بقلم اية محمد رفعت
توب العفة
أنا كنت بحاول أقربلك عشان أقدر أفهمككنت واثق إنك مختلفة عني ومتلقيش بيا وبالرغم من كده كنت مخلص ليكي لأخر لحظة ليه تعملي فيا كده انتي كل مرة بتهنيني وبتهيني رجولتي لكن لا يا روجينا المرادي لا وألف لا.
وتركها وكاد بمغادرة الغرفة فركضت خلفه لتنحني أسفل قدميه فتمسكت بساقه وهي تبكي بحړقة وبصوت متقطع قالت
والتقطت أنفاسها الثقيلة بصعوبة
أنا حاولت أحبك معرفتش وبعد كده ظهر هو في حياتي معرفش ازاي سيطر عليا وخلاني أحبه وأثق فيه ووفقت أتجوزه بس مكنتش أعرف إنه ضحك عليا وإن ده مكنش جواز و إني كنت مجرد وسيلة عشان ينتقم من أبويا وآسر.
إنتي بتتكلمي عن مين
بكت بړعب من تلك المواجهة الشبيهة بچحيم المۏتى التي تراه بعينيه فخرجت الحروف متقطعة والخۏف يندث من خلفهما
آ.. ي.. ا.. ن آيان المغازي
مش قولتلك رخيصة سلمتي شرفك لابن المغازي يا فجرة..
وضغط بيديه على شعره حتى كاد بإقتلاع جذوره فجاب الغرفة ذهابا وإيابا ومن ثم توقف أمامها وهو يصيح بحدة
أنتي عارفة عمي لو عرف الموضوع ده هيجراله أيه!
ضمت جسدها إليها وهي تردد باڼهيار
انحنى تجاهها ليضحك ساخرا
إنتي فاكرة الكلب ده عمل كل ده ليه! عشان يكسرنا كلنا بسببك وبصراحة عرف يختار صح مكنش يقدر يعمل كده مع ماسة أو حوار عشان كده إختارك انتي.
كلماته نغزت قلبها كالخناجر المسنة ومع ذلك تقبلتها لأنها تستحق أكثر من ذلك انتصب أحمد بوقفته فسيطر على انفعالاته قليلا حتى يتمكن من التفكير سكن لدقائق ومازالت تحتضن جسدها المرتجف پخوف إلى أن سكنت حركة أحمد التي جابت الغرفة بأكملها فإتجه نحوها أخفت روجينا جسدها بيدها ظنا من أنه سيقتلها أو ربما سيوسعها ضړبا ولكنها وجدته يتجه بها للأريكة فجلس عليها وهو يشير لها لتستمع لما سيقول باهتمام
ثم التقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد
الفرح هيتعمل في معاده وانتي هتفضلي هنا مش هنسافر الا قبل الحنة بيوم عشان محدش يأخد باله من الاعراض اللي عندك سامعة
أومأت برأسها عدة مرات فمنحها نظرة حملت معنى التقزز والكره قبل أن يقول
وتركها وغادر للشقة المقابلة لهم فما ان تأكدت حور من رحيله حتى هرعت إليها تسألها پخوف
أيه اللي حصل أحمد قالك أيه
اختبأت روجينا باحضانها وهي تقول پانكسار
أنا ليه عملت في نفسي كده يا حور انا إزاي قدرت أثق في الحيوان ده.
ابتعدت عنها وهو تتساءل بذهول
انتي بتقولي أيه
أجابتها بدموع غزت وجنتها
كان بيستغلني عشان ينتقم من أبويا يا حور وقالي ان عقد الجواز ده مزيف يعني اللي كان بينا مكنش غير ژنا!
عاتبتها الاخيرة پبكاء
قولتلك يا روجينا بس أنتي مصدقتنيش اللي بيحب حد بيحافظ عليه وبيدخل البيت من بابه مش بالطريقة دي.
القت برأسها على الحائط من خلفها وهي تندب بندم
يارتني سمعت كلامك يارتني كنت مۏت قبل ما اعمل في نفسي كده..
وفتحت فمها عل الهواء يصل لرئتيها المسدودة
أحمد ميستهلش اللي عملته فيه ده أنا مستحقش أعيش يا حور.
احتضنتها لصدرها ثم قالت بحنان
اللي فات مش مهم المهم
إنك فوقتي ورجعتي لنفسك يا روجينا.
قالت باستهزاء
بعد أيه بعد ما ضيعت نفسي!
وضړبت بطنها بيدها معا وهي تصرخ بانفعال
شهقت حور پصدمة
أيه اللي بتقوليه ده حرام عليكي دي روح بريئة ملهاش ذنب في كل ده.
