بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


همام يرفع قدميه تجاهها ڠضبا تراجعت للخلف پخوف وهي تحاول أن تتفاداه ولكنه كان يتبعها ومازال يرفع قدميه عن الارض بحركات مندفعة عڼيفة رفعت يديها معا لتحمي وجهها وهي تصرخ بفزع وحينما استمعت لصوته رفعتهما لتجده يقف أمامه ويتمسك بقدميه ومن ثم دفعه للخلف وهو يصيح بها بانفعال 
همام اهدى! 
تراجع الفرس للخلف قليلا وكأنه شعر بالأمان على ابنه الصغير لوجود فارسه فعاد ليقف جوار فرسته الجامحة مهجة وهو بتأمل صغيره عن بعد أسرع آسر تجاه تسنيم ومن ثم عاونها على الوقوف وهو يتساءل بلهفة 

انتي كويسة 
أومأت برأسها عدة مرات وعينيها تتابع همام پخوف والأخر يتابعها بنظرات حائرة لا يعرف كيف أتت الى هنا ولكنه سعيد لرؤياها مجددا انتبهت تسنيم لنظرات آسر لها وليديه التي مازالت تتمسك بها خشية من أن تسقط من جديد فتراجعت للخلف وهي تعدل حقيبتها الصغيرة بخجل ومن ثم قالت بتوتر 
انا آسفة جدا مكنتش اعرف انه هيضايق كده آآ... آنا كنت جاية عشان اقول لحضرتك اني لازم انزل القاهرة فلو حابب تبعت حاجة تبع الشغل معايا او على الاقل تبقى عارف بسفري فآآ... وأنا داخلة شوفت فهد بيه وهو اللي دلني على الاسطبل وانا بدور على حضرتك شوفت الحصان الجميل ده فبعتذر على اللي حصل.. 
حديثها المرتبك كان غير مرتب يعكس ما تشعر به من حرج وتوتر نعم فهم من مغزى حديثها مهمة أبيه الماكرة ولكنه احب ذلك كثيرا تحرر لسانه ناطقا باتزان 
محصلش اي حاجة لكل ده ممكن تهدي بس وتاخدي نفسك وبعدين نكمل كلامنا. 
رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها فرأته يخرج من السرداب الصغير فقالت بفزع 
حضرتك رايح فين 
ابتسم على خۏفها البادي على وجهها قبل ان يتبع صوتها فأشار لها 
هجيب كرسين وأجي متقلقيش همام مش ممكن يهاجمك تاني كده عرف انك تخصيني. 
وتركها وغادر وقلبها يخفق باضطراب من أخر جملته وإن كانت أسرتها قبل أن تأسر قلبها وروحها صفنت به وهو يقترب منها حامل المقعدين ومن ثم وضعهما جوار الخيل الصغير لتتمكن هي من رؤياه بعدما صرحت بإعجابها به أشار لها بالجلوس فجلست على استحياء ومن ثم حرر لجام الصغير ليدفعه برفق ليقترب منها فوزعت نظراتها بينه وبين همام پخوف فتعالت ضحكاته الرجولية وهو يتابع بقوله الشبه حازم 
قولتلك مټخافيش! 
رفعت يدها ومازالت نظراتها تحوم بين همام ومهجة فوجدتهما هدئين متقبلين لوجودها برفقة آسر فمررت يدها على جسد الصغير بفرحة غمرتها ومن ثم قالت بإعجاب شديد 
ما شاء الله جميل اوي. 
تعمق بالتطلع لها قبل أن يخرج صوته الرخيم 
إختاريله أسم بقا. 
نظرة مرتبكة تقابلت مع نظراته الفاتنة بجمالها فازدرت ريقها وهي تجيبه بارتباك
مش عارفة بصراحة. 
قال ومازالت نظراته متعلقة بها 
حاولي. 
سحبت نظراتها المتعلقة به ومن ثم تأملت الصغير وهي تردد بابتسامة صغيرة 
ممكن برق.. 
ابتسم وهو يردد 
مش هيكون اسمه غير كده. 
اصطبغ وجهها بلون حبات الكرز وهي تتطلع له بتوتر فنهضت وهي تعدل حقيبتها ثم قالت 
همشي بقا عشان معاد القطر. 
تساءل باستغراب 
مش المفروض انك هتسافري بعد يومين 
اجابته وعينيها منشغلة بتأمل حقيبتها كمحاولة من التهرب من لقاء عينيه 
أيوه بس لازم أسافر عشان أطمن على حور. 
أومأ برأسه بتفهم ثم قال 
طب استني لحظة هجيب من والدي الملف اللي كان
بيوقعه عشان توصليه لبشمهندس يحيى. 
