رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
من ربنا وانها سحباني معاها لأجمل طريق كان غايب عني عرفتني حديث مهم قوي بقيت ماشي عليه إن لا طاعة لمخلوق في معصيه الخالق
خليتني بقيت بتسابق معاها في العبادة علشان اخرتي وعرفتني إن الدنيا فانية وان الإنسان ممكن ېموت في لحظة فما بالك بقى لو حصل وجت لحظة الم وت دي وانا حاضن واحدة في فيديو كليب ولا واقف على مسرح وقدامي بنات عرايا واقفين يغنوا ويرقصوا وسكرانين انا كنت غايب عن الطريق وهي فوقتني من التوهة اللي كنت عايش فيها ياهند .
انخلع قلبها على ذكر سيرة الم وت ثم جذبته في أحضانها بحنان يكفي العالم أجمع وهي تردد بقلب مقبوض لما ذكره
بعد الشړ عنك يا حبيبي ربنا يديم حسك في الدنيا ويخليك ليا يا دومة ده انت حبيبي واخويا وسندي بعد ربنا سبحانه وتعالى خلاص اللي انت شايفه راحة ليك ولبيتك ولحياتك أهم من أي شيء في الدنيا
وأهم من أي حسابات جايبة لنا ۏجع قلب وأعصاب.
ضمھا أكثر تلك الحنونة وقربها لصدره وتحدث بنبرة صادقة
ولا منك يا حبيبة اخوك يا اللي دايما واقفة في ضهري وعمرك ما كنت ضدي ابدا ودايما بتدعميني في كل قراراتي وما بتحسسنيش بتأنيب ذنب
ما تتصوريش انا دلوقتي ارتحت قد ايه اكتر لما عرفتك كل حاجة كنت قلقان من رد فعلك والله .
أخرجته من أحضانها ثم وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي ذاك الرائع وتحدثت بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها
ولا تقلق ولا حاجه ما فيش حاجه في الدنيا مستاهلة ان احنا نعافر عشانها مقابل راحة البال ربنا يخلي لك مراتك ويسعدك في حياتك أيا كان قرارك ايه يا حبيبي وانا هبلغ راشد دلوقتي يعمل كل اللي اتفقنا عليه وههديه عليك وبعدين هنشوف هتكمل ازاي او هتعمل ايه .
تحدث بنبرة صوت فخورة وإطرائية
تمام يا قمر هسيبك بقى وهطلع أصحي مكة علشان متعرفش ان انت هنا .
حركت رأسها برفض وهي تقوم من مكانها معللة أسبابها في المغادرة
لا سيبها بس ما تصحيهاش وما تقولهاش ان انا جيت عشان ما تزعلش انا هاجي تاني بكرة انا قاعدة في القاهرة أسبوع بحاله علشان عندي شغل في المحطة هنا متأجل كتير قبل ما ارجع هناك .
ودع كل منهم الآخر وخرجت دون ان تكترث لما حدث ودون أن تشغل بالها باعتزاله فهي لم يهمها غير راحة أخيها وسعادته مهما كانت التنازلات فلن تكن أهم من العيش بهناء مع من نحب
وتلك هي العلاقات المريحة مع الأقارب أو الأصدقاء فدوما تلك العلاقات التي لا تشعرنا بمدى اهمالنا وأن قراراتنا خاطئة دائما تلك العلاقات التي لم تدخل في راحتنا النفسية قبل أي شيء وقبل أي حسابات للحياة هي دوما المستمرة .
في منزل سلطان المهدي حيث يجتمع سلطان وعائلته على تلك المنضدة الخاصة بطعام الغداء في تجمع عائلي لم يحدث منذ شهور عدة في جو ملئ بالألفة والمودة
فتحدث سلطان إلى رحمة
عريسك كلمني واتفقنا على ان كتب الكتاب بكرة ان شاء الله جهزي حالك هو قال ان هو مخلص كل الاوراق اللي تخص كتب الكتاب والجواز ان شاء الله بعديها بشهرين كفاية تأجيل لحد
اكده الجدع حمض جنبنا من كتر الانتظار .
شعرت رحمة بالخجل من سكون ولكنها خيبت ظنونها وابتسمت تلك السكون بوجه بشوش ونطقت بمحبة ودعاء بأن يتمم لها زواجها على خير وبركة
اخيرا يا رحمة هفرح بيكي واشوفك عروسة ربنا يتمم لك على خير يا قمرة واشوفك سعيدة ومبسوطة دايما يا اجدع اخت في الدنيا كلها .