أمسكت بيدها ونظراتها تتوسل لها
مش هقدر أشيل في بطني ابنه يا حور أنا لازم اتخلص منه أرجوكي ساعديني.
سألتها بدهشة
إزاي بس
ازاحت دموعها ثم نهض عن الأرض لتجذب حقيبتها فأخرجت الهاتف ومن ثم الرسالة التي أرسلتها لها احدى أصدقائها
ده عنوان دكتور بيعمل العمليات دي واحدة صاحبتي بعتتهولي لازم أروحله في أقرب وقت وأخليه يعملي العملية.
بدى الخۏف جليا على وجهها فقالت بارتباك
بس الموضوع ده مش سهل يا روجينا أكيد في إجراءات وتشديدات كتيرة.
أجابتها بحزن
لا متقلقيش الدكتور ده بيعمل الحاجات دي في السر..
صعقټ مما استمعت إليه فقالت پصدمة
انتي عايزة تدخلي الاماكن المشپوهة دي برجلك يا روجينا
انهمرت دمعاتها على وجنتها لتشير اليها باڼهيار
عندك حل تاني.
ارتخت معالمها فأزاحت الدموع العالقة بأهدابها ومن ثم ترددت في سؤالها
طب وأحمد
إنخلع قلبها فور ان تحدثت عنه فقالت بلهفة
لا مش لازم يعرف حاجه من اللي قولتها دي يا حور احنا هنروح بكره من وراه.
أومأت برأسها بالرغم من عدم اقتناعها بما ستفعله ولكنها تظنها خطوة ايجابية لتنسى هذا اللعېن وما فعله بها.
مرت ساعة كاملة ولم يشعر كلا منهما بالوقت فظهر الاسطبل على مرمى بصرهما فأشارت تسنيم بيدها عليه وهي تخبره بحماس
عايزة أشوف برق.
ابتسم وهو يتطلع تجاه ما تشير فغمز بعينيه
يالا.
سبقته بخطوات شبيهة بالركض حتى وصلت لبابه القصير فدفعته وكادت بالولوج فتذكرت ما حدث لها أخر مرة فتراجعت بظهرها للخلف پخوف ضحك آسر على مظهرها المضحك ثم قال
شايف الحماس غلبه الخۏف والجبن!
لكزته على صدره بضيق
لا موجود بس ميصحش نقتحم المكان في وجود صاحبه.
دنا منها فتراجعت للخلف فرفع يديه ليتمسك بالخشب الموضوع من خلفها على الجانبين ثم انحنى ليهمس بأنفاس لفحت رقبتها
المكان كله وصاحبه ملكك..
فتحت عينيها المغلقة فالتقت عينيها التائهة بنظرات عينيه العميقتين فشعرت بنفس إحساس الأمان الذي يهاجمها كلما إقترب منها غفلتها تلك كانت فرصة له بالاقتباس من رحيقها الخاص فجحظت عينيها في صدمة قربه الشديد منها دفعته تسنيم ليبتعد عنها فتعالت ضحكاته حينما وجدها ترمقه بنظرات مغتاظة فابتعد عنها وهو يشير اليها
هجيب السرج وجاي.
تعالي..
اخفت يدها معا للخلف وكأنه سيلتهما
لا مستحيل.. انت بتهزر.
منحها آسر ابتسامة جذابة قبل أن يتابع باستنكار
غريبة إنك بتحبي الخيل ومع ذلك عمرك ما فكرتي تركبيه
ردت عليه بنزق
وأيه الغريب في كده عادي بحب أتفرج عليه بس من بعيد..
اقترب بخيله منها ثم قال بصوته الرخيم
مش هتندمي صدقيني.
تراجعت خطوتين للخلف وهي تشير له بانفعال
قولتلك لا..
ضم شفتيه معا بخبث ثم أشار لها بعدم مبالاة مصطنع
براحتك بس متلوميش الا نفسك.
لما تفهم ما قال الا حينما تحرك بالخيل تجاهها فركضت تسنيم وقد ظنت بأنها ستحظى بالفرار فوجدته ينتشلها بذراعيه التي اجبرتها على الصعود أمامه تعلقت برقبتها وهي توزع نظراتها بينه وبين الأرض بعدم استيعاب لما فعله وحينما
استعابت صړخت بړعب
لا نزلني..
واحتضنته بقوة كادت بقطع التيشرت الخاص به فابتسم وهو يردد بمكر
أنزلك أيه بس أنا حبيت الخيل أكتر من الأول.
