بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


هدوء جلستهم رنين جرس الباب أكثر من مرة فأحدث جلبة مزعجة للجميع فأشار سليم لابنه قائلا 
شوف مين اللي على الباب ده.. 
نهض بدر ليفتح الباب فصعق حينما رأه يقف أمامه فصاح بتعصب شديد 
أنت جاي لموتك برجليك!! 
ابعده أيان عن طريقه ثم دخل لمنتصف السرايا حتى بات يقف بمرمى نظرات الجميع وعلى رأسهم فهد وآسر الذي نهض عن الطاولة ليلقيه بنظرة اشعلت داخلها النيران وكأنها ستبتلعه لتحرقه حيا حتى أن رجال فهد أسرعوا بالتجمع من حوله ومع ذلك لم يهتز له شعرة فكان يتطلع لفهد بنظرة عميقة يملأها غموض وقلق نجح في نقله إليه وإلى قلب أما تستطيع الشعور بابنتها حتى لو كانت على ألف ميل! 

........ يتبع.......... 
الدهاشنة 3... بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت... 
تستمر معكم فاعليات معرض راس البر للكتاب لليوم الثاني على التوالي .. حيث انطلق منذ الأمس في دورته الثالثة بالمدينة ..
يسعدنا تواجد حضراتكم وتشريفكم في خيمة إبداع وخصومات ولا أروع على كافة الإصدارات الجديدة والسابقة
كذلك تتوافر روايتي الجديدة الاربعيني الاعزب هناك
مكان المعرض مدينة راس البر بدمياط في شارع النيل بجوار فندق البوريفاج
توقيت المعرض يوميا من الخامسة عصرا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة... وخفق القلب عشقا.. 
الفصل السابع والثلاثون. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة أسماء ربيع شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
رسم على تعابيرهم علامات مختلفة ما بين الصدمة
والدهشة لجراءة هذا الوقح الذي أتى لمنزلهم وكأنه لم يفعل أي شيئا وحبس الشباب غضبهم الثائر تجاهه في حضرت الكبير فكانوا ينتظرون ما سيأمرهم به وما نجحوا بفعله فشل به آسر الذي ترك الطاولة ثم اتجه ليقف مقابله وجها لوجه ليكسر حاجز الصمت حينما قال بنبرته المتعصبة 
أنا قولتلك لو دخلت البيت ده برجليك تاني أنا اللي هقطعلك رقبتك. 
ورفع يديه ليقبض على رقبته وچحيم غضبه يخيم على حدقتيه القاتمة فكان علىعبد الرحمن وأحمدالذي كان
يجلس ليتناول طعامه بالتداخل على الفور دفع عبد الرحمن أيان للخلف بينما قيد أحمد وبدرذراعآسرالقوي فصړخ به أحمد بضيق 
اهدى يا آسر وإحترم وجود عمي! 
مغيب هو عن وجود أي أحدا لجواره فكل ما تلتقطه عدسة عينيه هو صورة ذلك اللعېن القذر كاد بالھجوم عليه مجددا فمنعه سليم ليأمره بصرامة 
كفياك يا آسر خلينا نشوف جاي عايز أيه! 
تركت راوية مقعدها بعدما التصقت به لفترة في محاولات مستميتة لأن تحرك ساقيها فدنت منه ثم قالت بنبرة مهتزة أحبالها 
بنتي كويسة 
كان يقف كالصنم يتجاهل جميع من حوله فنظراته لا ترى أحدا سوى فهد الذي مازال يجلس على مقدمة طاولته ويتطلع له بسكون مريب قاطعه حينما نهض عن مقعده ليقترب منه بخطوات بطيئة لا تليق سوى بهيبته ليقف من أمامه ثم رفع عصاه الانبوسية المميزة ليضعها على كتف أيان رافعا صوته بكل شموخا 
جاي ليه يابن المغازي! 
تحرر لسانه عن سكينته حينما قال
أنت عارف كويس يا فهد اني مستحيل هدخل بيتك وهقف قدامك كده غير وأنا مجبور .. 
ابتسم آسر ساخرا 
ده لانك اتعودت ټضرب من تحت لتحت زي الستات ما بتعمل بالظبط فوضع الرجالة مش مناسبك في المواجهة. 
تحمل غلظته وابتلع اهاناته التي كان مذاقها كالعلقم واسترسل حديثه وعينيه مازالت تتطلع لفهد 
بنتك في المستشفى ومحتاجة نقل للنخاع الشوكي منك أو من ابنك.. فكان لازم أجي وأعرفك... 
