بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


الرغم من حب آسر الشديد لماسة وتعلقه
بها الا أنها أحبته هو ولم تخشى أبدا الاعتراف بذلك أمام كبير الدهاشنة بذاته حينما هبطت للمندارة بعدما كان يجتمع الرجال لقراءة الفاتحة على ما اتفقوا به فوقفت أمام فهد قائلة 
عمي أنا مش موافقة على الجواز من ابنك.. 
صعق الجميع وعلى رأسهم أبيها عمر حتىيحيى تطلع لها پصدمة

فبالرغم انه كان يعشقها حد المۏت الا أنه لم يجرأ على الاعتراف بذلك أسرع أحمد تجاه شقيقته فأمسك بذراعيها پعنف 
أنت بتقولي أيه 
قالت بدموع غمرتها 
بقول أني مش موافقة انا مبشوفش آسر غير أخويا الكبير.. 
ضرمت الآلآم آسر لتفتته جريحا واسرع عمر تجاهها لېصرخ بها بقسۏة 
من أمته الكلام ده ما طول عمرك وأنتي عارفة أنك ليه.. 
أخفضت رأسها أرضا پخوف فبترت الأنفاس وتلاشت الهمسات حينما رفع فهد صوته 
سبها تتحدت وتقول اللي عايزاه يا عمر.. 
وأشار لها بالاقتراب قائلا 
تعالي ياماسة.. 
اقتربت لتقف على مسافة منه وعينيها موضوعة أرضا بحرج شديد جسدها يهتز پعنف من فرط شهقاتها المكبوتة تعالى صوت الكبير متسائلا 
أنتي مش عايزة تتجوزي خالص ولا المشكلة في ولدي بس.. 
رفعت طرف عينيها تجاهيحيى ثم أشارت بالنفي فعاد ليسألها من جديد 
بتحبي حد! 
لعقت شفتيها بارتباك فتحدت ذاتها بالرغم من وجود الكثير من رجال العائلة بالمندرة تعلم بما سيقال عليها ربما بالجريئة وربما بعديمة الحياء وربما بالاپشع من ذلك ولكنها ستفعل المحال لأجل حبها فإن صمتت وقبلت بالأمر ستجلد ذاتها الباقي من حياتها هزت رأسها كأجابة صريحة على سؤاله المطروح فعاد ليتساءل من جديد 
مين. 
رفعت يدها لتشير على من إختاره القلب بارادته من عشقته قلب وقالبا ذاك الذي يغلفها بنظرة مخطفة من مسافة يضمنها سلامة لها ذاك الذي يراقبها بالخفاء وإن أوشك الأڈى على مسها يواجهه أولا انتقلت الوجوه جميعا إليه فأشار له فهد بعينيه ليقف أمامه نهض يحيى عن محله ليقف أمام الكبير جوارها سكنت قليلا وكأن بسكنته أمان من الأعين المتربصة بها طالت نظرات فهد المتنقلة بينهما قرأ العشق صريح بعينيه من قبل أن يستمع إليه الصمت الذي ساد المندرة كسره صوت فهد حينما نطق بصرامته الجادة 
فرحهم السبوع الجاي.. 
ردد عمر بدهشة من قراره الذي يعد بمثابة سلسال چحيم يحكم إغلاقه على آسر فقال 
أيه اللي بتقوله ده يافهد 
بحزم شديد أجاب 
كلامي واضح للكل السبوع الجاي فرحيحيى وماسة.. 
