بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


تستمع لنص حديثه فكانت شاردة به وهو يتحدث إليها تمنت لو بقي العمر بأكمله يتحدث وهي تستمع إليه هكذا باتت لا تعلم ما الذي يصيب قلبها بوجوده بالرغم من نفورها من صنف الرجال جميعا ثمة شيئا بداخلها يخبرها بأنه ليس مثلهما بل منفرد وإختلافه تكتشفه يوما عن يوم صفقها صوته الذي ارتفع حينما ردد 
تسنيم
تمتمت بشرود 

هاا.. 
ابتسم ساخرا 
ها أيه بناديكي من بدري.. تعالي يلا نخلص الملفات اللي حمضت دي. 
ابتسمت واتبعته لتجلس مقابله فشرعوا بالعمل سويا.. 
انتشل يديه من بين يدها وهو يردد بتعصب شديد 
خبر أيه يا رواية ساحبة بقرة وراكي وأيه كل الرسايل اللي على التليفون دي! 
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالصمت قائلة بحماس 
ما انت مش هتطلع معايا غير كده والموضوع مهم ومستعجل. 
تطلع للشرفة ثم قال ساخرا 
والموضوع المهم هيتقال إهنه! 
هزت رأسها بدلال ومن ثم أشارت بيدها على الحدائق وبالأخص المكان المجاور للاسطبل فتطلع فهد تجاه ما تشير فوجد ابنه يجلس جوار فتاة ما ويتابع عدد من الأوراق الموضوعة من أمامه فقال بعدم فهم 
أبص على أيه ولدك وبيشتغل أيه اللي يشد في كده! 
لوت شفتيها بتذمر 
بالذمة بصتك دي قدرت تحلل الموقف أنت طول عمرك مش مدي لنفسك فرصة تتمعن وتتفحص الامور. 
ابتسم وهو يداعبها بالحديث المرن 
طب قوليلي انتي شايفة أيه 
هام هو بها وهامت هي بما تراه على متن مترات منها 
شايفة نظرات اعجاب في عين ابنك وإن يكن مش حب بس على الاقل البنت مناسبة ليه يا فهد لما تتكلم معاها هترتحلها جدا. 
ترك التطلع بها ثم تساءل بجدية 
هو انتي تعرفيها 
كبتت ابتسامته من التحليل القاتم التي ستستمع له عقب ما ستتفوه به فقالت 
آه. 
منحها نظرة شك فقالت بتوضيح 
لسه متعرفة عليها من شوية بت زي العسل يا فهد جمال وأدب ده كفايا انها بنت عم فضل. 
اتنقلت نظرات فهد تجاههم ثم قال بعد صمت وتفكير 
أنا معنديش مانع بس ابنك جاهز للخطوة دي... يمكن ميكنش بيفكر بيها بالشكل ده من الاساس.. 
ابتسمت بفرحة حينما تابع الحديث معها بلهجتها فيزداد عشقها له أضعافا حتى ولو أصبحت على عتبة المۏت انتبهت من غفلتها وهي تخبره 
متقلقش هتكلم معاه وهعرف اللي في قلبه بالظبط. 
منحها ابتسامة مهلكة ومن ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها ليهمس بحب 
طيب يا حبيبتي اتكلمي معاه ولو كده هدخله انا ونشوف هنعمل أيه!. 
أومأت برأسها بفرحة لمسها فهد الذي ابتعد ليتجه للمندارة فتابعها وهي تتطلع لآسر بفرحة وتمنى فابتسم رغما عنه وهو يهمس بصوت لا يسمعه سواه هو 
يارب يفرحك دايما يا نور جلبي. 
انتهت تسنيم من عملها فنهضت ثم جمعت الملفات بحقيبتها قائلة بابتسامة صغيرة 
كده كل الورق تمام عن أذن حضرتك. 
وكادت بتخطيه فأسرعت رواية بالاقتراب منها ثم قالت بحزم 
على فين ان شاء الله ... أنتي مش هتخطي خطوة بره البيت ده من غير ما تتغدي معانا. 
كادت بأن تعترض سريعا فوجهت رواية حديثها لابنها قائلة پغضب 
من أمته وضيوفنا بيمشوا من غير الواجب يا آسر.. 
رفع كتفيه وهو يردد بقلة حيلة 
معاها معتقدش منك ليها أوكي. 
لم تستعب ما قاله ولكنها لم تبالي بل جذبتها للداخل عنوة فقالت تسنيم 
والله ما هقدر أنا أكلت قبل ما أجي. 
قالت بصرامة 
مفيش حد بيدخل هنا وبيخرج كده وبعدين يا ستي لمتنا هتفتح نفسك مش كده ولا أيه يا آسر. 
رغم تعجبه لمعاملة والدته المميزة لها الا انه قال 
صح... اللمة بتجوع إساليني أنا. 
