بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


الخمسة عشر مرة ولم ياتيها رده بات القلق يستحوذ عليها بشكل
كبير فأرسلت اليه رسالة مسجلة والحزن والقلق كفيل بجعل صوتها مرتعش كالرعد الذي يضرب القمر فيجعله يرتعد خوفا 
أيان أنت فين من الصبح بكلمك مش بترد عليا أنت زعلان مني في حاجة.. يمكن أكون عملت حاجة تزعلك وأنا مخدتش بالي.. أرجوك رد عليا أنا قلقانه عليك.. آآ.. أنت وحشتني أوي مشفتكش امبارح ولا النهاردة.. أرجوك حاول تطمني عليك.. أنا حاسة اني هيجرالي حاجة من كتر تفكيري بيك. 

على الجانب الأخر.. 
فتح هاتفه ومن ثم فتح الريكورد المسجل وعينيه منصوبة على الطريق بنظرات خالية من الحياة مازال يتذكر مواجهته بألد عدو له كان يقف أمامه ويتحدث إليه وتركه دون أن ينتهي منه لكم مقود السيارة پغضب كفيل بجعل السيارة تنقلب في حاډث مزري تجاه عصبيته الدامية ولكن لولا مهاراته بالقيادة لانقلبت به بالفعل استمع أيان لصوتها الباكي فشعر بوهلة بتخبط بمشاعره ما بين الفرحة والغرور بأنه سيقتص منهما قريبا وما بين التوتر والارتباك من شعوره بشيء حاد يخترق قلبه لسماع صوتها الباكي ثمة شيئا غريبا يلامس قلبه حينما يستمع لصوتها والأغرب من ذلك مشاعره التي تتحرك حينما تكون معه وبين يديه ظنها بالبداية غريزته الذكورية هي من تحركه تجاهها ولكن بات الأمر الآن غير مفهوما بالنسبة اليه فأغلق الهاتف في تحد لذاته بأنه لم يتغير بل هو مثلما كان عليه حتى انه لن يهتم برسالتها مثلما كان يفعل سابقا فبات طريقه للصعيد بمثابة حرب غير منصفة له ما بين الاتصال بها والثبات باتزانه الرزين! 
وصلت سيارة آسر أولا ليجد أحمد وعمه سليم باستقبالهم حتى حور اسرعت للاسفل لتضم رفيقتها بشوق وترحاب تشاركت به نادين التي رحبت بزوجة خالها ووالدتها واستقبلتهما أفضل استقبال ومن بعدهما لحقت بهما سيارة فهد فهبط منها ليسرع احمد باحتضانه ربت على ظهره بحنان وهو يردد 
اتوحشتني يا ولدي... كيف أحوالك! 
أجابه بابتسامة متسعة 
بخير يا عمي.. 
ثم اشار له بالصعود 
اتفضل.. 
صعدوا جميعا للأعلى فجلسوا بالردهة المطولة لتستقبلهما تالين بالمشروبات الباردة ومن ثم اسرعت تجاه عمتها لټحتضنها بشوق 
وحشتيني أوووي يا عمتو كان نفسي اشوفك.. 
احتضنتها الاخيرة بقوة ثم قالت 
حبيبة قلبي وانتي كمان والله وحشتيني انتي ورؤى..
وتساءلت باستغراب 
هي فين 
قالت ويدها تشير على غرفتها 
جوه هي وبابا.. 
انعقد حاجبها بذهول 
هو خالد نزل من السفر! 
هزت برأسها بنعم
فتساءلت بدهشة 
أمته ده وازاي ميقوليش! 
تطلع لها فهد بإشارة فهمتها رغم عدم استيعابها ما يحدث التقطت اذنيها صوت صغيرتها المنطلق بفرحة 
حمدلله على سلامتك يا بابا.. 
ابتسم فهد وهو يتطلع لها فترك العصا عن يديه ثم أشار لها بأن تسرع لاحضانه وبالفعل هرولت ليحتضنها باشتياق تتبعه قوله المعاتب 
كده متساليش عن أبوكي طول الفترة اللي فاتت دي حتى الاجازات اللي بتاخديها مبقتيش تنزلي فيهم البلد شكل عيشتك هنا عجبتك يا روجين.. 
ابتعدت عن احضانه وهي تجيبه بدلال 
حضرتك عارف اني بكره الجو في الصعيد هنا بكون مرتاحة أكتر.. 
ربت على رأسها بحنان 
وأنا مبحملش غير اللي يريحك يا روح قلبي المهم تكوني مبسوطة.. 
ابتسمت بفرحة وهي تستند على صدره 
حبيبي يا بابا ربنا ما يحرمني منك يارب.. 
ضمھا اليها ببسمة صغيرة تلاشت حينما وجد الدموع تلألأ بعين
زوجته فأبعد ابنته عنه ثم قال ويديه تحتضن رأسها 
مش هتسلمي يا ماما ولا أيه 
انقلبت تعابيرها للضيق وبالرغم من ذلك حاولت ان تبدو ثابتة حتى بقولها 
لا هسلم. 
ونهضت لتقترب منها ثم قالت بجمود 
ازيك يا ماما عاملة ايه.. 