رنت تلك الذكرى كالمنبه بذكراه لتترك بسمة على شفتيه وهو يتذكر كم جابهت أعتى الظروف لأجله هو أمسك بالصورة ثم مرر اصبعه على بطنها المنتفخة فكأنما لامس تلك الذكرى البغيضة التي فتكت بعش زواجه فأبعد يديه سريعا عنها وكأنه غير مستعد لتذكر تلك الذكريات المشؤمة الآن أفاق يحيى على صوت طرقات باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول ولجت بابتسامتها التي تجاهد لجعلها أكثر اشراقا عل محبوب طفولتها يشعر بحبها الشديد إليه تهواه منذ الصغر فكانت تراه دائما كونه الصديق المقرب لشقيقها منذ أيام الجامعة هاجت وماجت حينما علمت بأمر
زواجه وهدأت بعدما علمت بما حدث لزوجته بعد زواجه وخاصة حينما قيل بأنها أصبحت مختلة عقليا فظنت بأنها فرصة مناسبة للتقرب منه فأدعت حاجتها للعمل عل قربها منه يجعله يشعر بها أجلت يمنى صوتها 
بشمهندس يحيى في واحد برة من تجار الجملة عايز يقابل حضرتك. 
ضيق عينيه باستغراب ثم قال
دخليه.
ولج العجوز للداخل فأشار لهيحيى باحترام 
اتفضل.. 
جلس على المقعد المقابل له ثم بدأ حديثه بابتسامة واسعة 
ما شاء الله على الوش السمح ده.. 
أفتر وجهه عن بسمة صغيرة ليشير له قائلا 
تحت أمرك يا حاج أومرني.. 
قال بحزن مصطنع 
أنا طلبت أشوفك مخصوص عشان أشتكيلك من المحاسب المتنك اللي تحت ده بقوله يهونها شوية بالسعر قالي يفتح الله.
أجابه بمكر بعدما تابع بالكاميرات من أمامه بمن يقصده 
بدر تقصد.. 
قال بمحايدة 
أعتقد هو.. 
أومأ برأسه قبل أن يضيف
بدر ابن عمي مبيقولش حاجة غلط أو بيتصرف اي تصرف مش مناسب السعر موحد عندنا وأنت مش اول مرة تتعامل معانا يا حاج عارف مصانعنا كويس وشغلنا ولا أيه!. 
صمت قليلا ثم قال 
على خيرة الله.. 
وأخرج من جيبه شيك من المال ليوقعه أمامه ثم ناوله إياه قائلا بوجوم 
أقدر أستلم امته.. 
استلم منه الشيك ببسمة مصطنعة 
هأمرهم حالا يجهزوا لحضرتك طلبياتك.. 
شيعه بنظرة أخيرة ثم ترك باب المكتب مفتوح على وسعيه ليغادر بغيظ كاد بأن ېقتله أما من بالخارج فتأملته بنظرة شاردة بعدما منحها هذا الغريب فرصة لرؤيته يعمل أمام أنظارها المتلصصة علها من ستدفع ماسة لأول طريقها بالشفاء! 
بغرفة ريم.. 
أحاطتها السعادة بهالة ساحرة حينما رأت ابنها يقف من أمامها احتضنتهريم بسعادة ثم تساءلت بلهفة 
قولي يا حبيبي أنت أخبار أيه بتأكل زين! 
تعالت ضحكات أحمد ليردد بسخرية 
لو جوزك مكنش قالي بنفسه أني منفوخ كنت صدقتك.. 
واستطرد بمرح 
متقلقيش عليا يا ست الكل أنا بدبر نفسي وعايشين على الدليفري ومية فل وعشرة.. 
تطلعت له مطولا قبل أت تسأله بتردد 
قولي يا ولدي هي روجينا خطيبتك مش بتعملك وكل أنت وأخوها! 
عند ذكرها لا يعلم لما يعتريه الضيق يشعر وكأن ليس بينهما أي توافق يراها عنيدة دائما ما تثيره للتعصب وبالرغم من ذلك يرضى بواقعه فمن وجهة نظره هي المناسبة إليه خرج عن قوقع الصمت القاټل ليجلي أحباله الصوتية 
لا هي مشغولة بجامعتها.. 
ارتسمت بسمة لا ارادية على شفتيه وهو يستسل 
بس حور لما بيكون مش عليها مذكرة بتعملنا أحلى طواجن وأكل من اللي قلبك يحبه.. 