وجدت ذاتها تنخضع اليها فلحقت بهما للداخل على استحياء فلا مجال للهروب من عند وضع طرفيه أمام فرد من الدهاشنة. 
شعرت بإختناق صدرها فلم تعد تجد ما يخفف عنها أو يجرف تفكيرها بعيدا عن هذا الرجل الغامض الذي ظهر لها من العدم فتمكن مما فشل معشوق طفولنها من فعله لم تعد تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله فلم تعد تملك التحكم بعقلها الذي يفكر به كل دقيقة وكلما حاولت تشتت ذهنها بالتفكير بخطيبها تعود للتفكير به من جديد جلستروجينا على الرمال المترسلة على مياه البحر تتأمل الأمواج الثائرة من أمامها وكأنها تحاربها او تذكرها بأن ما تفكر به لن يحدث أبدا وكأن هناك مصباح لتحقيق الأمنيات او ربما حورية تتدلل بين صفحات البحر فاستمعت لدموع تلك الفتاة البائسة الحائرة فمنحتها تحقيق لامنيتها وها قد أتي صوته الرجولي العميق من خلفها يردد 
مش قولنا نبعد عن اليخوت والبحر ناوية تنخطفي تاني ولا أيه 
فتحت عينيها على مصرعيها ثم التفتت للخلف لتجده يقف مقابلها بطالته التي لم تفشل يوما بالسيطرة عليها نهضت عن الرمال وهي تردد بابتسامة مشتتة 
انت! 
وضع أيان يديه بجيوب بنطاله القصير ومن ثم اقترب وهو يردد 
أيوه أنا.. 
ثم منحها نظرة أربكتها قبل أن يستطرد 
اتعودي انك هتشوفيني كل ما هتتهوري وتركبي يخت غلط او تفكري تقربي من المياة. 
ابتسمت على دعبته اللطيفة وإن كانت تحمل معنى مبطن بقلقه عليها ربما يشعرها بأنها تعني له انتبهت لذاتها الهائمة به كالبلهاء فلعقت شفتيها بارتباك ساد الصمت ليقطعه أيان حينما قال بخبث 
شكلك مش مرتاحة لوجودي أشوفك بعدين. 
وكاد بالمغادرة فركضت لتجتاز طريقه وهي تردد بلهفة 
لا بالعكس أنا فرحت إنك هنا. 
توقف عن المضي قدما ثم تطلع لها فوجدها تغلق عينيها باحراج شديد ومن ثم سمحت لذاتها بالجلوس أرضا ثم أخذت تردد بتشتت 
أنا مش عارفة مالي بجد من ساعة ما شوفتك وأنا متلخبطة.. 
والتقطت نفس طويل قبل أن تتابع بضيق 
بحاول أخرجك من دماغي مش عارفة ومستغربة لاني مشفتكش غير كام مرة. 
ورفعت عينيها اللامعة بالدموع تجاهه وهي تشير بأصبعها تجاهه 
أنا مخطوبة وهتجوز كمان شهرين والمفروض اني بحب خطيبي طب ليه بفكر فيك دايما. 
ابتسم أيان وهو يتابعها بمكر وعدم تصديق لنجاحه السريع بخطته التي لم تكلفه عناء انخفض لمستواها ثم عاونها على الوقوف ليمنحها نظرة واثقة كسرها بعد دقيقة من الصمت حينما قال 
هتصدقيني لو قولتلك اني لما شوفتك حسيت بشيء غريب. 
ورفع شفتيه بعدم اكتثار 
بوقت زي ده مكنتش أطلع حي وبالرغم من كده خاطرت بحياتي وانا معرفش ايه اللي ممكن يربطني بيها. 
ثم ابتسم بمكر 
بس ده ميمنعش انك طلعتي جميلة. 
ابتسمت روجينا ثم قالت 
أنا مش فاهمه انت
عايز تقول ايه 
اعتلت معالمه الجدية وهو يردد بثبات مخيف 
اللي قصده بكلامي أن القدر بيلعب لعبته احيانا أوقات بنقابل أشخاص وبيختلط علينا الاعجاب بالحب وأحيانا بينفرض علينا كره أشخاص من قبل حتى ما بنشوفهم يمكن لو اتقابلوا في ظروف تانية غير دي كان ممكن يكون في أمل ان الحياة ما بينهم تبقى طبيعية.. 
شتتها كلماته الغامضة فودعها بابتسامة خبيثة وهو يشير لها بيديه 
الجو برد أشوفك بعدين. 
وتركها ملبكة فيما قاله وغادر والابتسامة تتسع وجهه المنتصر! 
تناولت الطعام في جو من الالفة وسط نساء الدهاشنة ارتحت للحديث برفقة رواية وريم وأحبت نادين بمرحها الذي يصنع البهجة ودت لو جلست معهن العمر بأكمله الى أن حان وقت الرحيل هبطت تسنيم من الأعلى لتغادر فانخطف لونها وتشنجت قدميها عن المضي قدما حينما رأت أمامها صورة معلقة تحمل أخر شخص توقعت رؤياه!! 
