بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


بمعالج M1 لا مش قادرة أمسك نفسي لازم احضنك.. 
تعلقت به حور بفرحة كبيرة فرفع يديه ليحتضنها بابتسامة زادته وسامة لا يعهدها سوى الرجل الشرقي تذكرت أسمى مواصفاتها فابتعدت عنه وهي تتطلع من خلفها 
حد شافنا!! 
رأت هناك من يقف على قربا منهما يلتهون بالحديث فخشيت بأنهم تمكنوا من رؤياهم فصاحت 

ده أخويا على فكرة.. 
هز رأسه دون جدوى من تغيرها فدث يديه بجيب بنطاله ليخرج ثلاث مبالغ من المال وضعها واحدا تلو الأخر بيدها وهو يردد 
طبعا كشباب مفيش
أي خبرة بهدايا البنات فقررنا الأتي تجيبي لنفسك اللي تحتاجيه أفضل فدول ٥٠٠٠ج من آسرو٥٠٠٠ منيحيى و٧٠٠٠ج من أحمد معرفش متوصي بيكي بالألفين الزيادة دول ليه يمكن عشان الصواني المحمرة اللي بتعمليها كل فين وفين.. 
جذبت المال ثم قالت بسعادة 
ربنا ما يحرمني منكم ياررب ويفرحكم ببنات الحلال اللي تستاهلكم ويفرحكم وآآ... 
ابتعد عنها باشمئزاز 
دقيقة كمان وهتشحتي على باب السيدة خلصي اللي وراكي ومتتأخريش بالرجوع.. 
وفتح الباب ليستقل سيارته فهرولت من خلفه راكضة حينما تذكرت أمر رفيقتها فأخبرها بأنه سيخبر آسر ومن ثم سيبحث هو لها عما يناسبها فرحت كثيرا وكعادتها تكثر من الدعاء لمن يسعدها بأبسط الاشياء لذا أسرع بدر هربا بسيارته قبل أن ينفجر رأسه من الصداع.. 
بجامعة روجينا.. 
أعدت الحجاب للخلف حتى تدلت خصلات شعرها عن عمدا فزفرت صديقتها المتحررة باستقزاز 
حجاب ايه المقرف بلبسه ده قولتلك إقلعيه واخلصي.. 
رفعت روجينا المرآة عاليا لتتأكد من تساقط خصلات متفرقة على وجهها ثم أعادت طلاء شفتيها بحمرة صاړخة لتجيبها بنفور 
عوايدنا كده في الصعيد ولو عملت اللي بتقوليه ده مستحيل بابا يسمحلي أدرس وأعيش بالقاهرة من الأساس.. 
بتهكم شديد قالت 
تخلف وراجعية.. 
تقبلت الأهانة التي مست والدها بصدر رحب! 
هنقول أيه يا بنتي بس اديني مستحملة لحد ما أشوف أخرتها أيه وكله كوم وسي أحمد ده كوم تاني عايش دور الصعيدي الشرقي بجد أنا فعلا مبقتش قادرة اكمل بالعلاقة دي.. 
قالت صديقتها بمياعة 
وأيه اللي غصبك يا بيبي أرميله دبلته وقوليله باي.. 
ابتسمت بسخرية 
ياريت الموضوع بالبساطة دي.. 
تهجمت ملامح وجه روجينا حينما رأت من يقترب منها 
أهو الوش السمج اللي بصحيح شرف.. 
ما أن انتهت بحديثها حتى جلس على المقعد المقابل لهما قائلا وعينيه تطوف بروجينا 
هاي يا بنات أخباركم. 
أشارت لهتقى صديقتها 
هاي يا كيمو أخبارك.. 
تنهد كريم ببطء تعمد أن يلاحقه كلمات متهملة وعينيه تتابع روجينا 
مش كويس طول ما الغزال مش راضي يحن علينا.. 