ابتسمت هي الاخرى لتضيف على كلماته 
حور دي بنت جدعة وزينة اللي يشوفها ما يصدقش إنها بنت نادين المخبولة.. 
ضحك بصوته كله ليجاهد بقول 
لسه ستي مدياها المرشح إياه تحت.. 
قالت بصدق يتبع ابتسامتها الرقيقة 
الحق يتقال يا ولدي هي اللي عاملة للدار حس من غيرها تحسها خړابة.. 
تمدد على الفراش ثم وضع رأسه على قدميها لتمرر يديه بين خصلات شعره الفحمي بتدليك خفيف تزيح به آلام رأسه فهمس باسترخاء 
محدش جوهرة البيت ده اللي أنتي يا ست الكل.. 
تعالت ضحكاتها باستمتاع لسماع المحبب إليها منه فأخذت تدلك فروة رأسه حتى غفى على قدميها كالطفل الصغير!.. 
أحكمت حور الخمار حول جسدها مانعة الهواء من أن يطيح به يسارا ويمينا استدارت تبحث عنها هنا وهناك فجذبت هاتفها ثم رفعته لتبرطم بضيق 
راحت فين دي 
أنا هنا.. 
استدارت حور لتجدها تلوح لها بابتسامة عذباء 
عارفة اني أتاخرت بس عما وصلت من البلد. 
احتضنتها وهي تردف بانزعاج 
مش عارفة أنتي مبهدلة نفسك ما بين هناك وهنا ليه يا تسنيم! 
حدجتها بنظرة منزعجة من عينيها الخضراء الساحرة لتخبرها بحزن 
مش قولتلك ياحور أن بابا رجله مکسورة وأنا بحاول أساعده على قد ما أقدر.. 
أجابتها بدهشة 
تساعديه ازاي بت أنتي بتروحي معاه الأرض! 
قالت بثبات وفخر 
وماله مش ابويا اللي طول عمره شايلنا على كفوف الراحة بيشقى وبيتعب عشان مين! 
حاوطتها بحنان ثم قالت بتوضيح 
أنا مقصدش يا سولي وبعدين لو مكنتيش أنتي اللي تشيلي باباكي مين اللي هيشله أنا بس كنت فاكرة انك بتسافري عشان تطمني عليه وإنه جايب حد يشتغل بالارض بالأجرة.. 
أعدلت طرف حجابها المتساقط من خلفها ثم قالت بحرج واضح 
كان نفسه يعمل كده بس الحالة على القد أنتي عارفة بقا مصاريف الجامعة وجهاز أختي زنق الدنيا شوية.. 
تعلم جيدا عزة نفس صديقتها المقربة فرغم أنها قادرة على مساعدتها الا أنها لم تجرأ على فعى ذلك فربتت بيدها على كتفيها بتفهم 
بكره ربنا هيفرجها وهتبقى عال..
هزت رأسها بيقين ثم اردفت 
أنا بفكر أدور على شغل هنا بالقاهرة أهو أقدر أكفي بيه مصاريف الجامعة عما ربنا يأخد بيد بابا ويقف على رجليه.. 
صمتت قليلا تحسب الفكرة المطروحة من أمامها ثم قالت بلهفة 
طب أيه رأيك
تشتغلي في المصنع بتاعنا هما كل يوم بيحتاجوا عمال وانتي أصلا تعليم عالي أكيد هيكون محتاجين ليكي.. 
بحماس قالت 
ياريت يا حور تبقي فعلا خدمتيني.. 
ردت عليها بابتسامة مشرقة 
اعتبريه حصل بدر أخويا كان مكلمني من ساعة وقالي انه هيعدي عليا زمانه على وصول هفاتحه أول ما يوصل.. 
ابتسمت بفرحة 
ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا.. 
عاتبتها بضيق لتردد بلهجة صعيدية مرحة 
مش قولنا مفيش الكلام ده بينتنا أنتي مفيش منيكي رجا.. 