تلك الفتاة الهزيلة تحمل بقلبها ضغينة من الاسرار والمتاهات
التي
جعلتها أسيرة مقيدة وهاجسها كره الرجال حد المۏت فلم تواجه بشاعة رجل واحد بل نخر القدر عظامها لتكون الشاهدة الوحيدة على وقعة ستهز أرجاء منزل كبير الدهاشنة فماذا اذا اصبحت منهما والسؤال المهم هل ستتمكن بالبوح بالسر المرتبط بصاحب تلك الصورة لم تكن الاجابات الكافية لمثل تلك الاسئلة اللعېنة فسقطت أرضا بباحة منزل الكبير فزاع الدهشان فاقدة للوعي ولتلك الحقيقة البشعة!!...
الدهاشنة....ملكة الإبداع آية محمد رفعت.. 
بوووم بوووووووم انتوا فاكرين ان تسنيم محطوطة كده بدور اي كلام نوووو لسه التقيل جاي ورا بس زي ما بقولكم في كل رواية محتاجين صبر في حل كل لغز هيظهر الفصل ده كان لازم فيه شرح تفصيلي للمشاهد اللي ظهرت فاتكلمت بالتفاصيل عنها كمان مش عايزاكم تنسوا ان رواياتي الورقية موجودة في معرض مسقط الدولي مع دار ابداع للترجمة والنشر وكمان في معرض السويس ومعرض حلوان هنتظر صور جميلة منكم..... بحبكم في الله .. 
Aya.... 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة.....صراع السلطة والكبرياء... 
الفصل الثالث عشر.. 
إهداء الفصل للجميلة سلمى خالد كل سنة وأنت طيبة يا روح قلبي كل سنة وأنتي قريبة فيها من الله عز وجل ..
لأول مرة يشعر بالتشتت هكذا تائه هو بصحراء قاحلة لا يأويها مطر ولا قطرة مياه ېصفع بها ذاته وېعنفها ما بين عتاب ورحمة بما تعرضت له تلك الفتاة بات قلبه رحيما بها بعدما كان ناقما عليها لا يعلم كم ظل حبيس غرفته منذ أخر لقاء جمعه بها فبمعرفته الحقيقة تلاقى ضړبة عصفت برأسه وقلبه فتحبدر عينيه على مهل وهو يتأمل الحائط الصغير المجاور لباب غرفته فعاد المشهد ليتجسد أمامه للمرة الثلاثون عاد ليرى دموعها ويتذكر صړاخها وبكائها لم يحتمل ذاك الالم الغادر الذي يتغلب عليه دون أي شفقة منه على حاله نهض عن فراشه ومن ثم جذب قميصه ليرتديه على عجلة ليتجه لغرفتها ضم يديه معا ليقربهما من الباب بتردد فالوقت وإن لم يكن متأخر كثيرا ولكنه لا يصح لها الطرق على بابها ليلا تراجع عما يهاجمه وكاد بالعودة لغرفته فتوقف محله بذهول حينما وجد روجينا أمامه انخطف لونها وبات جسدها كالثليج حينما رأته ومع ذلك حافظت على ثباتها وتقدمت للغرفة وقف مقابلها وهو يتساءل بحدة 
كنت فين لحد دلوقتي 
ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تجيبه 
كنت آآ... 
قطعت كلماتها حينما فتح باب غرفتها لتظهر رؤى من أمامهم ثم اقټحمت حديثهما قائلة بخبث 
ها يا روجينا اتطمنتي عليها 
تطلعت لها بعدم فهم فاستكملت الاخرى حديثها مشددة على كلماتها الاخيرة 
تقى بقت كويسة ولا لسه تعبانه 
استوعبت روجينا ما تحاول رؤى فعله فقالت باستيعاب 
آه.. الحمد لله بقت أحسن اخدت ادويتها ونامت.. 
أومأت برأسها وهي تشير لها 
طب الحمد لله ادخلي يالا. 
اتبعتها للداخل وبدريشيعها بنظرة تناست حوارهما وتعمقت ببقبق عينيها الحزين ود لو ظل عمرا بأكمله يتأملها ود لو حصل على فرصة الحديث معها على انفراد يكفي أن يكن على علم بأنه سيحظى بفرص ليصلح خطأ القدر القاسې! 
فتحت جفنها الثقيل بصعوبة بعدما شعرت برائحة برفنيوم قوي يعيد ادراكها الحسي فتحت تسنيم عينيها على مهل وهي تحارب ذاك الألم القاټل الذي يحارب رأسها أخر ما تتذكره رؤياها لصورة تضم رجلين احداهما يخصه ذكريات سيئة تحتفظ بها لنفسها هي ظنت للحظة أن الماضي يعود للخلف ادارجا فعاد هذا الرجل ليتجسد من
 

تم نسخ الرابط