اعتلت الصدمة وجوه الجميع وانطلقت صرخات راوية لتعاون البعض في استيعاب تلك الكلمات الثقيلة رددت پبكاء وۏجعا 
بنتي عملتوا فيها أيه... لأ.. 
تلك المرة فشل الشباب بأكملهم إيقاق آسر الذي انهال عليه بلكمات افتكت بوجهه الذي ڼزف بغزارة أمام قوته وشراسته بالھجوم لم يتوقف تلك المرة الا حينما جذبه فهد وهو يصيح بانفعال 
وبعدهالك! قولتلك متتدخلش في الموضوع ده اتحكم في اعصابك. 
رد عليه آسر باندفاع 
بعد اللي سمعته ولسه بتقولي أتحكم في أعصابي! 
نهض أيان عن الأرض ثم جذب جاكيته الملقي أرضا ليرتديه باهمال وتحرك بخطوات مجهدة تجاه باب الخروج وهو يقول بصوت يكاد يكون مسموع 
أنت عارف طريق المستشفى كويس.. 
وقبل أن يخرج من الباب استدار برأسه تجاه كبيرهما وقال بكره نجح بزرعه في لهجته 
ومتفكرش مجيتي هنا معناها ان العداوة اللي بينا انتهت يا فهد اللي بينا مش هينتهي غير پموتك أو بمۏتي. 
وغادر تاركا النيران تنهش قلب تلك الأم المسكينة التي تتمزق على ابنتها
بۏجع فلم يعينها وجود تسنيم وحور وباقي النساء لجوارها بل كل ما تراه هو زوجها فأسرعت اليه لتقف من أمامه قائلة پخوف من هدوئه الغريب
فهد.. قولي انك مش هتتخلى عن بنتك وتسبها ټموت! 
شدد يديه على طرف عصاه ليجيبها ببرود غامض 
بنتي! هو أنا ليا بنات! 
حرصت بأن يصل الهواء لمجرى تنفسها فهي بحاجة بأن تسترد وعيها سريعا لأجلها فقالت بدموع ترقرقت بعينيها
لا مستحيل تعملها روجينا من لحمك ودمك يا فهد حرام عليك... هتقدر تعيش وانت شايل الذنب ده. 
لم يهتز له جفن ملأ السخط نظراته المتجهة إليه فتراجعت للخلف بظهرها وهي تردد پصدمة 
مبقتش عارفة الانسان اللي عايشة معاه بس لا يا فهد أنا مش هقعد وأتفرج على بنتي وهي بټموت أنا وابني مش هنتخلى عنها سامع! 
وجذبت الجلباب الأسود الذي تحمله تسنيم ثم عقدت حجابها حول رأسها بإهمال لتتجه الخروج وهي تشير بيدها إليه 
يلا يا آسر. 
تلك النظرة العميقة المتبادلة بين الأب وابنه غامضة حتى عليها فكانت حائرة فيما يلقنه فهد من تعليمات غريبة اتنقلت لمن يتقبلها ويعلم بفك شفراتها علاقتهما خاصة وفريدة من نوعها يحترم بها الابن ابيه والاب يحترم ويقدر ڠضب ابنه وثورته خشى سليم ان تزداد الامور سوءا بين ابن عمه وزوجته فظن كما ظن الجميع بأنه سيمنع آسر من الخروج ولكن تبادل النظرات الصامتة بينهما جعل الجميع في حيرة مما يحدث حتى انتهى الأمر بينهما بإيماءة رأس آسر ليتجه للخروج وهو يشير لوالدته بأن تمضي لجواره فاتبعه بدر وأحمد.. 
بسرايا المغازية 
استمعت للمتصل بحرص شديد فامتعضت معالمها فور سماع هذا الجزء الغير محبب لها ثم قالت پغضب 
لسه عايشة!!! هي البت دي بسبع ترواح! 
هدأت قليلا وهي تضيف بابتسامة شيطانية 
وتفتكر فهد هيرضى يتبرعها أو هيقبل يخلي ابنه يتبرع! 
اليوم كان بالنسبة لها انتصارا عظيما فما يسعدها حقا بأنها تخلصت مما تحمله بين أحشائها لا تعلم بأن ما تحمله لم يكن عائقها أبدا بل حبها النابض بداخل قلبه! 