هزت رأسها بهدوء ثم وقفت تنتظر عودته جوار ذاك الفرس الصغير الذي سيشهد على قصة عشق ستهز أرجاء الصعيد قصة ستتحدى عادات وتقاليد الرجل الشرقي ذو العرق الصعيدي وربما لتوضح للعالم بأن الصعايدة ليس كما يقال عنهم بل هم أصل النبل والرجولة! 
وصل يحيى للمصنع ومن ثم اتجه لغرفة مكتبه وحينما دلف للداخل انكمشت معالمه بعدم تصديق لما يرأه او ربما عقله لم يستطيع تفسير من انها تتملك كل تلك الجرءة لتقف أمامه من جديد بعد ما ارتكبته من ذنب ڤاضح لا غفران له! 
عاد آسر حاملا الملف المنشود ثم قدمه لها فحملته وتوجهت للخروج بعدما ودعته بابتسامة صغيرة تحمل مغزى يخترق قلبه من دون سابق انذار تشتت أفكاره التي تخطر له بتلك اللحظة فلحق بها وقبل أن تصل للبوابة الخارجية اوقفها مناديا 
تسنيم. 
استدارت لتقابله وهي تتساءل بدهشة 
نسيت حاجة يا بشمهندس. 
مرر يديه على رقبته وكأنما يحجب تلك الكلمات التي تكاد على التحرر ولكنه فشل بذلك فقال 
خلي بالك من نفسك. 
بقت تتطلع له للحظات لا تعلم بماذا ستجيبه وذاك فكر اخر هاجمها أيحل له قول ذلك لها لانه رب عملها او لا يحل له لطالما كانت جافة بالتعامل مع صنف الرجال جميعا حتى مع اساتذة الجامعة وغيرهما ولكنه حالة خاصة وفريدة بالنسبة لها حالة لا تجد لها تفسيرا منطقي له او لما يحدث لها بللت شفتيها الجافة بلعابها وهي تجيبه بتوتر 
حاضر عن إذن حضرتك. 
وتركته وغادرت بقلب يكاد يتوقف من فرط
الارتباك فتوقفت مرة اخرى حينما وجدت نادين تقترب منها فسألتها بلهفة 
انتي كنتي عارفة باللي حصل مع حور ومقولتليش 
قالت بحزن وهي تتأمل تلك السيارة التي تقترب منهن 
لا والله يا طنط انا لسه عارفة من شوية وهسافرلها حالا. 
انسدلت دموعها بتأثر فربتت تسنيم بحنان على كتفيها 
مټخافيش ان شاء الله هتبقى كويسة انا راحلها وهبقى اطمن حضرتك بالموبيل. 
ردت عليها مسرعة 
انا كمان راحلها. 
ثم استرسلت حديثها وهي تشير على السيارة التي توقفت أمامهما 
تعالي معانا في العربية بدل ما طريقنا واحد. 
قالت بحرج 
لا مفيش داعي أنا هسافر بالقطر كمان ساعة بإذن الله وكمان شنطتي لسه بالبيت. 
بإصرار قالت 
وتركبي قطر ليه واحنا نازلين القاهرة ورايحين نفس المشوار ثم ان دي مش حجة هنخلي عادل السواق يطلع على بيتك الاول نجيب شنطتك ونمشي اركبي يالا. 
أخبرتها بابتسامة صغيرة 
حاضر.. 
وبالفعل صعدت تسنيم للخلف جوار نادين وبقى سليم بالامام جوار السائق الذي تحرك بهما على الفور وآسر كما هو يودعها بنظراتها امام تلك البوابة الضخمة التي تفصله عن الداخل وحينما استدار عائدا تفاجئ بمن يقف أمامه يحدجه بنظرات قاتمة وعصاه الانبوسية تحتك بالارض بقسۏة وكأنه يود بها أن تمنحه عقۏبة يعلمها جيدا فابتسم وهو يقترب منه بخبث! 
بأحد منازل كبار الصعيد وبالاخص بمنزل تابع لكبار الدهاشنة دلف ذاك الخادم المتنكر بعمامته البيضاء التي تخفي ملامحه وهو يتلفت من خلفه پخوف من أن يرأه أحدا ويا ويلته إن رأه أحدا من المغازية بالتحديد فبالتأكيد سينقطع رأسه حينما ستشهد خيانته لثراياأيان المغازي فما ان رأه حارس البيت حتى سمح له بالمرور كالمعتاد لزيارته المتخفية ومن ثم اتبع الخادمة التي ادخلته مكتب رب هذا المنزل لتضع له الشهي من المؤكلات والمشروبات كما شدد عليها سيدها فأكل بنهم وهو يراقب باب المكتب فما أن ولج صاحب المنزل حتى نهض عن مقعده وهو يردد باحترام وخوف بآن واحد 
مهران بيه!... آآ... أني جبتلك معلومات المرادي تستحق الحلاوة والمرادي الضړبة هتكون لفهد نفسه!.. 