ابتعدت عنه بحرج فصاح بمكر
هتوقعي كده وهتتعقدي من الخيل.
عادت لتتشبث به من جديد فابتسم بانتصار وضمھا بيديه المتمسكة بلجام الفرس فتلك اللحظات تمنحه سکينة لم يشعر بها سوى بقربها منه.
بالجناح الخاص ببدر.
نومه الثقيل جعله لا يشعر بما حوله فظل نائما حتى الساعة الرابعة عصرا مما جعلها في حالة من الضيق والتذمر لعدم جلوسه للتحدث معها فاقتربت منه رؤى بملل بعد أن قامت بمحاولة ايقاظه للمرة التي تعدت الخامسة فهزته تلك المرة پعنف وهي تصرخ بصوت مرتفع للغاية
بدر.
ظنه أحمد كالمعتاد فلف ذراعيه ليطرحه على الفراش ثم كور يديه بلكمة قوية كادت باستهداف وجهها لولا أن تأكدت عينيه بمن يرى فارتخت عضلات جسده ليردد باستغراب
رؤى!
أخفت وجهها بين يدها وهي تردد پخوف
أنت هتضربني من أول يوم ولا أيه!
عاونها على الجلوس ثم قال بنظرات عاشقة
تنقطع إيدي لو تتمد عليكي يا روحي أنا بس لسه متأقلمتش على الوضع الجميل ده.. كنت فاكرك أحمد.
همست پخوف من خلف حاجزها الخاص
يعني أمان
أشيل إيدي ولا
أيه
ضحك بصوت مسموع ليقربها من صدره
أنا الأمان بنفسه عيب تسألي السؤال ده.
ابعدت يدها عن وجهها ثم دفعته بعيدا عنها لتبتلع ريقها پخوف
بعد اللي شوفته لازم أسال مرة وإتنين وعشرة.
منحها نظرة خبيثة قبل أن ينحني تجاهها
لا أنا مقدرش على زعلك.
زحفت للخلف وهي تشير اليه بتوتر
بتعمل أيه
قال وهو يقترب منها بمكر
هحاول أصالحك.
وجدت خۏفها يتبدد أمامه لتنغمس بين أحضانه مثل الأمس تعالت ضحكاتها حينما أخبرها بما كان يحدث له من وراء نومه الثقيل فكانت تلك من الصفات التي لم تعرفها عنه قط ولكن راق لها تودده إليها ليصطحبها في رحلة لا تخص سواهما..
بالمندارة
كان يجتمعفهد بعدد من الرجال ليشكو من ابن عم والده الاغلب يشكو من سيطرته على أراضي الفلاحين وتأخره بدفع إيجار الأرض ومن يطالبه بذلك يهدده بمركزه فيهابه الضعيف والقوي فمنحهم فهد وعدا قاطع بالتداخل في حل الأمر واعادة الحقوق لأهلها فما أن غادر التجمع الغفير حتى اجتمع رجال المنزل فقال سليم باستياء لما يحدث
مهران سايق فيها على الكل يا كبير ولازمن يتحطله حد.
أضاف عمر بضيق شديد مما استمع إليه من شكاوي غير مرضية بالمرة
اللي خلاه مستقوي على الناس كده لأنه مفكرنا هنسانده وهنقف في دهره بعد ما اتجوز بدل فهد من البنت دي!
اضاف جاسم بإنفعال
كنه كان بيعملها جميلة عشان نفضل نسدد الدين لحد النهاردة.
قال يحيى والډماء تغلي بعروقه
يعني هو ميستقواش الا على الناس الغلابة اللي الأرض هي مصدر دخلهم الوحيد لو سكتنا المرادي كده الناس هتفقد الثقة إن الكبير هيرجعلهم حقوقهم.
سارت المناقشات بينهما وفهد يستمع لما يقال بصمت كان بمثابة عد تنازلي للقادم فانتهت الهمسات فيما بينهما وكفوا عن الحديث لينصتوا لما سيقال
مفكر إني هقعد وهتفرج على مصايبه يبقى ميعرفنيش واصل.
ثم رفع صوته لينادي أحد رجاله فما أن حضر أمامه حتى أمره بحدة
تروح لحد داره وتقوله يجيني بكره والا هيفتح على نفسه أبواب جهنم.
أومأ الرجل برأسه وهو يردد باحترام
أمرك يا كبير.
وغادر على الفور فاستأذن الخادم بالدخول ليضع صينية الشاي على الطاولة الصغيرة ثم اتجه للمغادرة فتعجب حينما رأى ماسة تتبعه للمكان