نهضت رواية
عن مقعدها وان كانت لم تقدم ابنتها على احتضانها فاقدمت هي ضمتها لصدرها بۏجع وشوق يتلحمان بمعركة قاسېة ثم همست لها بدموع 
كده يا روجين أهون عليكي تسيبني كل ده من غير ما حتي ترفعي عليا سماعة التليفون حتى مكالماتي مش بتردي عليها غير كل فين وفين طيب ليه يا بنتي! 
ابتعدت عنها ثم قالت بابتسامة زائفة 
معلشي يا ماما انتي عارفة اني من فترة كنت بمتحن وانشغلت بالمذاكرة حقك عليا.. 
ربتت على كتفيها بحب 
ولا يهمك يا حبيبتي المهم انك تبقي بخير دايما. 
حاولت رسم ابتسامة اخرى والدموع تكبتها داخل عينيها فمن سيصدق ان رواية كانت الاقرب دوما لروجينا ولكن الآن باتت الامور معقدة بفضل اصدقاء السوء وعلى رأسهم تقى التي سمحت لهما روجينا بالتدخل بحياتها فسيطروا عليها سيطرة كاملة ليقتلوا بها كل زرع طيب زرعته رواية بداخلها فباتت مهيئة لاستقبال ذاك الشيطان الذي ارسل لها اتباعه بالبداية ليمهدوا له طريق للدخول وها هو الآن يستحوذ عليها قلبا وقالبا.. 
انتبهت روجينا من غفلتها على يد آسر التي تحيط كتفيها ليشاكسها بمزح 
مستانية الأذن عشان تسلمي عليا ولا مستانية الكبير اللي يجي ويسلم على الصغير.. 
قالت بابتسامة مشرقة 
لا وانت الصادق بفضيلك دور خصوصي عشان أسلم وأبارك وأعين.. 
جذبها لاحضانه ثم استدار بها للخلف ليهمس جوار اذنيها وعينيه على تسنيم الجالسة جوار حور وتالين تتبادل الحديث معهم بانشغال 
عيني براحتك... هاا.. 
ضحكت وهي تهمس له بالصعيدي 
عينت قبل سابق ياخوي مهي تبقى صاحبة حور الروح بالروح بس برضك الاحتياط واجب ولازمن نعينوا تاني وتالت ورابع ولا أنت رأيك أيه! 
هوى
على جبهتها بضړبة خفيفة وهو يستفزها بالحديث 
من رأيي انك تقعدي جنب خطيبك وتقيميه هو أفضل.. 
انقلبت معالمها فور دفعه لها برفق لتجلس على مسافة من أحمد فارتبكت للغاية وانتفض جسدها بتوتر غير محبب وبالرغم من حلقة المزح بينه وبين اخيها الا انها لم تفكر الا باختيار مكان اخر تجلس به بعيدا عنه.. 
انضم لهما خالد بعدما خرج من غرفة ابنته فاسرعت اليه راوية لتحتضنه بدموع وشوق ثم قالت بعتاب 
كده يا خالد تنزل من السفر واختك أخر من يعلم.. 
أجابها بصوت مشحون بالهموم الموجوعة 
ڠصب عني والله يا رواية مكنتش فايق لاي حاجه خالص. 
تساءلت بقلق 
ليه حصل أيه 
تفحص اوجه الجميع ثم قال 
لما نبقى لوحدينا هحكيلك.. 
ثم تركها وتبادل السلام الحار مع فهد الذي ما أن رأى اشارة منتظرة من وجه بدر الذي ولج من الخارج لتو حتى همس لخالد قائلا 
اللي قولتلك عليه حصل.. 
ابتعد عنه وهو يتطلع له پصدمة من سرعته في تلبية ما قاله فاسرع بالحديث الغاضب 
خدني ليه عايز اشفي غليلي.. 
أمسك يديه وهو يحثه على الجلوس قائلا 
أعقل أنا ما صدقت اعقل بدر هناخد حقنا منه بس بالعقل.. 
ثم رفع عينيه تجاه بدر ليشير اليه بهدوء فتابعهما خالد بعدم فهم وخاصة حينما ولج بدر لغرفة ابنته فنقل نظراته لسليم الذي قال بحزم 
بعد ما الضيوف ياخدوا واجبهم هنروح للمصنع وتشفي غليلك منه.. 
هز رأسه بتفهم ثم قال 
طيب وبنتي.. 
أجابه فهد بغموض 
هي اللي هتختار بنفسها حياتها.. 
تساءل بعدم فهم 
ازاي! 
قال بايجاز 
سيبها لبدر هو عارف هيعمل ايه بالظبط.. 
ثم أشار لهما قائلا 
يلا الأكل اتحط.. 
ونهضوا جميعا ليجتمعوا على المائدة الضخمة التي اعدتها حور ونادين لاستقبالهم بما لذ وطاب.. 
بغرفة رؤى.. 