................. يتبع................ 
الدهاشنة٢... بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت....... 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنه...صراع السلطة والكبرياء..... 
الفصل الخامس عشر... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة من الأردن الحبيب أم عثمان أبو العز بتمنى دائما تكوني بأفضل حال وكل عام وأنت بخير......
انسحب طابع الهدوء الذي يكسو عينيه ليحل محله عاصفة غائرة من ڠضب فتك بحدقتيه السوداء فتحررت أحباله الصوتية لتنم عن صوت لا يقل ڠضب عن چحيم عينيه 
ليك عين تيجي هنا!! 
تجاهلت يمنى عصبيته الزائدة ثم قالت ببرود 
يحيى أنا مرتكبتش ذنب أنا حبيتك! 
ازدحمت شحنة الغيظ بداخله لما تمتلكه من عدم
استيعاب لما فعلته فخطى ليبدو قريبا منها ومن ثم ردد باستحقار 
مش مستغرب البجاحة اللي عندك مهو المسلسل التركي اللي عملتيه سبق ودخل عليا مرة بس مش هيدخل عليا تاني.. 
ازاحت الحقيبة العالقة بذراعيها ثم اقتربت المسافة المتبقية لتشير له باستياء 
حبي ليك مش مسلسل يا يحيى وبعدين انا مش عارفة انت ليه رافضني بالشكل ده وانت متجوز واحدة مچنونة لا هتقدر تفهمك ولا تفهم احتياجاتك.. 
ثم رفعت يدها تداعب أزرر قميصه الأبيض ظنا منها انها تغريه 
ثم اني مطلبتش منك تطلقها لو اتجوزنا جوازنا هيكون في السر.. 
شهقت فزعا حينما انهالت يديه بصڤعة قوية على وجهها ومن ثم لف خصلات شعرها حول معصمه صارخا بعصبية بالغة 
واضح ان الذوق مش بيمشي مع امثالك أنا بقى هوريكي الرد المناسب.. 
بالبداية لم تفهم ما يقصده بكلماته المبهمة الا حينما فتح باب المكتب ليلقي بها بالخارج أمام الموظفين
جميعا فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع 
المكان ده
لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة. 
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مرددا بحزم 
أرموا الژبالة دي بره.. 
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!. 
وقف آسر جواره يتابع حركة الأشجار من حوله بهدوء شديد فطال صمتهما الى أن قطعه فهد حينما قال 
إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها. 
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فأجاب والده بثبات 
أنا محبتش قبل كده.. 
تطلع اليه بنظرة قاتمة فاستطرد موضحا 
حضرتك أكتر واحد فهمني وعارف أني نسيت ماسة في اليوم اللي اتجوزت فيه يحيى ومبقتش اقدر أشوفها غير زي روجينا وحور.
أشرق وجهه بابتسامة صغيرة فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخر 
عارف يا ولدي بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس. 
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع 
أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس. 
اتسعت ابتسامةآسر حينما صرح الكبير بذاته عن قصده الصريح بارسال تسنيم للاسطبل حتى يضمن انفراده بها لدقائق معدودة كاد بأن يشكره على ما فعل ولكنه تفاجئ بمن تقترب منهما حاملة لأكواب العصيروتسترق السمع اليهما وحينما فشلت بسماع شيء زمجرت بغيظ 
سكتوا ليه ما تكملوا كلامكم ولا بتتكلموا في حاجه مش عايزني اسمعها! 
تطلع آسر لوالده بمكر ومن ثم قال بلهجته الصعيدية 
مخبرش تقصدي أيه ياما بس أبوي خابر عن اذنكم .. 
وغادر سريعا من أمامهما فوقفت رواية مقابله لتعيد سؤالها من جديد 
ابنك هرب ومفضلش غيرك قولي بتتكلموا عن أيه يا فهد 
استقام بوقفته وهو يتناول الكوب من يدها ليرتشفه بتلذذ قائلا بتسلية 
في أسرار بين الأب وإبنه لازمن تفضل بينتهم ومتخرجش أبدا.. 
منحته نظرة مغتاظة وهي تمتم پغضب 
كده يا فهد طب هات
 

تم نسخ الرابط