بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


برأسها ثم جذبتها للأعلى فقصد يحيى الشقة الخاصة بالفتيات طرق عدة مرات ففتح عبد الرحمن الباب ثم قال 
لحقت... ادخل. 
ولج وهو يتمتم بغيظ 
يعني هعرف اللي حصل ومش هرجع! 
اتبعه ثم أشار له على غرفة الضيافة فوجد أحمد بالداخل هو الأخير فقال 
طمنوني حور عاملة أيه دلوقتي 
رد عليه أحمد بحزن 

أحسن... بترتاح جوا في أوضتها فسبناها على راحتها وخصوصا لأن الچرح في رجليها. 
تفهم يحيى الوضع فتغاضى عن فكرته بالدخول للإطمئنان عليها فتساءل باهتمام 
هي جوه لوحدها مفيش حد معاها 
أجابه عبد الرحمن بهيام مع نطق حروف إسمها 
تالين جوه معاها. 
أومأ يحيى برأسه ثم عاد الصمت ليختزل معالمه من جديد والأخير يراقبه بتمعن ولدقائق طالت لتكسر بسؤاله 
أنت كويس حصل حاجه ولا أيه 
اتجهت نظرات أحمد تجاهه ليستكشف الأمر فور سماع عبد الرحمن ابتلع يحيى ريقه بارتباك من أن تسوء العلاقة بينه وبين أحمد مجددا بعد سماع الشكوك التي تراوده وبالأخير يظل مجرد شك فمن الممكن أن يكون أصابها دور برد عادي لذا كان حريصا حينما أجابه 
مفيش الواحد حزين بس على حور طول عمرها جدعة وبتخدمنا من غير ما نطلب منها ده. 
أجابه عبد الرحمن بتأييد 
ومن سمعك كلنا زعلانين عشانها بس الحمد لله الدكتور طمنا وقالنا الچرح مش عميق يعني أسبوع أو إتنين وهتبقى زي الفل.
هز رأسه وهو يردد
إن شاء الله. 
الخروج من هذا المنزل الذي أصبح يسكنه هذا البغيض بات من أسمى أمنياتها ولحسن حظها بأنها لم تخفي عن والدتها أمر عملها بمصنع عائلة الدهاشنة فبات أمر خروجها من المنزل أمرا عاديا وأخيرا بعد طريقها الطويل وصلت أمام البوابة الضخمة التي تحمل لقبهم باعتزاز ومن ثم فتحت البوابة لتدلف للداخل غمرها الاسترخاء وهي تتأمل المساحات الخضراء التي تحد هذا المنزل الضخم الذي على الرغم من ثراء أهله الا أنه مازال من الطراز القديم وكأن أهله يسعدون بقدم طرازه كتذكار بأعمدة عائلة الدهاشنة وأصولها التي تمتد للجد الأكبر ليليه الابن ومن ثم فزاع الدهشان وصولا لفهد ولاحقا بالآسر.. 
راق لها تمسكهم بالطراز القديم كثيرا فقد رسمت صورة معاكسة لما
ستجده بالداخل ظنت بأنها ستجد فلة أو قصرا يميل لطراز البندر انتبهت تسنيم لذاتها الشاردة فاستكملت طريقها للأعلى حتى طرقت الجرس العالق على الحائط الجانبي وانتظرت قليلا حتى فتحت أحدى الخادمات حيث كانت كبيرة بالعمر ويبدو عليها الوقار فتساءلت باستغراب لرؤية تلك الفتاة للمرة الأولى فعلى الرغم من الصداقة القوية التي تجمعها بحور الا أنها لم تفكر بزيارتها يوما بمنزلها 
أجدر
أساعدك في حاجه يابتي 
أجلت صوتها قائلة بارتباك 
أنا من قسم المحاسبة الخاص بالمصانع وعندي معاد مع بشمهندس آسر.. 
أومأت الخادمة برأسها عدة مرات وهي تجيب بتذكر لما قاله 
آيوه ايوه يا الف مرحب بيكي يا حبيتي اتفضلي عما أدي البشمهندس خبر. 
اتبعتها على استحياء فأشارت لها على غرفة بالأسفل ففطنت بأنها غرفة المكتب لم تتردد كثيرا وفتحت بابها ثم ولجت للداخل لتختار الجلوس على المقعد المقابل للباب الذي تركته مفتوحا على مصراعيه انتبهتتسنيم لامرأة فاتنة الجمال على ما يبدو بالعقد الرابع من عمرها تدلف من الباب الخارجي من المنزل وعلى ما يبدو عليها الإرهاق الشديد مما تحمله من أكياس ثقيلة فرفعت صوتها تنادي 
نعمة أنتي فين تعالي خدي مني.. 
لم تجيبها الخادمة فكانت بالأعلى تنادي آسر لم تتردد تسنيم في مساعدة أحدا عاجز يحتاج لها فأسرعت تجاهها لتحمل الأكياس التي كادت بالتساقط أرضا رفعت رواية رأسها لتشكر من عاونها فانكمشت معالمها بذهول من تلك الفتاة الجميلة ابتسمت تسنيم من تعجبها الشديد ثم قالت 
أنا تسنيم بنت عم فضل وبشتغل في قسم المحاسبة اللي تبع بشمهندس آسر. 