طرق بابها قبل أن يدلف للداخل فسكن الحزن تعابير وجهه باجتياز حينما وجدها ساكنة على فراشها كأنها تستسلم للمۏت الذي بات الاقرب اليها وأسمى امنياتها شرودها وبكائها الدائم جعلها بدوامة بعيدة حتى انها لم تشعر بمن يقف أمامها انحنى حتى جثى على ركبتيه أمام فراشها ثم نادها بصوته العذب 
رؤى.. 
رفعت عينيها تجاهه فكانت حجتها لزهق تلك الدمعات العالقة لم يتردد في مسح ما يؤلمها فازاح دمعاتها بعيدا عنها ثم عاونها على الاستقامة بالجلوس على الفراش ليسألها بنبرة ختمت بۏجع سكن كلماته كالشبح 
ليه عاملة في نفسك كده... مطلعتيش ليه تقعدي معانا بره 
بابتسامة باهتة يتبعها دمعة خائڼة قالت 
أطلع فين يا بدر أنا مش قادرة ارفع عيني في عين حد.. 
وپبكاء مرير قالت 
أنا خلاص اتكسرت وكبريائي كمان انكسر معايا.. 
جز على شفتيه يحتمل ۏجع قلبه الباكي عليها فرفع كفة يديه يطوف به وجهها ثم أجبرها باصابعه بأن تتطلع اليه ليردد بهيام تزين بالعشق 
ما عاش ولا كان اللي يكسرك وأنا عايش وعلى وش الدنيا ياريت الۏجع اللي جواكي ده يتنقل كله فيا وأرجع أشوف ابتسامتك وشغفك بالحياة تاني يا رؤى.... بعدك عني مكنش عقاپ أد ما حزنك ده أقسى عقاپ ليا... 
ثم زفر عدة مرات وهو يحاول التحكم بذاته وبالفعل تمكن فنهض ليجذبها عنوة لتقف أمامه وتنصت اليه حينما قال بصلابة اكتسبها فجأة
بس خلاص جيه الوقت اللي أشيل كل اللي جواكي ده وبأيدك يا رؤى.. 
لم تفهم مغزى حديثه جيدا فقالت بدهشة 
تقصد أيه 
أمسك يدها واجبرها على ان تلحقه للخارج وهو يردد بثقة
هتعرفي دلوقتي... 
وخرج بها للاسفل مستغلا انشغال الجميع بغرفة الضيافة ومن ثم صعد بها لسيارته التي تحركت تجاه المخازن الخاصة بتوريد المصنع توقفت سيارته أمامها فهبط ثم أشار لها قائلا 
انزلي.. 
طوفت المكان بنظرة خوف ثم قالت 
ليه! 
لف اليها ثم فتح بابها ليشير لها بالهبوط فتتبعته بالاسفل ومن ثم اتبعته فسلك شارع رفيع يفصل المصنع عن ذاك المخزن فوجدت رجلين باجساد كالدبابات المدرعة يقفون أمام باب حديدي يفتح من الاعلى وفور رؤياهما لبدر قال احداهما 
الامانة مشرفة جوه من بدري يا بشمهندس لو تحب نخلصوا منها احنا أي خدمة.. 
أشار له بحزم 
لا محدش يتعامل معاه بدون أذن مني... 
ثم قال بصرامة
افتح الباب.. 
دوي صوت الباب جعلها تتمسك به پخوف فما ان ولجت للداخل حتى سألته بړعب 
أنت جايبني هنا ليه يا بدر! 
وجدت نظراته قاتمة مخيفة تتجه خلفها بثبات قاټل فاستدارت للخلف لتتفاجئ بأخر شخص تتوقع رؤياه وجدته مقيد ووجهه ېنزف دماء لا مثيل لها فقالت پصدمة 
أنت!
............ يتبع............. 
الدهاشنة٢....... بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت.. 
أحبائي في المغرب الحبيب 
رواياتي متوفرة حاليا في معرض الرباط الدولي للكتاب جناح إبداع رقم C36 في صالة C في معرض الرباط الدولي للكتاب 2022
بداية من 3 حتى 12 يونيو في فضاء السويسي بشارع الإمام مالك أمام فندق سوفيتيل ...
للتواصل مع الدار في معرض الرباط واتساب الرقم 00201004022774 أو هاتف رقم 0600126538
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراع السلطة والكبرياء.. 
الفصل الرابع والعشرون... 
حيرة... ارتباك... حسرة.. ڠضب...خوف... كل تلك المشاعر اجتاحتها مرة واحدة حينما رأت أمامها الذي نزع بيديه أحلامها رغما عنها كان لقاء غير مستحب لها فتراجعت للخلف پخوف ازداد حينما لامس جسدها شيئا صلب خلفها استدارت لترى ماذا هناك فوجدت بدر يقف خلفها كالدرع المنيع تلقائيا اتجهت عينيها تجاه الباب الذي يغلق من الخارج فهرعت تجاهه وهي تصيح بانفعال چنوني 
لا إفتحوا الباب... 
أسرع
بدر تجاهها ثم جذبها إليه وهو يخبرها بهدوء 
إهدي أنا جانبك.. 
وكأنها لم تستمع إليه من فرط خۏفها فعادت لتهمس بتوتر 
أنا عايزة أخرج من هنا.. 
شدد
 

تم نسخ الرابط