما يوسف

من نبض الۏجع عشت غرامي

اما هي كانت تقف في الأعلى وخرجت من غرفتها بالصدفة واستمعت الى الحديث بالكامل وبات قلبها يدق من موافقة آدم لخروجه لتلك الحفل وانتظرت رده الذي سيبني في علاقتهما إما چروحا واما انتصارا آخر في حياة آدم و مكة

أما في الأسفل تحدثت هند بنصح لآدم

طب انا شايفة يا آدم إنك تعمل الحفلة علشان خاطر الشروط الجزائية اللي فيها

ايه اللي يخليك تتحملها وترفض لي اصلا !

وكفاياك أجازة لحد دلوقتي مشبعتش عسل يا عريس .

شعر آدم بالقلق فهند أخته لا تعلم شيئا عن اتفاقه مع مكة ولم يريد التحدث أمام راشد في خصوصيته فهو مدير أعماله مهما كان وهو لم يحبذ أن يأتي بسيرة زوجته أمامه ولكن ذاك الموضوع لابد أن ينتهي كي يستريح من ۏجع الرأس الذي سيجلبه لحاله اذا استمع الى نصائح راشد فهو لم ولن يخسر الهدوء النفسي والحياة الجميلة التي يعيشها مع زوجته ثم تنهد طويلا قبل أن يخبره بقراره

معلش يا راشد اعتذر عن الحفلة وعن أي شغل خالص الأيام دي لأن ناوي أغير طريقة شغلي تماما .

اڼصدمت هند من قراره كما اڼصدم راشد هو الآخر ورددوا في صوت واحد باندهاش لخبر لم يتوقعوه ابدا

يعني ايه كلامك ده انت هتبطل تغني

وأكملت هند وهي على نفس دهشتها مما استمعت إليه

ممكن افهم في ايه بالظبط

وازاي تضر مستقبلك وشغلك بالطريقة دي

وعلشان ايه اخدت القرار ده وبنيته علي أساس إيه

رفع جفونه ببطء ثم قال بنبرة هادئة

هنتكلم مع بعض في الموضوع ده بعدين يا هند بس حابب أبلغ راشد يوقف أي تعاقدات ويعتبرني معتزل لوقت غير معلوم .

هنا انتفض راشد من جلسته وهو يهدر به

ده ايه اللي تعتزل لوقت غير معلوم وايه الكلام اللي انت بتقوله ده اصلا !

انت شكلك اټجننت يا ادم ومفكر نفسك اللي بتعمله ده عادي ومتعرفش ان هو خطړ جدا في طريقك الفني ومستقبلك وحياتك كلها ككل !

لو سمحت اهدى بقى وفهمني قرارك ده بناء على ايه

استوعب سؤاله وأردف بنبرة جادة متجنبا غضبه منه

اهدى يا راشد لو سمحت علشان انت عارف اني مش بحب الصوت العالي ولا بحب العصبية الزايدة عن اللازم

وبعدين انا مش صغير علشان هقول لك كلمتين وبعدين هرجع فيهم وعارف يا سيدي وفاهم ان ده شغلي وان ده طريقي بس انا حابب إني أغيره مش مرتاح ام وت نفسي يعني ولا ايه

أجابه متهكما بكلمات خرجت من بين أسنانه بحدة

لا هي مش دي الحكاية يا آدم باشا

الحكاية ان شكل الجوازة الجديدة أثرت على دماغك وخليتك تخسر مستقبلك بالسهولة دي وانا اكتر واحد عارف انت تعبت قد ايه علشان خاطر تبني اسمك وتبقى النجم آدم المنسي

واسترسل حديثه وهو حزين على قراره الخاطئ مائة بالمائة في وجهة نظره

كنت معاك وانت بتسهر الليالي وبتشتغل على حالك علشان تبقى نمبر وان والكل ينطق اسمك بفخر في كل مكان .

قاطع حديثه بحدة وهدر به بنظرة غاضبة وهو يتجنب جميع ما قاله ويمسك في كلمة الزواج

لو سمحت ما تجيبش سيرة جوازي على لسانك مراتي مش محط مناقشات ما بيني وما بينك

انا ما اتجوزتش عشان العب واقضي فترة حلوة ويومين أريح فيهم مزاجي وخلاص انا اتجوزت عشان ابني حياتي وطالما انا شايف ان المشوار اللي كنت ماشي فيه مش هيريحني في حياتي وهيتعبني وهيخسرني حاجات كتير ما تتعوضش وان الشغل اللي انت بتتكلم عنه ده يتعوض بالأحسن واني اختار حاجه ترضي ربنا بالنسبة لي الدنيا وما فيها يا راشد .