تنفست رحمة الصعداء وأحست بمدى سعادتها وهي ترى سكون تبارك لها بكل أريحية دون أي حزن على حالتهم ولكن هي سكون هكذا لها من الجمال والرقي مالا يليق بغيرها ثم شكرتها بامتنان
حبيبة قلبي يا مرت اخوي منحرمش منك أبدا ولا من دعوتك الجميلة وطبعا فرحتي مش هتتم الا وانت واقفة جاري عشان نفرح سوا
ثم أكملت بحزن
بس كان نفسي مكة توبقى موجودة معاي في كتب الكتاب هي كمان علشان فرحتي تكمل لكن ربنا يوفقها في حياتها مع جوزها وتوبقى تاجي في الليلة الكبيرة وخلاص .
هنا تحدثت زينب مرددة بنبرة سخرية مصاحبة للدعابة اعتادت عليها مع رحمة
مبروك عليك الجواز يا بتي والله الجدع دي هيشيل هم تقيل الله يعينه عليه .
زمجرت رحمة پغضب مصطنع من سخرية والدتها ثم تحدثت باستنكار
وه يا زينب مهينش عليك تباركي لي على كتب الكتاب زي اي ام وبتها لازم تنكد علي وتسمعيني كلام من بتاعك دي !
كانت زينب تمسك في يديها تلك الحمامة وتتناولها بنهم فهي تعشق ذاك الحمام بشدة وهي تردد بلا مبالاة
مش لما تبوقي كيف البنات عشان اني ابقى كيف الامهات دي انت ما لكيش مثيل ولا وصف يابت بطني
قاعده تحشي ولا على بالك وطول النهار اقول لك تعالي خشي المطبخ وياي اتعلمي لك حاجة تنفعك على الاقل الجدع دي يلاقي لقمة نضيفة ياكلها لما يتهف في عقله ويتجوزك ياعين امه بدل ما انت ولا تفقهي اي حاجة في المطبخ
وتابعت سخريتها باستفسار
إلا قولي لي هتتجوزي كيف يا رحمة وانت مهتعرفيش تقلي بيضة
ضحك الجميع على مشاغبتهن لبعضهن ثم تحدث عمران من بين ضحكاته وهو يلوم والدته بنفس الدعابة
لا يا امي ما تظلمهاش دي عليها كوباية شاي تعدل المزاج ولا اجدعها قهوجي
واسترسل دعابته وهو ينظر الى رحمة متسائلا اياها بمغزى
مش صوح يا رحمة الحديت دي ولا ايه عاد
فهمت ما يقصده عمران وهو يقصد التلقيح عليها بالكلام عن صنعها لذاك الشاي الذي فعلته له منذ اسبوعا بالملح بدل
السكر من شدة تسرعها ثم رفعت رأسها بشموخ وهي تردد لهم
ماهر ما يهموش حاجة واصل من الأكل والكلام الفاضي دي أهم حاجة أني بالنسبة له وكل شئ بعد اكده يتحل بسهولة والأكل مفيش اسهل من الحصول عليه دلوك
مطت شفتيها بامتعاض ثم هتفت وهي تشعر بالغيظ من ردود ابنتها
والله يابت إنتي عليكي كيد فقع مرارتي ابقي أكليه وكل جاهز خليه يكره اليوم اللي اتجوزك فيه من معدته اللي هتتقلب على يدك .
ضحكوا جميعا على كلمات زينب وحركات وجهها المغتاظة بالفعل ورحمة تأكل ولا تبالي بكلام والدتها وكأنها لم تقل شئ
انتهى الجميع من تناول الطعام وقامت رحمة وسكون بتنظيف مكانهم وعمل القهوة والشاي ثم جلست زينب مع عمران تسأله بقلق
في حاجه اكده عايزة اكلمك فيها يا ولدي بس مش عارفة ابدا من وين .
انتاب عمران شعورا بالقلق من بدء حديث والدته ثم ربت على ظهرها بحنو وهو يشجعها أن تتحدث فيما تريد دون اي قلق
مالك يا حاجة احكي كل حاجة وقولي اللي نفسك فيه وانا كلي أذان صاغية .
نظرت حولها يمينا ويسارا وهي تتأكد من عدم وجود سكون بجانبهم فهي لا تريدها أن تسمع ذاك الكلام الذي ستستفسر عنه من ولدها كي لا ټجرح شعورها فهي تعتبرها مثل بناتها ولا تريد أن تخلق بينهم شعورا بالقلق في المعاملة
انت دلوك متجوز بقالك سنة وزيادة ولحد الآن مرتك محملتش !
