بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


كل مكان وكنت ھموت من القلق عليكي حتى موبيلك سايباه هنا واټرعبت أقول لبدر حاجة. 
التقطت انفاسها بصوت مسموع وهي تخبرها 
الحمدلله انك مقولتهولش حاجة. 
تجاهلت ما قالته ثم سألتها باهتمام 
إنتي روحتي فين! 
بحزن شديد قالت 
أنا ربنا نجدني يا رؤى.. 
كلماتها المبهمة جعلتها تعود بسؤالها بعدم استيعاب 

أيه اللي حصل! 
تملكتها الدموع وهي تقص لها 
كريم زميلي اللي كلمتك عنه قبل كده اټهجم عليا امبارح ولولا شاب ربنا بعته ليا أنقذني من تحت أيده كان زماني وقعت في کاړثة مفيش مخرج منها. 
برقت بعينيها وهي تتساءل في هلع 
وأنتي كويسة! 
علمت ما تقصده بتلميحاتها فقالت 
ملحقش يعمل حاجة الشاب ده أنقذني مرتين مرة من الحقېر اللي اسمه كريم ده والمرة التانية لما وقعت في المياة. 
وبهيام أضافت 
أنا معرفتش أشكره كويس على اللي عمله معايا كل اللي فكرت فيه اني أرجع بسرعة قبل ما بدر يأخد باله إني مش موجودة أنتي عارفة لو عرف حاجة زي كده ممكن يعمل أيه! 
احتضنتها رؤى بجسد مرتجف وهي تردد بارتباك عصف بها 
مش مهم كل ده المهم انك بخير الحمد لله ربنا بيحبك عشان كده بعتلك اللي ينجدك. 
ومن ثم ابعدتها عنها لتحاوط وجنتها بأصبعيها وهي تستكمل بدمعات غزت وجهها الأبيض 
أنتي متعرفيش أد أيه الاحساس ده صعب إنك تعيشه أصعب من المۏت بمراحل وميعرفهوش غير اللي عاشه وإختبره. 
منحتها روجينا نظرة شك أنهتها بسؤالها
الصريح 
أنتي فيك أيه يا رؤى من يوم ما رجعتي مصر وأنتي مش طبيعية حتى طريقتك وكلامك! 
ابتعدت عنها ومن ثم جلست على الفراش لتبكي بصمت مما أكد للأخرى صدق حدسها فاتبعتها لتجلس جوارها ومن ثم قالت پخوف 
في أيه! 
خرجت عن صمتها أخيرا لتبوح عما يضيق بصدرها 
أنا اتعرضت لنفس اللي انتي واجهتيه يا روجينا بس الفرق بينا إنك لقيتي اللي يساعدك لكن أنا لأ. 
جحظت عينيها في صدمة فلطمت وجهها وهي تهمس بعدم استيعاب 
يا نهار أسود أيه اللي بتقوليه ده ازاي وأمته وفين! 
ردت عليها بدموع تدفقت لتفيق الآلآم بداخلها 
كنت بحاول أنسى الإنسان اللي حبيته ففقدت نفسي.. 
ورفعت وجهها مقابلها وهي توضح لها پانكسار 
عيشتي في أمريكا أثرت عليا وڠصب عني اندمجت بعادتهم وبقيت زيهم لدرجة إني بقيت متقبلةمع الشخص اللي بحبه مش شرط يكون بعقد جواز.. 
وتطلعت لها وهي تسترسل بحرج 
ولما حبيت وجيت أعمل كده الإنسان اللي حبيته رفضني ورفض تفكيري ده حسيت وقتها إنه بنى آدم متخلف وراجعي..
أجابتها بسخط 
متخلف وراجعي! .. ده راجل بجد وحبك بجد وأكيد كان هيصونك! 
أغلقت عينيها بإلم وكأنها تحارب تلك الغصة المؤلمة التي هاجمتها لتو ومن ثم استطردت لتفيض بما يعيقها 
لما رجعت كنت عايزة أنتقم من اللي عمله بس مكنتش أعرف إني بنتقم من نفسي إحساس انعدام الثقة برفضه ليا خلاني زي المچنونة اللي عايزة تسلم نفسها لأي حد لمجرد إنها تأكد لنفسها إنها جميلة ومرغوب فيها! 
صعقټ مما استمعت اليه ومع ذلك تماسكت وهي تسألها بإهتمام 
وبعدين 
التقطت نفس عميق قبل أن تجيبها 
قابلت شاب من مصر وبيدرس معانا بنفس الجامعة كان معجب بيا وأنا حسيتها فرصة أحاول بيها أنسى اللي حبيته وخروجة في التانية طلب مني أروحله حفلة عيد ميلاده وفعلا روحت وكان هناك عدد بسيط من أصدقائه ونصهم كانوا من نيويورك قدملي مشروب ولما شربته حسيت بجسمي بيتخدر ومحستش بأي حاجة بعدها غير وهو بياخدني أوضته اللي كان فيها اتنين من أصحابه وأنا مصدومه ومش قادرة حتى اني أصرخ والغريبة بقا انه مش شايف نفسه عمل حاجة لأنه متأكد إن الشرف عند الامريكان مش شيء مهم زي مانا كنت فاهمه حسيت ان ربنا بيعاقبني على طريقة تفكيري وعلى خسارتي الكبيرة للشخص اللي حبيته أنا من اللحظة دي يا روجينا فقدت نفسي وحياتي بقت بتضيق عليا إحساس الإنكسار بشع وأنا انكسرت أكتر من مرة وفوقت بس متأخر. 