رأت هند أن وجهه احتدم ڠضبا والنقاش أصبح جدالا وطريقته لا تمت للرقي بصلة فأشارت بكلتا يديها في وجههم ناهية ذاك النقاش بتلك الطريقة

بس لو سمحتم كفاية كلام في الموضوع ده

وانت يا راشد ما تعملش حاجة خالص من اللي قال لك عليها الا لما أكلمك أنا بنفسي وأقول لك هنمشي ازاي أو هنكمل ازاي وكفاية لو سمحتوا كلام في الموضوع ده خالص حاليا .

تمام انا ماشي وسايب لكم المكان خالص علشان الباشا يستريح مني ومن زني ...كلمات وجه مقتضبة بملامح وجه مكفهرة ثم نهض غاضبا وتحرك من أمامهم وترك لهم المكان وهو غاضبا بشدة بسبب قرار آدم الأهوج من وجهة نظره فهو ليس مدير أعماله فقط ولكن يعتبره مثل ابنه وېخاف على مستقبله ويشعر الآن بأنه يدمره بيديه دون أن يدري .

فور أن غادر راشد نظرت إليه هند وهي تسأله بكل هدوء دون أي ڠضب او عصبية فهي معتادة على النقاش الهادئ الراقي مع أخيها مهما كان حجم المشكلة

لو سمحت يا آدم ممكن أفهم وجهة نظرك في قرارك المفاجئ ده والصاډم بالمرة

تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه وكل ذلك وتلك المكة تقف في الأعلى ترى مصيرها مع آدم يصل الى أين دون ان تتدخل في قراره ودون أن تشعره أنها تسمع كل شيء فهي لن تريد ان تؤثر عليه وتريد ان يكون قراره نابع من أعماق قلبه وأن يكون مقتنعا به عن جدارة دون اي تدخل منها فهي قد أنهت مهمتها معه في الإقناع ولم يعد لها دور بعد الآن إما أن يكمل وإما أن يرفض طريق الشيطان ذاك الممتلئ بالمغريات

مش هكذب عليكي يا هند ما اتعودتش اخبي حاجه عنك أي نعم الحاجة دي خاصة بيني وبين مكة لكن انت مش حد غريب انا وهي اتفقنا اني مش هكمل بالطريقة اللي انا ماشي بيها لأني اقتنعت انه طريق ما يرضيش ربنا وحاسس ان لو كملت فيه هخسر كتير

وكمان هي مش حابة إنها تكمل معايا وأنا مكمل في الشغلانة دي وبصراحة أنا بعت الدنيا كلها عشان أشتريها هي وأشتري راحتنا وسعادتنا ومهما كان التمن غالي هي أغلى من

أي حاجة في الدنيا .

كانت تلك المكة تسمع كلامه وقلبها ينبض بشدة من فرط سعادته بكلام آدم بل شعرت بأنها تملك سعادة الكون بأكمله الآن

ضيقت هند عيناها ووجهت لها سؤال باستفسار كي تضع ڼصب عينيه جميع الإحتمالات الخاصة بقراره والتي ستحدث فيما بعد ولم يهمها إذا كان سيكمل أم لا فهو أخيها ويهمها راحته والمال ما هو إلا وسيلة كي يعيشوا في متطلبات الحياة والمقدرة عليها وهو الآن معه من الأموال ما يكفيه عمرا ويكفي أبنائه من بعده بفضل الله

أيا كان القرار اللي إنت اخدته مستعد تتحمل نتيجته بعدين يعني لو حبيت ترجع بعد الاعتزال هيبقى موقفك قدام جمهورك صعب جدا وهتخسر حاجات كتير بنيتها مع جمهورك

أخذت نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتابع حديثه بنبرة واثق متأكد وبعيناي هائمة

جمهور ايه اللي انت بتتكلمي عنه يا حبيبتي محدش في الدنيا هيقف جنبي ولا هيدعمني قد مراتي وقد حبي الأول والأخير محدش في الدنيا هيحس بكمية الراحة والسلام النفسي اللي انا عايش فيه معاها بسبب تدينها وقربها

 

تم نسخ الرابط