تعالت
ضحكاتتسنيم لتشير لها پصدمة بعدما تفحصت ساعة يدها 
يخربيتك عندي محاضرة دلوقتي ولا أنتي عشان خلاص بتحضري الماجستير نسيتي الغلابة اللي زينا.. 
وتركتها وهرولت تجاه جامعتها فتعالت ضحكات حور لترفع صوتها 
طب حسبي لتنكفي على وشك لا تلحقي المحاضرة ولا يحزنون.. 
استدارت لتشير لها بوعيد ثم أكملت ركض أما حور فأخرجت هاتفها الذي يرن بازعاج لترى عدة رسائل من اخيها فخرجت للبوابة الرئيسية لتراه يقف بانتظارها أمام سيارته يستند بذراعيه على مقدمتها ويطالعها ببرود من أسفل نظارنه الشمسية اقتربت لتقف امامه ثم تساءلت باستغراب 
أيه سر الزيارة الجامعية الغريبة دي! 
قال بغرور ومازال على نفس وضعيته 
النهاردة أيه في أيام ربنا 
قوست حاجبيها بدهشة 
٢٦ ليه! 
استكمل على نفس المنوال 
مبيفكركيش بحاجة التاريخ ده.. 
صفنت قليلا ثم صاحت بفرحة 
عيد ميلادي.. 
ابتسم بدر ثم قال 
كل سنة وأنتي طيبة يا روح قلبي.. 
تطلعت لجوارها پخوف 
اوعى تحضن ولا تعمل أي حاجة أنا مش هعلق يافتة أقولهم المز الحليوة دي يبقى أخويا...
رمقها پغضب فلوحت بيدها بانفعال 
ما حلتناش اللي السمعة ياخويا معطلكش.. 
قال بانفعال 
أيه الأسلوب القذر ده يابت! 
رفعت صوتها بسخرية 
انجز يا عم الحكاية فيها هدية ولا حوارات لو كده نقفلها وقتي أنا واقفتي معاك جاية بخسارة الرايح والجاي زمانه بيتكلم عني.. 
قالت كلماتها الأخيرة ورأسها ينحني يسارا ويمينا تتفحص حركة المارة فشل باخفاء ابتسامة تسليته على شقيقته التي تخشي من الأقاويل التي قد تمسها حتى من شقيقها فأشمر عن ساعديه وهو يشير لها بتحفز 
تعالي ورايا.. 
لوت فمها بسخط 
على فين لامواخذة! 
وضع يديه خلف ظهره ليجيبها بنظرة غاضبة 
الهدية بشنطة العربية إن كان عاجبك!.. 
رددت بصوت منخفض 
هتزلونا بقا.. 
ثم رفعته بابتسامة مصطنعة 
بينا.. 
تعالت أمارات المشاكسة على وجهه فوضع المفتاح بشنطة السيارة الخلفي ثم قال ويديه تصفن بخصلات شعره 
تفتكري الهدية ايه حاجة كان نفسك فيها أيه هي 
ابتسمت وهي تفرك بأصبعها وجنتها فاقترحت 
طقم التوابل المتحرك اللي كلمتك عنه متقولش انك فجئتني وجبتلي واحد لجهازي.. 
قست نظراته تجاهها فعادت لتخمن من جديد 
متقولش هجبها خمارين شيك كده أغير بيهم وأنا جاية الجامعة.. 
اغلق
شنطة السيارة بعصبية ليدفعها بقوة 
غوري يا حور جايب عيد الأم أنا طقم بهارات وخمارين!. 
ادلت شفتيها السفلية بحزن 
أعمل أيه ما أنا دماغي لفت.. 
رفع الباب مجددا ليجذب الكرتون ثم ناولها لها باستسلام انفرجت شفتيها في صدمة فصړخت بعدم تصديق 
لاب توب MacBook Air
 

تم نسخ الرابط