يا كسرة هذا القلب المسكين الذي يعاني منذ تلك اللحظة التي اشتد بها عود ابنتها ليتها ظلت تلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل القصيرة فلا شك بأنها كانت ترتكب الأخطاء ولكن على الأقل كانت تضمها لصدرها وتحتويها ولكن الآن فشلت في ضمھا اليها فباتت ابنتها المدللة متمردة عنيدة تأبى الخضوع إليها ولكن كل ما حدث معها لا يساوي ۏجع تلك اللحظة القاسېة وهي ترى ابنتها تستلقى وسط عدد ضخم من الأجهزة حتى لم تكن بحاجة لتسأل الطبيب عن حالها فمن يرأها بتلك الحالة المذرية يقسم بأنها على شفى حفرة المۏت خرت قوة رواية لتصرخ باكية وهي تهرول لفراشها
بنتي حبيبتي قومي يا نور عيوني قومي يا حتة من قلبي.... ليه تعملي فينا وفي نفسك كده... ليه يا بنتي أنا مربتكيش على كده والله ما أثرت معاكي.... يا رب كله الا عيالي خد عمري وهي لا... 
وانحنت ساقيها أمام ذاك الفراش الذي تعيقه الاجهزة فتمنعها حتى من ملامسة يد ابنتها ظلت معها بالغرفة بمفردها بينما لم يضيع آسر الفرصة فاتجه لمكتب الطبيب أولا قبل أن يدخل إليها فما أن ولج للداخل حتى وجد أيان يستلقى على المقعد باهمال والطبيب يعالج چروح وجهه فما أن تطلع اليه حتى رأى بوضوح عينيه التي تترقرق بالدموع لم يعنيه الأمر كثيرا فيكفيه نظرة الكره التي يسددها اليه فبنهاية الامر هو الذي أوصل الأمور إلى هنا سحب آسر نظراته ثم تطلع للطبيب ليقول بلهفة 
أنا جاهز للاجراءات اللي حضرتك تطلبها يا دكتور. 
حانت من الطبيب نظرة جانبية لأيان الذي همس بصوت مرهق 
أخوها. 
جذب الطبيب الملف الموضوع على سطح مكتبه ثم اشار لهما بتتبعه وهو يردد بعملية 
كويس انكم اتحركتوا بسرعة لان الحالة غير مستقرة وللاسف الفحوصات والاشعات اللي هنعملها بتاخد وقت مش أقل من خمس أيام فكل ما اتحركنا بسرعة كل ما كان أفضل للحالة.. 
اتجهوا سويا خلفه حتى وصل لنهاية الرواق الطويل ليصل لغرفة قريبة من الغرفة التي توجد بها روجينا فما أن رأهم بدرالذي كان يقف أمام الغرفة ينتظر زوجة عمهم فقال الطبيب على عجلة من أمره وهي يشير للممرضة بالانضمام اليه 
أستاذ آسر حضرتك بتعاني
من اي أمراض مزمنة. 
أشار له بالنفي فقال بابتسامة مصطنعة 
كويس... هنتحرك على طول. 
وأشار للممرضة قائلا 
اتفضل مع الممرضة عشان نبدأ الفحوصات. 
ظل آسر محله وقبل أن يتبعها اقترب من أيان وهو يحذرة بنبرة شرسة 
متقربش من الأوضة طول ما أمي جواها فاهم! 
منحه أيان نظرة متبلدة تعكس ما يشعر به في تلك اللحظة فربت بدر على كتفيه وهو يشير إليه بتأهب 
متقلقش أنا مش هتنقل من هنا روح أنت.. وشوية وأحمد هينزل من عند ماسة. 
أومأ برأسه ثم غادر بهدوء رغم اشتعال نظراته التي تراقبان ذلك النذل الكريه إليه. 
طرق أحمد على باب الغرفة ثم ولج يبحث بعينيه عن يحيى فوجده يجلس على المقعد المجاور لفراشها وعينيه متورمة من فرط الإجهاد فاقترب وانحنى بجسده
ليطبع قبلة حزينة على جبينها ثم قال وعينيه تتطلع اليها 
مفيش أي جديد يا يحيى! 
هز رأسه نافيا 
لا لسه زي ما هي.. 
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا 
كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني.. 
اتجهت نظراته المحطة اليه ليجيبه بابتسامة يجاهد لرسمها 
مكنش ينفع أقلقك في يوم زي ده يا عريس. 
انكمشت معالمه بضيق 
عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا
حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي. 
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا 
طب يلا ارجع البيت كده غير هدومك وريحيلك ساعتين.. 
التقط منه الجاكيت ثم أعاده لمحله وهو يقول 
لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده.. 
رد عليه بتصميم 
يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها
 

تم نسخ الرابط