زفرت بضيق شديد ثم حملت كتبها قائلة باستهزاء 
انا ماشية يا تقى لحسن الجو بقى يقرف.. 
وغادرت روجينا سريعا من أمامه فصاح پغضب 
وبعدين بقا مش ناوية تشوفلنا سكة معاها يعني.. 
أجابته بغيرة واضحة 
قولتلك روجينا مش من نوعية البنات اللي أنت بتفكر فيها ده أبوها
من كبار رجال الصعيد فأكيد طباعها شرقية يعني لوكل جدا أختارلك حد غيرها وأنا اوعدك هظبطلك الدنيا.. 
بعند كبير أضاف 
مش عايز غيرها حتى لو هتقدملها رسمي.. 
جزت على أسنانها بضيق شديد فتهربت بكلماتها التي أخفت ما تضمره لها 
طيب خلاص في رحلة لاسكندرية كام يوم هحاول اقنعها تطلع واهي فرصة تتقربوا من بعض أكتر.. 
وضع مبلغ طائل من المال أمامها ليغمز لها بإعجاب 
أحبك وأنت فاهمني.. 
بمنزل الكبير.. 
وبالأخص بغرفة راوية.. 
ولج للداخل فخلع عنه العمة ثم الجلباب ليجذب بنطال من القطن المريح وتيشرت واسع يليق بعمره ثم خرج للشرفة ليجدها تجلس على المقعد وتتأمل الأشجار من حولها بشرود تنحنح بحشرجة خشنة علها تنتبه لوجوده فوجدها تتجاهله عن عمدا أفترت شفتيه عن ابتسامة صغيرة ليجذب أحد المقاعد ثم وضعه ليجلس جوارها طال السكون ومازال يتطلع لما تتأمله حتى تحرك فكيه ناطقا 
مفيش حد بيقسى على ولده يا راوية انا بعمل كده عشان مصلحته.. 
استدارت بجسدها تجاهه لتخرج ما بجعبتها 
كل حاجة ليها وقت يا فهد أنت عايزه يمسك مكانك ويتعلم كل حاجة في يوم وليلة الولد من حقه أنه يختار هو عايز يتحمل العبئ ده ولا لا من حقه يعيش حياته ويخرج ويعمل اللي عايزه أنت مسيطر عليه بدرجة مخلياه مش عايش يوم لنفسه! 
كاد بأن يجيبها فقاطعته بحدة 
هتقول نفس كلامك أن ابنك راجل محدش قال حاجة بس الرحمة حلوة وبعيد عن كل ده أسلوبك معايا قدامهم لازم يتغير أنت بتحطني في مواقف محرجة جدا مببقاش قادرة أنطق ولا اعترض! 
انتظر حتى انتهت من حديثها ثم قال 
راوية أنتي لازمن تقدري أني مبقتش زي الاول عارف
أنك بتتكلمي صوح بس في حاجات لازم أكون فيها كده والا هيتقال عني معرفش أمشي داري.. 
هدأت معالمها قليلا وقد تستى لها فهم ما يود قوله ثم رفع ذقنها بذراعيه حتى يجبرها على التطلع إليه 
لازم تقدري اللي أنا فيه يا راوية المكانة اللي أنا فيها مش باختياري مفروضة عليا زي ما اتفرضت على اللي قبلي وأكيد هيجي اليوم وهتكون مفروضة برضه علىآسر فاللي بعمله دلوقت عشان يقدر يشيل المسؤولية ويكون أدها.. 
احتضنت بيدها يديه التي تحتوي وجهها برقة وحنان لتطبع قبلة صغيرة على كفيه 
ربنا يخليك لينا يا حبيبي.. 
ابتسم وهو يستمع لكلماتها التي تعيد الحياة لقلبه الملتاع فاحتضنها بعشق ويديه تربت على خصرها فقالت بتذكر 
نسيت أقولك مش خالد كلمني النهاردة وقالي ان البنات حابين يقضوا الاجازة بمصر.. 