خيم الحزن على وجه روجينا فكلماتها غزت قلبها بسهام قاټلة فكيف للمرأة أن لا تشعر پألم إمرأة مثلها احتضنتها وهي تردد بصوت باكي 
وخبيتي عليا كل ده يارؤى أنا كان قلبي حاسس إن أنتي فيك حاجة مش مظبوطة ودلوقتي اتاكدت.. 
شددت الأخرى من احتضنها لتترك العنان لشهقات دمعاتها المكبوتة بالإنفلات بكت بصوت مرتفع كاد بأن يذبح روجينا التي حاولت بكافة الطرق تهدئتها فأبعدتها عنها وهي تزيح دموعها ثم قالت بحزن 
ليه سكتي عن حقك مرفعتيش قضية عليه ليه وبهدلتي الدنيا 
ابتسمت ساخرة 
مش دي كانت رغبتي من الأول يمكن ربنا عمل كده علشان أحس
باللي كنت ناوية أعمله بنفسي وأعرف قيمة الشخص اللي ضيعته
من إيدي بمنتهى السهولة. 
تطلعت لها مطولا ثم سألتها بتريث 
مين الشخص ده 
ابتلعت ريقها بتوتر وكأنها لا تملك الجرءة الكافية لإجابتها ومع ذلك أصرت روجينا بسؤالها من جديد 
مين يا رؤى 
بدر. 
ذهلت للغاية ورددت پصدمة 
بدر!!... أنتي بتهزري صح 
ردت عليها بضيق 
تفتكري هيجيلي نفس أهزر وأنا بتكلم عن موضوع زي ده! 
قالت مسرعة 
مقصدش يا حبيبتي بس بدر طبعه صعب وأنتي أكيد عارفة ده كويس إزاي قدرتي تقوليله كده! 
عبست بنظراتها الحزينة وهي تجيبها 
معرفش قولتلك كنت متأثرة بعادتهم وأنا لا شكلهم ولا زيهم. 
استوقفتها ذاتها للحظات وكأنها تخطو على نفس منهجها حينما كانت تلحق خطى صديقة السوء تقى تذكرت كم إنخلع قلبها حينما ازاح هذا الحقېر حجابها الذي حاولت الاخرى اقناعها بالتخلي عنه فحينما غاب عنها شعرت ربما لأنها لا تشبههم لا تعلم لما عاد حديثحور
ليلمع بعقلها بتلك اللحظة عن صاحبة السوء ومن ثم تم الغزو على عقلها بتذكرها لذاك الشاب الوسيم الذي سلب مفتاح قلبها المغلق ليعلقه بين يديه ليعيد من أمامها ملامح وجهه الرجولي الذي احتفظت بها لنفسها وخاصة إسمه الذي بات مميزا لها باللحظة التي قرأته عينيها! 
كان عليه العودة للبلد قبلهما لأمورا هامة متعلقة بأمور مزارع الفواكه التابعة إليهم فأوصى السكرتير الخاص به بإرسال الملفات اللازمة بصحبة تسنيم التي تستعد للسفر بالغد فذهبت للمصنع لتحصل على الأوراق اللازمة لتحضرها بالحقيبة الصغيرة التي وضعها آسر على سطح مكتبه اضطرت للبقاء بمكتبه لفترة طويلة حتى ترتب ما ستحتاج إليه حينما تأتي بالغد وبتلك الحجة بقيت لوقت طويل بداخل مكتبه لا تعلم ما الذي يصيب جسدها كلما لامست غرض يخصه جتى قلمه المعلق من أمامها! 
مقعده يشعرها بحنان غريب وكأنه هو من يحتضنها برفق إحساس الأمان والدفء الغريب الذي استأنست به بداخل غرفة مكتبه جعلتها تشعر بأن هناك ما يربطها به فربما أصبحت تحبه لا هل هذا العشق الذي يتنقل على لسان قيس وليلى.. أم روميو وجوليت! 
ولجت حور للمصعد ثم كادت بأن تغلق بابه لتستعد بالصعود لشقة الفتيات فاوقفه أحمد ومن ثم ولج للداخل فرسمت الابتسامة على وجهه وهو يردد بحماس 
حور.. عملتي أيه في الامتحان 
ابتسمت حينما رأته يقف أمامها فتلعثمت بقول 
الحمد لله الامتحان كان سهل وكل اللي ذكرته لقيته. 
تعالت ضحكاته وهو يخبرها بغرور 
دي بركات الأكل اللي عملته والقهوة اللي خليتك تركزي كده. 