ليه مبتطمنش على نفسك ولا عليها هو في حاجة يا ولدي وانت مخبيها علي وأني ما اعرفهاش
دق قلب عمران الان پخوف من القادم فوالدته نبشت في ذاك الموضوع الذي يحاول أن ينساه هو وسكون طيلة فترة علاجها وېخاف عليها من سماع استفسار والدته فتلقائيا نظر هو الآخر يمينا ويسارا كي يتأكد أنها ليست بجانبهم مراعاة لخاطرها فهو يخشى عليها حتى من نسمة الهواء الطائر أن تلفحها ببردها ثم أجابها
اطمني يا امي اني وسكون كويسين وبخير مفيناش اي حاجة احنا عميلنا كل التحاليل والأشعة انت عارفة إن سكون دكتورة نسا والحاجات داي عارفاها كويس وكل حاجه بانت ان هو موضوع وقت وكله بإيد ربنا لكن اني وهي سالمين .
أحست زينب بوجود خطب ما من نظراته الزائغة وخوفه أن تسمع سكون ما يقوله
ثم سألتهم بتأكيد وهي تشعر بأنهم ليسوا بخير ابدا فقلب الأم دلها على ذلك
اني ليه حاسة انك بتكدب علي يا عمران محدش في الدنيا داي هيخاف عليك قد يا ولدي
وبعدين هي لو بخير ما تاخد اي منشطات وهي مش هتغلب في الحاجات داي الا اذا كان في مشكلة ودي اللي أني واثقة منيه وخاېف تتكلم أو تقول لي هواني مش امك يا ولدي ومن حقي اطمن عليك ومن حقي اشوف عوضك قبل ما ام وت
انقبض قلبه من ذكر الم وت ثم قبل يديها وهو يردد بضيق
ليه يا امي اكده تجيبي السيرة داي !
ربنا يطول في عمرك يا حبيبتي مش عايزك تقلقي خالص احنا بخير وقت ما يأذن ربنا هيبعت لنا رزقه .
أومأت له وهي تربت على وجنته وهي مازالت تضغط عليه أن يحكي
لساتك بتكابر ياعمران ياولدي العمر بيجري بيك وانت مدريانش دي أني كنت مخلفاك واني بت ١ سنة وبوك كان عدي العشرين بسنة وانت دلوك سنك قرب على الأربعين مش كفاية غلبتني لحد ما اتجوزت وضيعت سنين عمرك داي كلها
كمان مش عايز تفرحني بيك واشوف عوضك واشيله على يدي .
وأثناء اندماجهم في الحديث كانت سكون دالفة اليهم بالقهوة والشاي اليهما فسمعت حديث زينب وارتدت الى الخلف وكتمت شهقاتها وما حسبته منذ أن علمت بمرضها ذاك سمعته الآن بأذنها ولم تكن تتخيل أن صداه عليها سيكون بذلك الألم
ثم هدأت من حالها فما عليها الآن غير الصبر واحتساب أجرها عند الله وان تتحمل جميع ما تسمعه من ملامات في عيون الآخرين وفي كلامهم
ثم تحممت كي تدلف إليهم فهي لن تعود وتسألها رحمة لما لم تعطيهم المشروبات وتفتح على نفسها أبواب من التساؤلات لن تستطيع سدها
استمعوا الى صوتها من الداخل فتلقائيا سكتوا عن الحديث في ذاك الموضوع اما هي دلفت اليهم بوجهها البشوش وابتسامتها التي رسمتها ببراعة على وجهها كي لا يلاحظ عمران شيئا وهي تعطي زينب الشاي وتعطي عمران القهوة المعتادة بعد تناول الغداء
رأى عمران لمعة الدمع في عينيها فهو يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب وداخله بات يتألم لأجل استماعها لوالدته
ثم ارتشفت زينب من الشاي وربتت على ظهرها بحنو وهي تشكرها على صينعها
تسلم يدك يا بتي احلى كوباية شاي بشربها من ايديكي الحلوين دول ربنا يراضيكي ويرضيكي يارب .
ابتسمت سكون لتلك الحنونة وأمنت على دعائها بنبرة صادقة
آمين يارب العالمين حبيبتي يا امي تسلميلي يارب .