تساءل في اهتمام 
بجد يعني أخيرا هينزل من أمريكا.. 
غلبها الحزن 
لا هو خلاص استقر هناك هو وريماس تالين ورؤى اللي هينزلوا..
قال بترحاب عظيم
ينوروا الثرايا والصعيد كله..
احتضنته بعشق 
طول عمرك صاحب واجب يا حبيبي.. 
جذب يدها للداخل وهو يهمس بمكر 
انا كمان نسيت أقولك حاجة مهمة جووي.. 
تعالت ضحكاتها وهي تحاول المناص منه ولكن ولجت معه للداخل بنهاية الأمر.. 
بغرفة آسر 
كان هائما بيومه الشاق يتذكر تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة وأساسياته لقاء هاشم المغازي ونهايته بذاك الرجل الغامض ذو اليد الناعمة فابتسم تلقائيا حينما توارى عليه كناية هذا الرجل الناعم عله من الچنس الخناس! 
بددت ابتسامته حينما وجد هاتفه يصيح عاليا برنين بدر المعتاد أجابه وهو يفرك رأسه پألم 
خير يا ابني مش لسه قافل معاك! 
استمع له بحرص شديد ثم قال 
صاحبتها مين ثقة يعني 
أوضح له نسبها فأعتدل آسر بفراشه وهو يردد بدهشة 
بتقول بنت عم فضل.. 
ها لا معاك طيب تمام انا نازل القاهرة بكره بليل يعني على بعد بكره الصبح تقدر تجبها.. 
واغلق الهاتف ليشرد من جديد بتلك الصدف الغريبة التي جمعته بأبيها بالصباح وبابنته التي تريد العمل بالمساء علها قدر يساق إليه ليبدد ظلمة الحب الاول الذي ترك لمسات مؤلمة يخشى من الحين والأخر أن يتذكرها... 
بالقاهرة... وبالاخص بمكتبأيان المغازي
لف مقعده الأسود بحافة قدميه المستند على المكتب وهو يرتشف عصيره بتلذذ عجيب انتهت من تقف أمامه بقص ما يحدث معها لتنتهي بما قالته 
وأنا قولتله أني هحاول اقربه منها وأني هقنعها تروح رحلة اسكندرية قولت أسكته يعني عشان يحل عني.. 
توقف المقعد عن الدوران حينما لامست قدميه الارض لينهض عن مقعده ومن ثم أغلق ازرار بذلته الرمادية الأنيقة فتحرر صوته الرزين 
بالعكس هتنفذي اللي قولتيه.. 
قالت بتشتت 
بس آآ.. 
بترت كلماتها حينما حدجها بعينيه الصقرية ليتبعها أمره الناهي 
أنتي هنا عشان تنفذي اللي أقوله وبس فاهمه.. 
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تحرك رأسها بطاعة ثم غادرت على الفور ضغط أيان بيديه على مقدمة المقعد فكاد بأن يتحطم من أسفله من فرط حقده الذي يهاجم عروق مائه كنفورة من المياه التي تتصاحب وابل النيران القاټلة ليردد بشرارة ملتهبة 
هانت يا فهد! 
تحرك السائق ليعود به للمنزل فتابع عمله على الحاسوب بانهاك حرر يحيى جرفاته بنفور شديد ثم فتح نافذة السيارة ليغلق عينيه بانتشاء اعاد التطلع بالخارج قائلا 
وقف العربية يا مصطفى.. 
انصاع له فأوقف السيارة على الفور فهبط يحيى ليتجه لمحل الالعاب الذي لمحه ثم ولج للداخل ليبحث عن لعبتها المفضلة فجذب العروس بابتسامة اشوقت عن ذكرى لمعت بكلمات مختصرة 
الدكتور
قالي في بطني ولد بس انت هتجيب ألعاب أولادي له وبناتي ليا فاهم.. 