ارتسمت بسمة رقيقة على وجهراوية فقالت بترحاب 
يا أهلا وسهلا بيك يا حبيبتي.. 
ثم وضعت الأكياس التي تحملها على الأريكة لتجذب الأغراض من يدها قائلة بحرج 
طب والله فيك الخير عنك دول تقال أنا خلاص شلت الأكياس من إيدي. 
تراجعت بجسدها للخلف وهي تجيبها بتصميم 
لا مش تقيلة خالص قوليلي بس أحطهم فين وأنا مع حضرتك. 
اتسعت ابتسامتها فأشارت بيدها على الرواق البعيد عنهما 
طيب مدام مصممة المطبخ من هنا وأنا وراكي أهو. 
منحتها ابتسامة صغيرة ثم اتجهت بالاتجاه الذي أشارت لها عليه فحملت رواية باقي الأغراض ثم لحقت بها بالطرقة الطويلة حتى وصلوا سويا للمطبخ فوضعت الأغراض من يدها على الطاولة لتصيح بضيق شديد لمن تقفن أمامها 
أيه يا جماعة بنادي من الصبح أنتوا نايمين على ودانكم ولا أيه 
نهضت ريم عن الأرض لتجفف يدها من بقايا صلصة الأرز المحشي الذي تعده بذاتها ثم أسرعت لتحمل الاغراض من يدهما وهي تبرر لها بلهفة 
والله يا حبيبتي ما سمعتك معلشي. 
استدارت نادين تجاهها بيدها المتسخة بالصابون لتخبرها بسخرية 
ورحمة الرغوة الطاهرة دي مسمعناكي يا غالية.. 
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى تسنيم ابتسمت هي الاخرى وهي تتايع حوارهما بمحبة سلطت انظار نادين تجاهها فتساءلت بدهشة 
مين المزة الجامدة دي 
وضعت تسنيم الأكياس من يدها بحرج من تعريفها عن كناياتها لأكثر من مرتين فعرفتهم بها رواية بالنيابة عنها تبادلت نادين السلام الحارق معها أما ريم فقالت بابتسامة هادئة 
كان ودي أسلم عليكي يا حببتي بس زي مانتي شايفة اكده ملبوخة بالمحشي والوكل لازمن يبقى جاهز قبل المغرب.. 
بتذكر أضافت رواية 
يا خبر هو انتوا لسه مخلصتوش 
أجابتهانواره وهي تدنو من المطبخ 
أنا أهو خلصت المعمر والفراخ شويتها برة بالفرن.. 
قالت ريم 
لا انا لسالي شوية بس في أمل الحلتين اللي على الڼار قربوا يستوا.. 
اضافت نواره 
طب اني هجهز العصاير قبل ما الضيوف يوصلوا.. 
اقتربت تسنيم من ريم ومن ثم انحنت لتجلس مقابلها ثم شرعت بمساعدتها فقالت الاخيرة باعتراض 
بتعملي ايه يا بتي ميصحش. 
ردت عليها بابتسامة لطيفة
حضرتك زي والدتي ولو اتحطت بالموقف ده اكيد هساعدها وبعدين انا بستنى البشمهندس لما بنزل هسيبك تكملي وهخرج. 
ابتسمت ريم
باعجاب شديد 
شكلك بنت أصول يا بنتي والله. 
قالت رواية بثناء 
ومش هتبقى بنت اصول ليه وهي بنت عم فضل الراجل الطيب اللي العيبة مبطلعش منه. 
ثم أضافت قائلة وهي تهم بالخروج 
هطلع أغير هدومي وأجي أساعدكم. 
وبالفعل اتجهت للأعلى فرددتنادين بتعب 
ربنا هيتوب علينا أمته بقا من الاكل اللي يكفي 100فرد ده كل يوم ناس داخلة وناس طالعة.. 
اجابتها نواره بعتاب 
ربنا يجعل بيت الكبير عامر بالخير دايما تعب الوقفة والطبيخ بيروح لما الناس تاكل وتنبسط. 
تابعت تسنيم الحوار المتبادل فيما بينهما باعجاب شديد فشعرت بألفة عجيبة وهي تستمع لحديثهما شعرت بالدفء والحنان والحب الذي ينتقل فيما بينهما شعرت لوهلة وإنها تجلس بين أفراد عائلتها الابتسامة لم تفارق وجهها..
هبط آسر للأسفل فإتجه لغرفة مكتبه فانكمشت ملامح وجهه حينما لم يجد سوى حقيبتها فاستدار ليتساءل باستغراب 
هي فين يا نعمة 
قالت وهي تتفحص الغرفة بدهشة 
كانت هنا يا بشمهندس والله. 
خرج من الغرفة باحثا عنها
فاستمع لصوت الضحكات المرتفع القادم من الرواق سلكه آسرحتى وصل للمطبخ فوجدها تجلس جوار ريم تعاونها باعداد الطعام والابتسامة ترتسم على وجهها برقة سلبت زمام تركيزه فتسلل لمسمعه صوت نادين المتساءل 
بتعمل أيه هنا يا آسورة. 