ثم جلسوا يتناولون اطراف الحديث وسكون تحاول ان تتحدث معهم بأريحية كي لا يشك عمران في أمرها ومضى الوقت بينهم ثم صعدت سكون الى شقتها ويليها عمران وما إن دلفا كلتاهما واغلق عمران الباب وراءه حتى جذبها بعنوة حتى ارتطمت بعظام صدره الصلبة وردد بقلق وهو يخلع عنها حجابها
مالك يا سكون شكلك متغير وفي حاجة مضايقاكي
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه بنفي
مفيش حاجه اني زينة الحمد لله .
قائلا
هتخبي على عمران وجعك ياسكون أني بعرفك من النظرة بعرفك من النفس حافظك وعارفك اكتر ما انت ما عارفة نفسك .
لم تستطيع تخبئة مشاعر الحزن بداخلها أمامه فهو يكشفها دائما وتلقائيا هبطت دموع عينيها مما احزنه بشدة وجعله يرفع يده الى وجهها ويجفف عبراتها بأنامله بحنو بالغ
اكيد سمعتي سؤال الحاجة زينب وكلامها وده اللي مخليكي
متضايقك ده وهتبكي
واسترسل وهو يمرر يداه على وجنتها كي يشعرها بالأمان
بس دي كلام عادي بتقوله كل ام لابنها وأني معرفتهاش حاجة عن اللي بيناتنا وقلت لها ان احنا الاتنين كويسين والموضوع وقت وهي داي الحقيقة يا سكون مكدبتش فيها
ارجوكي بلاش بكا بقي .
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة مما تشعر به من حزن بالغ على حالهما وتصب سبب ذاك الحزن عليها وحدها ثم تفوهت بما تراه صحيحا من وجهة نظرها ولكن أغضبه
كنت عارفة ان دي هيوحصل في يوم من الأيام وهو دي سبب للي عملته قبل سابق ولسه لما الأيام تمر وتوبقى سنين محدش هيتحمل أني دلوك بطلب منك تشوف مستقبلك بعيد عني علشان مينفعش تفضل راهن حياتك معاي وأني لساتي بتعالج ومستنية أمر الله .
ما أن أنهت كلماتها التي أنهكت قواها فالتقطت أنفاسها بصعوبة حتى ض ربها بقبضة يده بخفة على كتفها وهو يرمقها بغ ضب
ايه الكلام اللي ملهش معنى اللي هتقوليه دي
! لا أني هنفع اكون مع غيرك ولا انت عمر راجل غيري هيلمح طيفك يا سكون
واذا كان على الولاد قلت لك قبل سابق ان ما كانوش منك ما عايزهمش من غيرك واني صابر وملكيش دعوة بأمي واللي حوالينا أهم حاجه انت وبس
واسترسل باعتراض صارم
ومن اليوم ورايح ما عدتيش تنطقي الكلام دي من لسانك ابدا
وتابع حديثه وهو يهدأ من نبرته الصارمة وبدلها بأخرى عاشقة ودودة
أني عاشقك ياسكون والعشق دي مكبل في قلبي بقيود غرام عيونك مش عشق صورة ولا جسد له داي عشق الروح لروحها اللي متستغناش عنيها عشق الليل للقمر اللي لازمن وحتما الليل يحضن قمره كل ليلة عشق النهار لشمسه اللي لازمن تطلع تنور الكون وتزيده دفا
وأكمل وهو يرفع وجهها إليه حتى تسكن عيناها عيناه
سكوني .. هو ينفع الليل ياجي أعتم من غير قمره والنهار يطلع من غير شمسه اللي تنوره
استطاع بقربه المهلك تخدير أعصابها وبكلامه البلسم تهدئة روحها الثائرة كانت ولا تزال بقربه تشعر بأنها بين يداي الأمان تشعر بأنها تمتلك راحة الكون بأكمله لااا بل تشعر باكتمالها في كل شئ وأنها لن ينقصها شئ أبدا
كانت بين يداه أنثى مدللة تعتبره أبيها الذي تيمت من أبوته وهي صغيرة تشعر بأنه ابنها الذي
حرمت من بنوته وهي تنتظر فرج الله عليها وأخيرا بأنه أعظم زوج رزقها الله به ويبدو أن دعوة كثيرين شملتها مع عناية الله
ثم نطق فاهها المرتعش من قربه المهلك لحصونها
والله ياعمران كان دعوة حلوة جازت لي علشان اكده ربنا رزقني بيك
انت بالنسبة لي ابويا اللي اتحرمت منيه وأني لساتي عيلة صغيرة وابني اللي بعافر دلوك علشان يوبقى منك انت كل حاجة حلوة في حياة سكون ياعمران لااااا انت الحلو والحلا اللي في الدنيا بحالها معرفاش