انتهت كلماتها الرنانه بوميض من الحزن حول سعادته لتعاسة واقع ملموس يختبره حتى ذاك اليوم التقط العروس ثم انتقى عدد من الألعاب البسيطة ليدفع ثمنها ثم عاد لسيارته ليصل بعد دقائق للمبنى فصعد لشقته وحينما ولج نادى عاليا 
ماسة
ما أن استمعت لصوته حتى هرولت للأسفل ركضا لترى ماذا أحضر لها رفع يحيى الحقائب للأعلى 
يعني ده اللي همك الالعاب مش همك أني رجعت طب خلاص مفيش حاجة.. 
أمسكت بيديه بتذمر 
يحيى جاب لماسة أيه 
حملها بيديه الأخرى ثم طبع قبلة على جبينها 
هنشوف الأول ماسة أخدت أدويتها ولا لا لو طلعت شطورة هتأخد كل اللعب.. 
ادلت شفتيها السفلية بحزن 
ماسة وحشة مش أخدت الدوا عشان طعمه وحش يا يحيى 
سيطر على ضحكاته ليتصنع الڠضب 
اوكي مفيش لعب ولا شوكولا ومن هنا ورايح مش هتنامي جنبي تاني هتنامي جنب إلهام.. 
نومها جوار الممرضة التي تعتني بها وبأدويتها أشد ما تبغضهماسة فركضت سريعا للدرج لتنادي 
إلهام يا إلهام هاتي الدوا بسرعة ماسة شاطرة هتاخده.. 
تعالت ضحكات يحيى فوضع يديه ليخفي ضحكاته ليشير بابهامه بعلامة إعجاب وهو يردد بثبات مخادع 
براڤو.. 
هبطت بالادوية سريعا لتقدمه لها فما أن تناولته حتى هرعت اليه مجددا فمنحها الحقائب فحملتهما وجلست على الأرض تستكشف ما بها بلهفة وهو يتابعها ببسمة يكسوها الحزن كلما يتطلع إلى حالتها التي تصيب قلبه كسهم يستهدفه!. 
وقفت سيارة بدر أمام أحد المطاعم فولج للداخل يبحث بين الطاولات عنه وحينما فشل بايجاده خلع نظارته وهو يردد بتعصب 
قولتله نص ساعة هودي الهدية خلع.. 
مين ياض اللي خلع أمال ده مين شبحي! 
استدار بدر للخلف قائلا بابتسامة واسعة 
لو كنت مشيت كنت هتندم يا عبد الرحمن
جلس على المقعد ليشير له ساخرا 
وريني هتندمني كيف يا واد عمي!.. 
................. يتبع........................ 
الدهاشنة.... صراع السلطة والكبرياء....... بقلمي ملكة الإبداع........ آية محمد رفعت...... 
٥١٢ ١١٦ ص زوزو الدهاشنة...صراع السلطة والكبرياء. 
الفصل الثالث.. 
الفصل إهداء للقارئة الجميلة سلمى مسعد.. 
رفع كفيه ليتصافح كلا منهما بحرارة ثم جلس بدر على المقعد المقابل له ليشير للنادل الذي أتى سريعا فقال 
إتنين قهوة سادة يا برنس. 
أشار له بابتسامة واسعة ثم غادر ليحضر ما طلبه وحينما الټفت برأسه تجاه ابن عمه وجده يحدجه بنظرات كالسهام فرفع حاجبيه متسائلا في دهشة 
أيه! 
أجابه عبد الرحمن بتعصب شديد 
متخيل أني في الساعتين اللي كنت بستنى حضرتك فيهم دول مطلبتش عشرين كوبية قهوة! 
مرر يديه على طول رقبته وهو يشير له 
حقك عليا بقا ما أنت عارف لو مفتكرتش عيد ميلادها هيحصلي أيه 
جذب عبد الرحمن حقيبته الجلد السوداء ثم أخرج منها عدد من الملفات 
طيب
 

تم نسخ الرابط