انتبهوا جميعا اليه فانتصب بوقفته ثم قال بجدية يحاول الإتسام بها 
هنقضي الشغل في المطبخ ولا أيه لو كده تمام أنا معنديش مشكلة بس معتقدش الكرنب وورق العنب هينجز الأوراق اللي مستانية توقيع دي! 
ضحكت ريم ثم قالت 
والله حبناها اوي ما شاء الله عسولة وبنت ناس. 
منحتها تسنيم ابتسامة ممتنة ثم نهضت لتغسل يدها جيدا ومن ثم وقفت مقابل هذا الهائم الذي تناسي كونه يحجب الباب بجسده عبث أصابعها بفستانها الأسود الطويل بتوتر التمسه من نظرات عينيها فانتبه لوقفته ليتنحى جانبا مشيرا لها
بالمرور أسرعت بتخطيه لتتجه للخارج فسلكت منعطف خاطئ من فرط ارتباكها التقطت اذنيها صوته الرخيم الذي أسيل أغورها وهو يناديها 
تسنيم. 
وقفت محلها ثم استدارت لتقابله بوجهها الأحمر من فرط خجلها فأشار بيديه على الباب الذي تكاد على تخطيه عقدت حاجبيها بعدم فهم فقال بابتسامة صغيرة 
من هنا. 
تطلعت لما يشير اليه فازداد ارتباكها وتوترها أضعافا اتبعته لغرفة مكتبه فما أن ولجوا سويا حتى أغلق الباب من خلفهما فتوقفت عن الخطى ثم قالت پخوف شعر به آسر بوضوح 
حضرتك قفلت الباب ليه سيبه مفتوح أفضل. 
لثاني مرة يرى الخۏف يدمس عينيها لسبب ظنه عاديا بالنسبة لفتاة وشاب يجمعهما غرفة واحدة ومع ذلك فتح الباب على مصرعيه مجددا وهو يردد بهدوء 
أنا بس كنت حابب اننا نركز لأن هنا ناس داخلة وناس طالعه.. 
أومأت برأسها بتفهم فأشار لها بالجلوس جلست وهي تراقبه بدهشة حينما رفض الجلوس على المقعد الأساسي لمكتبه وفضل الجلوس أمامها حاولت أن تشغل ذاتها بفتح الحقيبة وهي تعدل حجابها بارتباك أخرجت الملفات جميعا فكادت بعضها بالسقوط أرضا فنهض سريعا لينتشلها منها مرددا بهمس 
حاسبي. 
قربه منها جعل جسدها يرتجف بصورة غير طبيعية فجذبت الملفات التي يساندها بيديه ليشعر بتلك الرجفة الغريبة فوضعتهما فوق الطاولة الصغيرة التي تفصلها عنه عاد آسر للجلوس محله وهو يتطلع لها باستغراب قدمت له أول ملف فشغل ذاته بقراءته قبل أن يوقعه وأحيانا كان يراجع على الحسابات من أمامه.. 
طرقت نعمة على الباب ثم تقدمت منهما لتضع صينية العصير على سطح المكتب وقبل أن تغادر أغلقت الباب من خلفها كما اعتادت الدخول لأي غرفة من غرف المنزل انقبض قلب تسنيم بشكل مبالغ به فوزعت نظراتها
بين الباب تارة والعصير الموضوع من أمامها تارة أخرى كان يراقبها من أسفل الملف الموضوع من أمامه فنهض ليشير له بتهذب 
أيه رأيك نقعد برة في الحديقة جنب الاسطبل وبالمرة أعرفك على همام ومهجة. 
كانت تعلم بأنه اقترح ذلك للخوف الذي يستحوذ عليها وراق لها موقفه الرجولي كثيرا فأعادت الملفات للحقيبة مجددا بينما حمل آسر العصير ليرافقها للخارج فسألته باستغراب 
مين همام ومهجةدول 
ابتسم وهو يردد 
لما نوصل هقولك. 
أشارت له برأسها بهدوء ثم اتبعته للخارج فوقفت على مسافة بعيدة عنه تراقبه وهو يضع الطاولة المستديرة جوار الاسطبل ويعاونه أحد العمالين بالثرايا فوضع الكراسي ثم أشار لها بالاقتراب اقتربت منه ووضعت الحقيبة عليها فأشار بيديه على الفرس الاصيل من جواره لتتبعه لهجة فخر واعتزاز 
ده يا ستي همام واللي جنبه دي مهجة.. 
تعلقت انظارها بهما فأحبتهما كثيرا مررت يدها على جسد الفرس الأبيض وهي تتساءل بتردد 
شكلك بتحب الخيل. 
قال بشغف 
جدا وبالأخصهمام. 
وقال كلماته وهو يمرر يديه على جسده ثم تابع بقول 
مامته ماټت وهي بتولده وكان ضعيف جدا بس أنا كنت جنبه ومسبتوش غير لما بقا زي ما أنتي شايفة. 
ربما لم
 

تم نسخ الرابط