قالت بمرح 
شكله كده وتقديرا للي عملته هطلع أغير هدومي وأعملك أحلى طاجن ورق عنب باللحمة. 
ضحك وهو يشير لها 
كده هصحى اعملك فطار وقهوة كل يوم. 
قالت بمرح 
خلاص أنت عليك الفطار وأنا الغدا. 
فتح باب المصعد بعدما توقف وهو يجيبها 
معنديش مانع مدام هناكل اكلة ترم العضم. 
استدارت تجاهه قبل ان تدس مفتاحها بالباب لتخبره على استحياء 
قولي بس على الغدا اللي تحبه وأنا عيوني ليك يا أحمد والله. 
انخطف قلبه مع تردديها لأسمه بصوتها الرقيق منحها ابتسامة مصطنعة قبل ان يدلف لشقته المقابلة لها فجلس على أقرب مقعد وكل تفكيره مركز بها وبكل ما يخصها حتى صوتها وارتدائها لخمار فضفاض ببساطة لم يترك شاردة وواردة تخصها الا وفكر بها عن دون قصد وكأن قلبه اصبح متصل بها هي على غير عادته! 
بعدما ذهبت لغرفته باحثة عنها علمت من خدمة الغرف بأنه يجلس بالأسفل فبحثت عنه بعينيها حتى اهتدت بمحله لتجده يجلس بطلته الخاطفة للانفاس ويرتشف من كوب العصير الموضوع من أمامه بثبات يفتك بقلبها الضعيف ارتبكت روجينا وأخذت تعدل من حجابها ومن ثم يزداد عقلها تشتت بالتفكير عما ستبدأ بقوله ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه وهو يتابع انعكاس صورتها بالمرآة من أمامه ومازال لا يمنحها اهتماما يجلس باتزان وثقة تجعله مرغوب به يعلم كيف يستغل وسامته وثقته بذاته في الفتك بقلوبهن وكأنه كان على ثقة بأنها من ستتأخذ الخطوة الاولى وجدها تقترب منه حتى أصبحت بمرمى بصره فابتسمت وهي تردد على استحياء 
كنت
بدور عليك. 
وضع أيان كوب العصير من يديه وهو يردد بثبات 
عني انا ليه خير! 
عبثت بأصابع يدها بارتباك وخاصة حينما قال 
قررتي تقدمي بلاغ ولا أيه 
ارتبكت روجينا للغاية وكأنه اكتشف حجتها للقاء به مجددا فقالت بتوتر 
لا بس كنت حابة أشكرك اتاني مرة على اللي عملته معايا.. عن أذنك. 
وكادت بالمغادرة فنهض أيان ليقف أمامها ومن ثم قال وهو يسبل بنظراته بعينيه الرمادية الفتاكة 
طيب الشكر بيبقى بالجفاء ده! 
کسى وجهها لون احمر قاتم فبللت شفتيها بلعابها وهي تتساءل بعدم فهم 
إزاي! 
قال بنظرة ماكرة تعمقت بالتتطلع لعينيها 
أقصد انك على الاقل تشربي معايا حاجة. 
تنفست بارتياح لفهم مقصده فأشار بيديه على المقعد المجاور له فجلست وهي تراقبه باهتمام وقلبها يتراقص طربا لقربها منه لا تعلم كيف اعجبت به سريعا هكذا على الرغم من إنها ترتدي دبلة تخص رجلا غيره بقت نظراته الثاقبة مسلطة عليها الى ان قاطع الصمت بينهما بصوته الرجولي الخشن 
تحبي تشربي أيه 
أجابته بعد تفكير 
عصير برتقان.. 
أومأ براسه ثم رفع إصابعيه للنادل الذي اتى
مسرعا ليردد باحترام 
تحت أمرك يا أيان باشا. 
أخبره بمطلبه ليغادر سريعا فقالت روجينا بتخمين 
واضح انها مش اول مرة ليك بالفندق هنا! 
ابتسم وهو يجيبها 
أغلب الصفقات اللي بتممها مع العملاء بتكون هنا شغلي متنقل بين القاهرة وإسكندرية والصعيد. 
بكل اهتمام تساءلت 
ليه بتشتغل أيه 
منحها نظرة مطولة قبل أن يجيبها 
رجل أعمال وتجارتي الاساسية مصانع للأعلاف..
نظراتها كمنت بالأعجاب تجاه هذا الشخص الذي حمل صفات مشتركة من فتى أحلامها وضع النادل العصير من امامها فأشار لها أيان بتناوله فارتشفت منه بضع قطرات ليعم الصمت من جديد ليكسره هو حينما تساءل 
طمنيني ابن عمك زعقلك او قالك حاجة على بياتك بره 
قالت وهي تطلع له
لا الحمد لله معرفش. 
رفع حاجبيه وهو يخبرها بهدوء 
أنا لازم امشي... عن أذنك.. 
نهض ليقف من أمامها ثم قال بصوت جعله متلهف 
طب مش هشوفك تاني انا حتى معرفش اسمك ايه 
خطڤتها السعادة وهي تخبره بابتسامة رقيقة 
 

تم نسخ الرابط